ثقافة وفن

أحذّر من إهانتي وتقديم أدوار لا تليق بي … فراس إبراهيم لـ«الوطن»: كل ما يصنع في هذه الحرب بائس لأن التاريخ لم يختبر اللحظة

| سارة سلامة

بعد قرار كان قد اتخذه بنفسه في الابتعاد عن العمل الدرامي سواء أكان إنتاجاً أم تمثيلاً، وهو في أوج نجاحه وكان يشكل رقماً صعباً لا يستهان به، وهو البطل المطلق لسنوات في أعمال وأدوار مهمة حصدت العديد من الجوائز وخاصة عن دور أبو معروف في «ليل ورجال»، وعن عمل «أسمهان» وغيرها الكثير.
النجم السوري فراس إبراهيم اليوم في حالة تأهب لأي عمل مهم يحترم ماضيه الفني ولا يتعمد إهانته وإن كان فيه ضيف شرف، والجالس معه يلمس هدوءه وحنينه وتوقه ليعود ويملأ مكانه الذي بقيّ فارغاً ينتظره، وهو المنتج لأغلب أعماله نراه الآن يضع جلّ اهتمامه في التمثيل فهو الجانب الأهم في هذه المرحلة.
كما أن البطولة المطلقة لم تكن يوماً هاجساً له على الرغم من أنه ترسخ لسنوات في أذهان الناس بشخصية «محسن»، وكذلك أيمن في «القيد» وأبو معروف في «ليل ورجال»، ولكن نراه مبدعاً أيضاً بدور فؤاد في «أسمهان».. كذلك في أسعد الوراق حيث أدى دوراً من أجمل أدواره، فإيمانه وحبه وتفانيه بالعمل كان من دون شك أحد أهم أسباب نجاحاته.
وعن سبب الغياب ومواقفه من الأزمة والدراما وعن أعماله وجديده ومواضيع كثيرة دار حوارنا:

لماذا التزم فراس الصمت وعدم التعبير عن رأيه في الأزمة التي تدور ببلاده؟
الفنان مثله مثل أي مواطن له رأي ووجهة نظر ويستطيع التعبير عما في مكنوناته ولا أحد يطلب منه أن يكون أبكم، ولتكون وجهة نظره حرة يجب ألا يطمح لسلطة، لأن الفنان إذا كان يطمح أو يشغل منصباً معيناً في السلطة فلن تكون وجهة نظره حرة، وكذلك أن يكون فناناً معارضاً وتابعاً لجهة ما أو يمثلها فهو ليس حرّاً.
لأن من أهم وظائف الفنان أن يكون صوت الناس، أما الذي يريد العمل بالسياسة فالاعتزال أفضل قرار يتخذه قبل الجلوس على الكرسي لأنه بكل بساطة: «فنان وكرسي» لا يجتمعان أبداً, وبرأيي أن أهم ما يمكن الحفاظ عليه في هذه الفترة أن نكون وطنيين، سواء كنا معارضين أم مؤيدين.

لماذا اخترت العودة في هذا الوقت؟
أنا لم أغب عن سورية أبداً، وكان غيابي عن العمل بقرار مني وذلك لأنني لم أكن قادراً على المتابعة، كما أن عائلتي وأصدقائي هنا وأنا دائم التردد إلى هنا، وكان لي مأخذ على الدراما والعمل بمصائر الناس، ووجهة نظري هي أن كل ما يصنع في هذه الحرب الفوضوية هو بائس، لأن التاريخ لم يختبر اللحظة وأي شيء يقدم عن الأزمة فالناس قد تجاوزته، فإذا تحدثنا عن الفساد والشهداء والقذائف والمشاكل والخطف والسرقة فالناس لديها الكثير من هذه القصص وبعاطفة أهم بكثير مما يقدم.
وفكرت كثيراً بعمل يوازي الواقع وكان دائماً شيء ما يقول لي ولماذا نوازي الواقع! هل الناس بحاجة أن ترى مصائبها على الشاشة؟.

هل تُختصر الدراما والعمل فيها بالأزمة؟
إذا ما ذهبنا إلى عمل اجتماعي بعيد عن الواقع ولعبنا على المشاعر والحب والعلاقات العادية والطبيعية فسنكون في هذه الحالة منفصمين، وربما سنرى من يقول لنا أين أنتم وأين تعيشون، فأنا عملت «ليل ورجال»، و«أسير الانتقام»، و«أهل المدينة»، وكان لدي وجهات نظر فيها، ولكنه الآن أمامنا واقع لا نستطيع تغييره وهي إما أعمال تتحدث عن الأزمة وبرأيي أنها غير قادرة في هذا الوقت على الوصول إلى أي حال، وإما أعمال منفصلة عن الواقع ولا ترضي الناس.
وبالنسبة لي الفن هو مزاج وحالة جميلة وليس وسيلة لجمع النقود، وفي هذه الفترة لم أحضر مهرجاناً أو عيد ميلاد أو عرساً، لم استطع أن أفعل هذه الأشياء الشخصية حتى بيني وبين نفسي لأنني لم أكن قادراً على الاحتفال وبلدي موجوع.

أيمكن تناول الشرخ الاجتماعي والعاطفي الموجود في المجتمع من دون التعرض لموضوعات الأزمة؟
سنكون حينها غير صادقين فنحن نعيش في وهم وواقع إعلامي وفهم غير مكتمل للأشياء وأنا لم أعتد العمل غير المكتمل، ولا أريد أن أعمل شيئاً غير مؤمن به لأن هناك أشياء لا أفهمها، وهناك الكثير من الناس لا يفهمونها وإن ادعوا أنهم يفهمون.
وذلك يحتاج إلى وقت فيما لو الزمن اختبر اللحظة ومن الممكن أن يحدث ذلك بعد عام أو أكثر، وكما نرى فإنه إلى الآن تنتج أفلام عن الحرب العالمية الثانية ونكتشف بعد هذه الأعوام لو أنها عملت في اللحظة ذاتها فسيكون العمل إعلامياً وموجهاً ولكن بعد فترة من الزمن تكون ظهرت كل النتائج وتصبح متناولة في المكتبات، ولسنا نحن من سنتكلم عنها بالتأكيد بل سيأتي أناس بعدنا بـ20 أو 30 سنة وسيطرحون ما حدث.
ولكن من الممكن تناول أعمال وجعها مخبأ مثل الذي دعيت له وهو اجتماعي لا يتناول الأزمة بشكل صريح وبالوقت نفسه لا يحكي عن عالم بعيد عن الواقع الموجود، وأحببته لأنه لامس هذا الشيء عندي وترافق مع رغبتي في العودة.

هل عودتك كانت مرهونة بدور بطولي؟
بالتأكيد لا، وعمل «رائحة روح» هو بطولة جماعية والدور أعجبني جداً، وهو قريب من الشيء الذي أبحث عنه، ومنذ عامين عملت بطولة بثلاثية «مدرسة الحب»، وبطولة مطلقة في رباعية «قضاة عظماء» بمصر.

ألا يدعى فراس إبراهيم إلى عمل إلا إذا كان منتجاً له!؟
من الطبيعي أن تتساءل شركات الإنتاج وأنا في عزّ نجاحي ومنافساً بأنه إضافة إلى الفرص التي يعطيها لنفسه كذلك سنقدم له فرصة إضافية!، أو هل ننتج عملاً من بطولته وفي الوقت ذاته هو بطل لعمل من إنتاجه، ونقوم بتسويق العملين في سنة واحدة للمحطات لنقول إن هذا فراس إبراهيم وهذا فراس إبراهيم!، كانت هذه مشكلة حقيقية، ومنذ 12 عاماً لم أعمل إلا عملاً في العام.

قبل الأزمة كان يقال إن فراس ينتج ليعمل ويقوم بالبطولة؟
بدأت إنتاجي عام 2003 وجئت من مصر بعد أن عملت دراسات عليا وشاركت في أكثر من عمل هناك، وبدايتي في سورية كانت من خلال عمل «شجرة النارنج»، وعملت «خان الحرير» الجزء الأول والثاني و«القيد» ومجموعة كبيرة من الأعمال، وبقيت 15 عاماً بعد «القيد»، بطلاً مطلقاً وحتى هذه اللحظة ليست مشكلتي البطولة المطلقة وبالعكس تماماً فإن البطولة الجماعية تناسبني نفسياً وفهماً للأمور.

الناس الذين عملت معهم من مخرجين ألم يتنكروا؟
لم أفكر بالموضوع ولا يهمني ذلك أبداً لأنهم أحرار، وربما رأيتهم في أعمال وهم لم يروني، وأتحدى أن أحدهم تلقى مني هاتف عتب خلال هذه السنوات، الأمر عندي لا يذهب بهذا الاتجاه، ومن أعطاني فرصةً كان موجوداً في خياراتي مثل غسان جبري في عمل «أعيدوا صباحي» وأتيت به لأقول له شكراً على «القيد»، وهيثم حقي في عمل «سيرة آل الجلالي»، لأقول له شكراً على «خان الحرير»، واخترتهم ليس لأنهم أصغر من هذه الفرص بل لأنهم كبار جداً.

ما دمت تفكر في تقديم هدية فأنت تحب أن يفكر الآخر بتقديم هدية لك؟
إذا فكروا بي فسأكون سعيداً وإذا لم يفكروا فلن أغضب من ذلك، فأنا إنسان أطيب وألطف من التخيل، وأحب أن أدعى عندما تكون هناك حاجة ملحة لي، ولكن عندما يأتون بي لأنني صديق فقط هذا ما لا أقبله أبداً، لأنني اشتغلت على نفسي لأكون ضرورة وليس لأكون عادياً، وتعبت وتعلمت وسافرت وقرأت واطلعت وطورت أدواتي بحيث لا يستطيع أحد أن يتجاوزني أما أن يوضع بجانبي 5 أسماء لمرشحين إذا لم أوافق يأتي غيري فهذا غير مقبول.

تعتبر نفسك مظلوماً من المخرجين؟
يؤسفني هذا التصور وخاصة أنني من اتخذ القرار بالتوقف عن العمل سنوات، وبلا شك توجد لدي العلاقات القوية في مصر وسورية وعلاقات عربية تسمح لي في العودة، ومسألة أن أدعى أم لا أو أستبعد فهذا يعني عدم الإيمان وأنا شخص مؤمن بأنه لا أحد يستطيع أن يوقفني.
وكل ما في الأمر أن القدر عاكسني ومررت بصعوبات شديدة جداً هي التي جعلتني أتوقف عن العمل، والقصة أنه قبل عمل «محمود درويش»، أصبت بحادث سير كبير جداً وكان معي الفنان مارسيل خليفة ونجوت من الموت بأعجوبة، وبقيت 6 أشهر لم أستطع المشي، وحينها كنت في عزّ نجاحي.

كم أثر ذلك فيك؟
ما حدث وكأنه نزيف بالقدر ولكني لم أحزن على مال أو أعمال وكان همي الأول هو سلامة فراس هذا الإنسان الذي بنيته خلية خلية وشعوراً شعوراً، كنت أريده على قيد الحياة وعلى قيد الإنسانية وألا يصبح وحشاً لأن الذي حدث معي كاد يحولني إلى مجرم.
وخسرت كل شيء من غير أن يكون لي يدّ أو ذنب وأصبحت أخاف من أي شيء، وترافق كل ما حدث معي في هذه الفترة بالأزمة الطاحنة في سورية ولأستعيد توازني وأعود بحلة جديدة ومنطق جديد وأكون شخصاً محباً للحياة كنت بحاجة إلى بعض الوقت.
وبعد كل ذلك أسست شركة جميلة في مصر وبدأت بالعمل وأوحيت للآخرين أنني مستعد ومتأهب للعمل من جديد، والآن أنا جاهز نفسياً وروحياً وثقافياً لأي عمل جديد وخاصة أنني في تلك الفترة قرأت بشكل كبير جداً ولم أترك كاتباً أو قضية أو موضوعاً إلا وقرأته.

في هذه العودة سيكون التركيز على الإنتاج أم التمثل؟
من دون شك على التمثيل ولو أنني لدي عمل جميل جداً للدكتور فتح الله عمر وهو عمل عربي مشترك أي عمل سوري بطبخة عربية، والهدف من دون شك تسويقي لأن العمل السوري لا يسوق في أي مكان.

برأيك هذا الحلّ الناجع لتسويق أعمالنا؟
هذا نوع من الحلّ للمشكلة التي تواجه درامانا، وهذا شيء طبيعي فعندما تعرض الأردن لأزمة في أيام غزو الكويت أتى الأردنيون إلى الشام وعملوا بأسماء مخرجين سوريين وكنا نذهب إلى عمان لأشهر، وأدوارنا كانت البطولة والإنتاج أردني إذاً هم استفادوا منا ليتخطوا هذه المرحلة وتخطوها، أما نحن السوريين فنحتاج إلى ملاءة لنستمر، وفي عمل «محمود درويش» قبل الأزمة كان معي ممثلون مصريون ولبنانيون وأردنيون وسوريون.

ما سبب فشل أو عدم تسويق عمل «محمود درويش»؟
العمل بيع لـ11 محطة في رمضان وسط الأزمة، وتعرض لحرب شعواء قبل عامين من إنتاجه، وعملت «غروبات» خصيصاً ضده، وهذا ما أفرز حالة من الغليان والاستعداد ليقال عنه أي شيء وتم التعامل معه وكأنه مصيبة قبل أن يشاهد.
وبعد انتهاء عرضه لم تعمل مادة نقدية عنه وكان الهدف الأساسي من تلك الحملة إفشال العمل، وعندما عرض العمل قيلت فيه آراء مذهلة لأناس مهمين ولكن حجم الضغط على العمل كان كبيراً جداً ولم أستطع وحدي أن أواجه هذه العاصفة لأنني كنت جزءاً من هذا الاستهداف وخافوا من نجاحي وخصوصاً بعد عمل «أسمهان»، ومن افتعل هذه الشرارة هي جهة إنتاج كبيرة في البلد وهي من عملت «الغروب» وانتشر وأصبح نوعاً من العدوى.
وهو من أكثر الأعمال التي استفدت منها في حياتي لأنني قرأت كل أعمال درويش النثرية والشعرية واستغرقت في التحضير عامين، وخرجت من محمود درويش شخصاً آخر لأنه موسوعة وآمنت به وأحببته وتعلقت بهذه الشخصية.

هل تخاف من أن ينطبع اسمك بشخصية معينة؟
في البداية كنت مرسخاً عند الناس بشخصية «محسن»، لدرجة أنني عملت 10 مسلسلات بعده ولم يذهب من ذهن الناس.

هل أزعجك ذلك؟
من دون شك لأنني لم أعد أجد فرصاً مهمة تتجاوزه وكانت هناك أدوار جميلة ولكن ليس بهذه الخلطة العجيبة التي عملها «محسن».
وعملت «القيد» و«خان الحرير»، بسنة واحدة في بطولتين وكانا أهم عملين على الساحة وحققا شهرة كبيرة، ومع ضيق الحالة الإعلامية وقتها حيث كانت لا تتجاوز أن يكتب صحفي خبراً عن العمل، كانت الشهرة كبيرة جداً ولكن الذي حدث أنني اخترت التوقف عامين عن العمل بقرار مني وكانت النصوص تتجمع على طاولتي وأنا في حالة رفض لأي نص، وبدأت حالتي المادية تضيق وصرفت كل ما بحوزتي، وأنا أقول لا بد من أن ينتهي «محسن» وبدأت حينها بفكرة الإنتاج.

هل كان الإنتاج بهدف الخروج من النمطية؟
لا ولكن حتى أذهب إلى مكان آخر وخصوصاً أنني أحب الأدوار المركبة فذهبت إلى «أهل المدينة» و«أسمهان» و«فؤاد الأطرش» و«ليل ورجال» و«أسعد الوراق» و«محمود درويش»، أردت الانتقال إلى مكان كان من الصعب غيري التفكير بفراس في هذه الطريقة والتركيبة، فمن كان سيأتي بفراس إبراهيم في هذه التركيبة العاطفية بدور أبو معروف الذي أخذت عليه جائزة أفضل ممثل عربي.

أبو معروف كان نقلة نوعية بالنسبة لك؟
بكل تأكيد هو ومسلسل «أسمهان» حيث لعبت بطولة العملين في سنة واحدة بمصر وسورية، في إنتاج رهيب ولم أكن أعرف معنى النوم خلالها، كانت أعمال مهمة وكل الممثلين حصدوا فيها جوائز وأخذت سلاف أفضل ممثلة والعمل أفضل عمل وكذلك السيناريو أفضل سيناريو.

هل أصبحت خياراتك صعبة بعد هذا النجاح؟
بالطبع فأنا قدمت الكثير من الأعمال والأدوار المهمة وإذا فكر أحدهم أن يدعوني ويهينني وينزلني عن المكان الذي أنا فيه فلن أقبل ولا يعني ذلك أنني البطل المطلق الخارق.
فأنا بأسعد الوراق لم أكن أسعد ولم أهن وأعطوني أجمل الأدوار، وعندما عملت فؤاد الأطرش لم أكن أسمهان، ومستعد لعمل بطولة جماعية وضيف وأعمل دوراً جميلاً بعمل ليس من بطولتي، ولكن أحذر من إهانتي وتقديم أدوار لا تليق بي لأن فراس شخص غير عادي ولا يجب التفكير به بشكل عادي، وشرطي أن يكون الدور لا أحد يستطيع تقديمه غيري.

عملت بدوبلاج «الذئب الأبيض» و«وزورو»، ما رأيك بالأعمال التركية المدبلجة وهل يمكن أن تخوضها؟
ليس لدي مشكلة مع هذه الأعمال فهي كانت منقذة وتعود بمردود مالي للكثير من العائلات والفنانين على حد سواء، ولكني لا أرى نفسي بها وما قدمته في السابق كان أفلام كرتون للأطفال.

وإذا أتاك عمل جديد للأطفال فهل تقدمه؟
إذا كان للأطفال بالتأكيد ولكن لا أقدر أن أذهب بهذا الاتجاه كثيراً، وبين الذئب الأبيض وزورو 6 سنوات.

تحدث لنا عن تجربتك السينمائية في مصر؟
هناك عدة طروحات عرضت عليّ وآخرها فيلم في الفترة التي سبقت قدومي إلى سورية ولكن لم أوافق، أما بالتلفزيون فلم أشعر أنني بمكاني، وفي مصر لديهم صيغة النجم أي العمل مع فلان، وأنا لدي من نفسي كثيراً ولا أرى أحداً أهم مني.

بعد هذا الغياب كيف تنظر إلى مستوى الدراما السورية؟
أرى أن من استطاع الاستمرار في هذه الأزمة بغض النظر عن المستوى وما زالوا يستمرون بعجلة الإنتاج فهذا وحده عمل بطولي، وهؤلاء الأشخاص تحسب لهم وقفتهم حيث جعلوا الدراما بحالة استعداد وليس بحالة موات، فإذا تغير الظرف انطلقت بسرعة.
وبذلك لا نستطيع القول إن الدراما السورية توفت ولكنها بالعناية المركزة وهذا ما فرضته ظروف التسويق والحصار على سورية ليس فقط على قطاع الدراما بل على كل القطاعات، ونجد أننا حوصرنا في كل شيء من البرتقال والموز والرز والتجارة والسيارات والسجاد..

ما مشاريعك الإنتاجية الجديدة؟
لديّ مشروع جديد من إنتاجي وهو تأليف الدكتور فتح الله عمر، ولكن لو خيرت الآن بتمثيل دور مهم في مسلسل وبين أنتاج مسلسل فسأختار بالتأكيد التمثيل، لأن الإنتاج الآن غير مهم ولكن ما يهمني هو أن فراس يرجع ويأخذ أدواراً مهمة وتناسبه كعمر.

بماذا ظلم فراس نفسه؟
في حياتي الخاصة.

من ظَلمت؟
حاولت ألا أكون ظالماً.

من تشعر أنك ظلمته؟
لا أحد لأنني كنت دائماً للآخرين وهذا ليس ادعاء ومكتبي كان مفتوحاً للجميع، وأذكر أن 5 من زملائي كان لديهم مفتاح مكتبي، هذا إضافة إلى انتظار الكثير من الناس أعمالي لأنهم يعرفون أنني من غير الممكن أن أتخلى عنهم.
ولم أتخل يوماً عن أسرتي وأمي كنت دائماً تحت قدميها ومنذ 10 أعوام لم أتركها لحظة إلا هذا الشهر، ومع أولادي متفانٍ إلى أقصى الحدود.
ولكن وارد جداً أن أكون ظلمت ولكن لا أعرف من.

إلى من تشتاق لتراه الآن؟
اشتاق لأبني طارق لأنه رفيقي وصديقي وهو يحبني كثيراً ويؤمن بي ويعتبرني أيقونة، لكن هذه الأيقونة ينجرها ليلاً ونهاراً، وأعتقد أن كل ما أنا به من حماس وانسجام وتجاوزي للصعاب التي مررت بها كان لطارق اليد فيه، وهو يقول لي دائماً: «بابا بدك ترجع أقوى من الأول أنا أراك هكذا، وأنا كمخرج لا أستطيع أن أتجاوزك ولا أستطيع إلا أن أراك».

ماذا تقول لـ«الوطن» وللناس التي اشتاقت لفراس؟
هذه الصحيفة المميزة كانت معي منذ بدايتي وأنا اعتدت أنه لا يوجد شيء مميز لأن الناس لا تملك طاقة أن تكون مميزة كثيراً وهي تفرط بشكل إجباري، وبقدر الإمكان استطاعت «الوطن» أن تتوازن ويكون فيها مواضيع مهمة، وتحافظ على أناس مهمين حملوها.
والإنسان عندما ينجح يوجع الآخرين وأقول من المفروض أن نفشل ولو حتى بالظاهر لنرجع ونعادل بعضنا، وفي «الوطن» أناس أصروا أن يكونوا ناجحين وهي تتعرض لصعوبات كثيرة لأنها أكثر جرأة من غيرها، وتحاول أن يكون لها خصوصية أكثر من الجرائد الحكومية التي تخاطب السلطة، و«الوطن» كانت دائماً صوت الوطن وليست صوت الدولة، وأنا اعتز بها كثيراً لأنها كانت مع بداياتي ودللتني كثيراً في البداية، وعندما أخذت جائزة أفضل ممثل عربي احتفلوا بي وكان لي صورة كبيرة في الصفحة الأخيرة، وهي تواكب الفن والفنانين السوريين ولم تتعمد عبر تاريخها إهانة أحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن