سورية

«المبادرات الشعبية» لم تنه «حرب الإلغاء» في الشمال

| الوطن- وكالات

بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من المواجهات الطاحنة بين الجانبين أعلنت ميليشيا «جبهة تحرير سورية» موافقتها على مبادرة صلح تقدم بها ما يسمى «اتحاد المبادرات الشعبية» مع جبهة النصرة الإرهابية من دون أن تعلن الأخيرة بعد موقفها من المبادرة، واستمرت الاشتباكات بين الجانبين. وتشكلت «تحرير سورية» من اندماج ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«نور الدين زنكي» في 18 شباط الماضي بمبادرة مما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» الذي ينشط شمالاً ويتبع لتنظيم «الإخوان المسلمين»، لتدخل الـ«جبهة» في 20 شباط في مواجهات مع «تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» حيث استطاعت طرد الأخيرة من مناطق وبلدات عديدة في ريفي إدلب الشمالي وحلب الجنوبي الغربي.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة وافقت «تحرير سورية» على «مبادرة طرحتها فعاليات مدنية وشعبية لوقف «الاقتتال» مع «تحرير الشام»، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين غرب حلب».
ولفتت المواقع إلى أن «مجموعة من المشايخ والعلماء والفعاليات المدنية في الشمال تقدمت الثلاثاء بمبادرة تحت اسم «اتحاد المبادرات الشعبية» لوقف «الاقتتال» بين الطرفين»، ودعتهما إلى الإعلان المتزامن عن وقف الاقتتال «بشكل دائم وعلى الفور كمرحلة أولى، لتبدأ بعدها عقد جلسة خلال مدة أقصاها 24 ساعة مع الوفد المنبثق عنهما من أجل وضع حل للساحة «بعيدًا عن السلاح ونزف الدماء وتضييع المقدرات». وتلا بيان المبادرة المدعو أبو محمد الصادق، بحضور الشرعي العام لميليشيا «فيلق الشام» عمر حذيفة، وشرعي «النصرة» سابقاً عبدالله المحيسني، وعبد الرزاق المهدي، ومصلح العلياني.
ويوم أمس نشرت «تحرير سورية» بيانًا على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت فيه الموافقة على مبادرة «اتحاد المبادرات الشعبية» وجاهزيتها لوقف المواجهات، بشرط التزام «النصرة» بالبنود المطروحة، فيما لم تعلن «النصرة» موقفها النهائي، إلا أن وكالة «إباء» التابعة لها أعلنت أن «حركة نور الدين الزنكي» استهدفت قرية تلعادة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من مواقعها في جبل دارة عزة.
وأوضح المحيسني، في تدوينةٍ على قناته في «التلغرام»، رداً على سؤال: هل تم التنسيق مع «تحرير سورية» قبل إعلان المبادرة؟ فقال: «دعاني أحد الإخوة من المشايخ الفضلاء الذين لم يسبق لهم أن قاموا بمبادرة صلح فاستجبت للقائه، وفي اللقاء أخبرني أنهم عازمون على القيام بجمع المبادرات كلها في مبادرة واحدة لتوحيد الجهود، فوافقت شريطة أن لا يتم التنسيق مع أي طرف حتى لا تنحاز لطرف وأن يكون مكان الإعلان خارج مكان الجماعتين فتم اختيار المخيمات لرمزيتها».
وأضاف: «وبالفعل حضرنا للمخيمات في دعوة عامة حضرها حشد كبير وأعلنت المبادرة ولم يعلم عنها أي فصيل (ميليشيا) بل أنا شخصيًّا تواصل معي أحد الأطراف فلم أرد على تواصله حتى لا أخل بالشرط».
وأوضح: «ولما أعلنت المبادرة وافقت «تحرير سورية» على المبادرة بعد وقت قصير فتشكك البعض علمًا أن الأمر يسير».
وشهدت محافظة إدلب توتراً كبيراً في الأيام الماضية، حيث منعت «النصرة» مفاوضات لوقف حرب الإلغاء بين الجانبين، واحتجزت وفدًا من «تحرير سورية» كان في طريقه للاجتماع مع قيادات منها، إلا أن «تحرير سورية» أعلنت أن الوفد كان وهمياً وكان ثمة وفد حقيقي وصل إلى مكان الاجتماع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن