ثقافة وفن

ما بين قيامتين… حقاً ارتقى … زهدك صار صليباً من ذهب يتوكأ عليه الأتباع ولا يعملون!

| إسماعيل مروة

كم من دعوات ليكون شرقيه وغربيه واحداً!
ما بين شرق وغرب انحنى يسوع على محبيه.. منحهم صوماً مباركاً.. أعطاهم فطراً مختلفاً
كان عيداً للمؤمنين بيسوع ورسالته
وقامت دمشق من غوطتها السوار
واليوم عيد للمؤمنين بيسوع والشرق وبيت لحم
وها هي دمشق تقوم وترتقي
حقاً قام.. حقاً ارتقى
بأي شكل ارتقى يسوع إلى العلى
ارتقى للحب، ليوزعه من هناك على مهج محبيه
ارتقى ليتطهر من دنس وحقد وكره
ارتقى ليطهرنا ويفتدينا ويمنحنا خلوداً
هناك في الأماكن الأكثر طهراً
في القمة الفادية للكون
في السماء والسمو يرقبنا
يدمع لأجلنا
يدعو لأجلنا
يمدّ يده ليغسل أوزارنا وخطايانا
تتطهر أرواح المحبين بيديه.. بمائه..
وتنطمر المحبة في رحم الكون
يطفح ماء الغسل والتطهير
يزيد من مائه.. من تطهيره.. من غسله
يغسل دمنا
يمسح ما تبقى من دمنا
كل ما هو في لوحة الأبد أن نؤمن
لا مكان للدم والدمار والرماد مع الحب
هو المانح لحبه ومائه
هو يسوع الذي مشى درب آلامه
غفر لأعدائه
كم طلب منا أن نبارك لاعنينا
نردد ولا نبارك
تطهر اللاعنون وضاع الأتباع
لم نترك في المدينة حجارة
جمعنا كل حجارة غمرها الحقد والكره
وأردنا أن نرجم طهارتها التي قال لنا: لا تفعلوا
كل خطاياهم كانت للمجدلية
وكل خطايانا لدمشق
عجز قبحنا أن يستوعب دمشق الأبد
دمشق ما قبل البداية… دمشق ما بعد النهاية!
بحثوا عن خاطئة فكانت مجدليتك
وبحثوا عن حامل لخطاياهم فكانت دمشق
ترنو المجدلية إلى يسوعها
تعصر التراب بألم
المطهّر يغادر مدمى، والخشب ثقيل
وتبقى وحدها تبحث عنك في كل قبضة يد
في كل طهر روح
لا تفعلوا قلت لهم
أمرتهم برجمها
إن كانوا بلا خطيئة..
رجعوا حتى ارتقيت
وحين ارتقيت جمعوا حجارتهم
فما من أحد يخبرهم بخطاياهم
وما من أحد يغسل الخاطئين من خطاياهم
أيا يسوع
أيها المرتقي إلى ما لا يدرك
وحدنا نقتنع أننا بلا خطايا..!
وحدها مدائننا الخاطئة..!
حلب ارتكبت خطيئة الحسن، والحسن يستحق الرجم!
ربطناها ذات نوم ورحنا نمطرها
تهشم وجهها
تشظى جسدها
وجسدها احتضن الروح الطاهرة
تلونت روحها بالخليل إبراهيم..
ترنمت بموسيقا الفارابي في مجلس سيف الدولة
زارت الحدث الحمراء ورقصت على وتر المتنبي
تمايلت على كبرياء أبي فراس
ومن قلب الرماد خرجت مجدلية حلب إلى يسوعها
وبقي حبها يتعملق حتى يناجيه في عليائه..
طريق محمد إلى الشام أغلقوه
أرادوا محو معالم تجارته في رحلته
هدموا صومعة الراهب الذي أحبه
عفوّا على خطو محمد ما بين شام وحجاز
في أذرعات.. في درعا.. في حوران.. في دمشق
وحين وصلوا إلى مكان القدم أحرقهم القدم
وصلت دمشق إلى الحجاز
وعاد الراهب الذي أحب محمداً وأحبه محمد
عاد إلى صومعته ليبارك خطو تجارة وعمل ليبشر بحب ورسالة
إنه عيدك أيها الفادي يسوع
حقاً قام… حقاً ارتقى
فهل ارتقينا؟
ها نحن نغتسل بمائك ولا إيمان
ها نحن نفطر (صيامي) ولا صيام
ها نحن نردد اسمك ولا نجيد التلفظ به
خبّرك (صيامي) صار دسماً
زهدك صار صليباً من ذهب يتوكأ عليه الأتباع
المترفون يحملون الذهب
وأنت حملت خطايانا على خشبة
طريق آلامك من خشب أشبعه ماء الألم
وطريقهم صليب من ذهب!
دمشق التي منحت لاعنيها كما منحت
دمشق التي باركت أعداءها
دمشق التي لم يبق فيها الكارهون من غداء!
رضعوا ما فيها وبصقوه في أقرب مصرف صحي!
أخذوا خيراتها لتشحب فما قدروا
كان نسغها يدلف من سوارها
من سرّها
فتعود دمشق التي..
دمشق هذه الفادية التي ترنو إلى العابد
ويرنو عابدها للخلود
فاغراً كان ومصعوقاً أن حاز الخلد
لم يكن مصدّقاً
لا يستوعب أن يطوّقها بيديه
يرقب ويترقب
والشذاذ يأخذون ما فيها
يا لدمشق المجدلية
كل يوم ترمى بحجر ولا من يقدم براءتها
ولا من يمسح دمها ودمعها
ولا من يجلو محاسنها الأبدية
في قيامتك أيها المرفوع إلى السماء والسمو قيامة دمشق..
تتطهر.. تتعطر.. تنذر نفسها للغد المأمول
وحده يمد يده ويعود بها
يخشى أن يجرح طهارتها وقيامتها..
ما بين قيامتيك قامت دمشق
وما أروع القيامة يا سيد الطهر
ارتقيت ذات ليلة من آلامك
وها هي ترتقي كما ارتقيت
هل وجدتها هناك يا يسوع؟
ما بين قيامتيك الشرقية والغربية
قامت دمشق
وهناك في سدرة لا تطال سمواً
تعشعش في كل طهر كان
وفي كل طهر لم يكن..
حقاً ارتقيت
حقاً ارتقيت

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن