سورية

مستشارو الأمن القومي أبلغوه بضرورة البقاء في سورية لعامين على الأقل .. ترامب يجمد مساعدات مالية مخصصة لمناطق سيطرة الأكراد

| وكالات

جمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من 200 مليون دولار، كانت مخصصة لإعادة إعمار مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، بعد يومين من إعلانه أن قوات بلاده «ستغادر سورية قريباً جداً»، على حين أبلغه مستشارو الأمن القومي، بأن أعداداً قليلة من القوات الأميركية ينبغي أن تبقى لعامين على الأقل.
وبحسب مراقبين، فإن تجميد الرئيس الأميركي أكثر من 200 مليون دولار، كانت مخصصة لإعادة إعمار مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية يوحي بأن انسحاب القوات الأميركية اللاشرعية من سورية سيكون أسرع مما أعلن عنه.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بحسب مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة أن الرئيس الأميركي أمر بتجميد مساعدات مقدارها200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. وبحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة، فإن البيت الأبيض يدرس دور الولايات المتحدة في مستقبل سورية، وإن قرار تجميد المساعدات المذكورة جاء في إطار هذا التقييم، وبالتزامن مع تصريح ترامب حول انسحاب القوات الأميركية من سورية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض: إنه «وفقاً لتوجيهات الرئيس، ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها، والتي تقوم بها بشكل مستمر».
وذكرت الصحيفة أن وصول مكافحة تنظيم داعش في سورية إلى طريق مسدود دفع الرئيس الأميركي إلى اتخاذ هذا القرار.
وكان وزير الخارجية الأميركي المقال، ريكس تيلرسون، تعهد خلال اجتماع «التحالف الدولي» لمكافحة تنظيم داعش بالكويت، في شباط الماضي، بتخصيص 200 مليون دولار لإعادة إعمار مناطق سيطر عليها المسلحون الأكراد بدعم من «التحالف الدولي».
يأتي قرار ترامب بعد إعلانه الخميس الماضي في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في ولاية أوهايو: أن قوات بلاده «ستغادر سورية قريبا جدا، ونترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر».
ونقلت وكالة «رويتر» عن مسؤولين أميركيين مطلعين على الخطة، أمس، قولهم: إن «من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعاً في بداية هذا الأسبوع؛ لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سورية».
وأضاف ترامب في كلمة ألقاها في مدينة ريتشفيلد بولاية أوهايو: «سنترك سورية بعد أن هزمنا تنظيم داعش 100 بالمئة. لقد هزمناهم بوتيرة سريعة».
وعبر ترامب عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط، قائلاً: «أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء»، متعهداً تركيز الإنفاق الأميركي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده.
وقال مسؤولان في الإدارة الأميركي لوكالة «رويترز» للأنباء، شريطة عدم نشر اسميهما: إن «تصريح ترامب يوم الخميس يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية في حين يوشك المتشددون على الهزيمة».
وقال مسؤول: إن ترامب أوضح أنه بمجرد تدمير داعش وفلولها، فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دوراً أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك»، مضيفاً إن «معالم هذه السياسة لم تتضح بعد». وقال المسؤول الثاني: إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية لعامين على الأقل؛ لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين، وضمان ألا تتحول سورية إلى قاعدة إيرانية دائمة.
وذكر المسؤول، أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سورية خلال اجتماع بالبيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على إستراتيجية للقوات الأميركية في سورية ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلاً، مضيفاً: «حتى الآن لم يصدر أمر بالانسحاب».
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، رايان ديلون، الجمعة، في إجابة حول إن كانت القوات الأميركية قد تلقت إخطاراً بقرار ترامب حول سحب القوات الأميركية من سورية: إنه «لن يُعقّب على أي عمليات مستقبلية».
وأضاف ديلون: إن تنظيم داعش الإرهابي، «لا يزال يسيطر على أراض في منطقتين بسورية قرب هجين على نهر الفرات وفي دشيشة قرب الحدود مع العراق».
وأوضح أنه جرى تقليص عمليات «التحالف» الهجومية بسبب الأحداث في شمال غرب سورية، حيث تتصدى «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» عمودها الفقري، لتوغل تركي يستهدف الوحدات في منطقة عفرين.
وأشار إلى أن «التحالف» و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» يواصلان البحث عن فرص لاستغلال نقاط داعش وتنفيذ ضربات ضد من تبقوا من الإرهابيين.
في الإطار ذاته، دعا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، واشنطن إلى المحافظة على «وجود» قوات لها في سورية، متناسيا إعلان الرئيس الأميركي الأخير، وتعهده بالانسحاب من سورية قريبا وسريعا، وترك الأطراف الأخرى «تهتم بالأمر».
جاء كلام «بن سلمان» في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية، قال فيها، وفق مواقع الكترونية معارضة: «نعتقد أن القوات الأميركية يجب أن تبقى على الأقل على المدى المتوسط، إن لم يكن على المدى الطويل»، لأن هذه القوات برأيه هي الجهد الأخير لمنع إيران من التمدد وتوسيع نفوذها، فضلا عن أن هذا «الوجود» العسكري الأميركي يتيح لواشنطن الاحتفاظ بكلمة في مستقبل سورية.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن إيران من خلال مجموعات مسلحة تابعة لها وحلفاء إقليميين ستنشئ طريق إمدادات بريا يمتد من طهران إلى لبنان عبر سورية والعراق.
وفي تطور لافت يحمل نوعا من الإقرار بالهزيمة، قال بن سلمان: «(الرئيس) بشار (الأسد) باق… ولكن أعتقد أن مصالح (الرئيس) الأسد لا تكمن في ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن