سورية

مصحوباً بـ400 مسلح كازاخستاني.. العدناني في الشدادي لتعزيز دفاعات داعش…الجيش والمقاومة اللبنانية يواصلان تقدمهما في الزبداني…القضاء على عشرات الإرهابيين في الغوطة الشرقية واللاذقية.. وإحباط محاولة تسلل بريف السويداء

 الوطن – وكالات : 

حققت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية أمس تقدما جديداً في حربها على المجموعات الإرهابية بمدينة الزبداني بريف دمشق الجنوبي الغربي، في وقت تم القضاء على عشرات الإرهابيين في غوطة دمشق الشرقية وإحباط محاولة تسلل مجموعة إرهابية باتجاه تل الشيخ حسين جنوب مطار الثعلة بريف السويداء، على حين استقدم تنظيم داعش الإرهابي تعزيزات إلى مدينة الشدادي بعد طرده من مدينة الحسكة مع ترجيح احتمالات قيام الجيش بالتوجه لتطهير المحافظة من وجود التنظيم بشكل نهائي.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: أن وحدة من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية نفذت عمليات دقيقة على بؤر التنظيمات الإرهابية وأحكمت السيطرة على عدد من كتل الأبنية في فيلات أبو عايشة بجانب جمعية 8 آذار جنوب شرق حي الجمعيات على الطرف الغربي من الزبداني.
وبين المصدر أن التقدم جاء نتيجة عمليات مكثفة على أوكار وتجمعات مسلحي جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية وما يسمى حركة أحرار الشام الإسلامية أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم.
وتقدمت وحدات الجيش العاملة في الزبداني بالتعاون مع المقاومة اللبنانية خلال الـ48 ساعة الماضية على أكثر من محور وسيطرت على 8 كتل من الأبنية بالاتجاه الغربي لحي الجمعيات وعلى شارع الحكمة باتجاه شارع زعطوط الشلاح على مشارف حي المحطة وسط مدينة الزبداني.
وبات الجيش والمقاومة اللبنانية يسيطران على أجزاء واسعة من مدينة الزبداني، لا بل أجزاء تتمتع بثقلٍ إستراتيجي ومحورين في سياق الحرب في المدينة. وأفرزت الساعات القليلة الماضية سلسلة تقدمات مهمة لتنتقل المعارك من المحور الجنوبي إلى المحورين الشرقي والغربي اللذين باتا حالياً ركيزة المعارك العسكرية.
وبحسب مصادر ميدانية وإعلامية متطابقة، فإن الكثافة النارية وأسلوب القضم عبر مجموعات صغيرة من خلال التمدّد عبر كتل سكنية التي يتبعها الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية أدت إلى هذه النتيجة، موضحة أن عمليات القصف وصلت إلى أرقام قياسية من أعداد القذائف المتساقطة التي حوّلت معاقل المسلحين ومواقعهم إلى حطام.
وتخوض وحدات من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية منذ شهر عملية عسكرية واسعة على الإرهاب التكفيري في مدينة الزبداني كبدت خلالها التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة في الأفراد والسلاح.
وفي غوطة دمشق الشرقية قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على 28 إرهابياً من تنظيم ما يسمى «جيش الإسلام» وغيره من التنظيمات الإرهابية التكفيرية ودمرت لهم مستودع ذخيرة وعدداً من الآليات في ضربات مركزة على أوكارهم في قرى ومزارع الغوطة الشرقية بريف دمشق. كما دمرت وحدة من الجيش نفقاً في حي الزهراء بمدينة حرستا وقضت على العديد من الإرهابيين من بينهم «هشام بله».
جنوباً أحبطت وحدة من الجيش والقوات المسلحة محاولة تسلل مجموعة إرهابية باتجاه تل الشيخ حسين جنوب مطار الثعلة بريف السويداء الشمالي.
وأشار مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا» إلى أن وحدات الجيش وجهت رمايات نارية مركزة على أوكار وتحركات التنظيمات التكفيرية في محيط تل الشيخ حسين ما أدى إلى «مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر متنوعة كانت بحوزتهم».
على خط مواز قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على العديد من مسلحي «النصرة» والتنظيمات التكفيرية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي خلال سلسلة عمليات على أوكارهم في درعا وريفها.
وأفاد المصدر العسكري بأن وحدات من الجيش «وجهت ضربات نارية مكثفة إلى أوكار «النصرة» والتنظيمات التكفيرية المنتشرة في درعا المحطة «أسفرت عن تدمير وكر للإرهابيين بمن فيه وعدد من آلياتهم وإيقاع العديد منهم قتلى ومصابين».
وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش «قضت على عدد من الإرهابيين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة في بلدة معربة» الواقعة على بعد 32 كم شرق مدينة درعا.
إلى غرب البلاد حيث دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة مدعومة بسلاح الجو أوكارا لإرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامته المرتبطة بنظام أردوغان السفاح وقضت على عدد من أفرادها في ريف اللاذقية الشمالي. وأفاد مصدر عسكري بحسب « سانا»، بأن وحدات من الجيش بمساندة الطيران الحربي «دمرت مستودعا للصواريخ للتنظيمات الإرهابية وسيارة مزودة برشاش ثقيل بمن فيها» في قرية مرج خوخة بريف اللاذقية الشمالي.
وأكد المصدر «مقتل سبعة إرهابيين وإصابة 15 آخرين معظمهم من جنسيات أجنبية» ومن بين الإرهابيين القتلى أبو عثمان الطاجيكي متزعم إحدى المجموعات الإرهابية ومأمون الحتر الملقب أبو محمد المهاجر وهو لبناني الجنسية.
من جهته أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بسماع دوي انفجار صباح أمس بالقرب من سكن جامعي في منطقة الزراعة بمدينة اللاذقية، دون معلومات عن سببه وطبيعته. وذكر أن مسلحي المجموعات الإرهابية استهدفوا منطقة تلة الشيخ محمد بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ولم ترد معلومات عن إصابات حتى الآن.
وفي شرق البلاد أفاد الناشط مجاهد الشامي مؤسس «حملة دير الزور تذبح بصمت»، بأن دراجة نارية انفجرت في مدينة البوكمال قرب حاجز لتنظيم داعش، ما أدى إلى استشهاد مدنيين ومقتل مسلحين من التنظيم، بحسب ما ذكر موقع الحل السوري المعارض.
ونقل الموقع عن الشامي: أن «أحد الأشخاص مجهولي الهوية، ركن الدراجة النارية قرب حاجز للتنظيم في الساحة العامة بمدينة البوكمال، وقام بتفجيرها لاحقاً عن بعد، ما أسفر عن مقتل مدنيين، وعناصر من التنظيم المتشدد».
في الأثناء استقدم تنظيم داعش تعزيزات كبيرة إلى مدينة الشدادي في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، في خطوة يسعى من خلالها لتعزيز دفاعاته في المدينة مع ترجيح احتمالات قيام الجيش العربي السوري والقوى الوطنية المؤازرة له بالتوجه لتطهير المحافظة من وجود التنظيم بشكل نهائي.
وبحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية فقد وصل القيادي في التنظيم المدعو «أبو محمد العدناني» إلى الشدادي لعقد اجتماعات مع قيادات التنظيم في ريفي الحسكة ودير الزور، وذلك لمناقشة خطط الدفاع عن المدينة التي تعد واحدة من أكبر المدن النفطية السورية.
وذكرت الوكالة أن داعش أرسل «كتيبة التوحيد» إلى الشدادي، والتي تتألف من نحو 400 مسلح ينحدرون من أصول كازاخستانية، موضحاً أن هذه الكتيبة أقامت لنفسها معسكرات في محيط الشدادي بعد أن رفض والي داعش في الشدادي منحهم مقرات خاصة في المدينة.
وبيّنت الوكالة أن التنظيم كان قد حفر خنادق عميقة في محيط الشدادي، وفي منطقة الـ«48»، تحسباً للمواجهات، بينما قام باعتقال عدد كبير من مسلحيه السوريين الذين كانوا ينتمون إلى تنظيم «النصرة» أو «الجيش الحر»، وذلك للتحقيق معهم حول سبب الانسحاب من معارك أحياء الحسكة، والخسارات الكبيرة التي مني بها التنظيم خلال 35 يوماً من المعارك الشرسة.
وبحسب الوكالة فإن الإحصائية الأولية لخسارة التنظيم خلال معارك الحسكة كانت بواقع 2090 مسلحاً من بينهم 18 أميراً، ووزير تموين داعش مع ابنه وأمير استخبارات داعش فيما يعرف بـ«ولاية البركة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن