سورية

بوتين وروحاني سيكبحان التهور الأردوغاني … قمة الضامنة اليوم.. وتوقعات بالتأكيد على الالتزام بوحدة أراضي سورية

| وكالات

في محاولة لكبح جماح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تلتئم قمة الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا، روسيا وإيران وتركيا اليوم، في العاصمة التركية، للتباحث في تطورات الأزمة السورية.
ووصل أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة للمشاركة في القمة، في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيساً لروسيا واستقبله نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وسيعقد الرئيسان قمة ثنائية مصغرة لبحث أبرز جوانب العلاقات بين البلدين، والقضايا الدولية والإقليمية بما فيها أزمة سورية، التي «طورت موسكو وأنقرة تعاوناً وثيقاً في سياقها، ولاسيما على الصعيد العسكري والاستخباراتي»، بحسب مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف. وذكر أوشاكوف، أن الزيارة الحالية سبقتها «سلسلة اتصالات غير مسبوقة بين رئيسي روسيا وتركيا»، حيث أجرى بوتين وأردوغان خلال العام الماضي 8 لقاءات شخصية، إضافة إلى أكثر من 20 مكالمة هاتفية.
ومن المقرر، أن يجتمع بوتين وأردوغان وروحاني اليوم في قمة ثلاثية يستعرضون خلالها إنجازات مسار أستانا للتسوية السورية، والخطوات الواجب اتخاذها لتحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية في سورية، إضافة إلى تفعيل العملية السياسية هناك.
كما سيعقد بوتين اجتماعاً منفصلا مع روحاني لبحث أهم بنود الأجندة الثنائية والإقليمية والدولية.
وقال أوشاكوف، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «نتوقع من الزعماء أن يؤكدوا خلال الاجتماع وفي البيان الختامي التزامهم بدعم سيادة واستقرار ووحدة أراضي سورية، وهذا مهم للغاية بالنسبة إلينا».
وأضاف المسؤول الروسي: إن «الدول الثلاث تدرك حتمية تسوية النزاع السوري بالوسائل السياسية، وتعي أن كلمة الفصل في هذه العملية يجب أن تكون للسوريين أنفسهم، وسيقيمون الوضع في مختلف المناطق السورية».
وتابع: «من المتوقع وضع خطوات إضافية من شأنها تعزيز نظام وقف العمليات القتالية لتأمين عمل مناطق خفض التصعيد».
والتقى رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف نظيره التركي الجنرال خلوصي أكار، في العاصمة أنقرة، بحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية نشرته وكالة «الأناضول».
كذلك، يعقد وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا، اليوم، اجتماعاً في العاصمة التركية أنقرة، لبحث تطورات الملف السوري، وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.
وذكر الكرملين، وفق «روسيا اليوم»، أن «اللقاء الثلاثي الثاني لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا حول التسوية السورية، سيستعرض سير تطبيق الاتفاقات التي توصلوا إليها خلال قمتهم الثلاثية الأولى في سوتشي في تشرين الثاني الماضي».
ورأى رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية سنان أولغن في اسطنبول، وفق وكالة «أ ف ب»، أن الدول الثلاث هي الآن القوى الرئيسية الموجودة على الأرض في سورية لأنها كانت «على استعداد لتسخير موارد عسكرية في سبيل التأثير على مجرى النزاع».
وأضاف الأستاذ الزائر في معهد كارنيغي الأوروبي: «لفترة طويلة لم تشأ القوات الغربية الالتزام عسكريا، وبالتالي باتت سورية منقسمة إلى مناطق نفوذ مختلفة تعكس الوجود العسكري لهذه الدول».
من جانبها، قالت المحللة في معهد دراسات الحرب إليزابيث تيومان، وفق «أ ف ب»: إن «عملية أستانا هي وسيلة تسعى تركيا وروسيا وإيران من خلالها لإدارة الحرب وخدمة مصالحها المختلفة».
وأوضحت، أن تركيا تسعى لفرض الأمن في مناطق معينة لتتركها في عهدة ميليشيات مؤيدة لها، في حين أن موسكو تريد «حماية القواعد البحرية والجوية الروسية على طول البحر المتوسط».
وأضافت: إن كانت تركيا «شريكا أضعف» من روسيا أو إيران على الأرض، إلا أن سيطرتها الواسعة في شمال سورية «تعزز موقعها داخل (الحلف) الثلاثي».
كذلك يشير العديد من الخبراء إلى تصميم روسيا وإيران على استغلال التوتر المتزايد بين تركيا والولايات المتحدة ولاسيما بسبب الدعم الأميركي لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأوضح آرون لوند من مركز «سنتشوري فاونديشن» الأميركي للدراسات، بحسب «أ ف ب»، أن «موسكو تأمل على الأرجح في توجيه غضب تركيا ضد الأميركيين، فهذا سيخدم المصالح الروسية سواء في سورية أو بصورة عامة من خلال إحداث شرخ في الحلف الأطلسي».
وقال لوند: «سورية بلد في غاية التعقيد، وحتى إن كان الروس وسواهم يعملون جاهدين لضمان مصالحهم، فمن غير المؤكد أن يتمكنوا من السيطرة بشكل جيد على الوضع».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن