سورية

«البنتاغون» تناقش مسألة دعم حلفائها في سورية بعد سحب قواتها

| وكالات

كشفت تسريبات إعلامية عن خلاف كبير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة جيشه بشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية، في حين صرح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بأن العسكريين الأميركيين يتحدثون إلى شركائهم الأكراد وغيرهم في سورية لتسوية القضايا المتعلقة بدعم واشنطن لهم بعد انسحاب قواتها من هذا البلد، لكنه لم يحدد موعداً لهذا الانسحاب.
وتحدثت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، بحسب وكالات معارضة عن تفاصيل مواجهات حادة بين ترامب، وقادة الجيش حول مسألة انسحاب قوات الولايات المتحدة من سورية.
وقالت الوكالة نقلًا عن خمسة مسؤولين اشترطوا عدم كشف هويتهم: إن اجتماعاً حاسماً حول القرار جمع ترامب بقادة الجيش الأميركي في غرفة تقدير الموقف بالبيت الأبيض، وانتهى بخضوع الرئيس لرأي الجيش واستمرار الوجود العسكري بسورية. وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن الصدام الأكبر في الاجتماع، الذي انعقد الثلاثاء الماضي، كان بين ترامب، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي أكد أن موقف الرئيس الأميركي الداعي للانسحاب من سورية لن يكون فعالاً على الأرض.
وقالت الوكالة: «بدأ الرئيس الأميركي الاجتماع بكلمة اعتبر فيها أن التدخل العسكري الأميركي لم يحقق شيئاً مقابل حصد أرواح أميركيين وإهدار الأموال، وقيل إن ترامب ردد كلمة (لا شيء) عدة مرات في هذا السياق».
وذكر المسؤولون، وفق «أسوشيتد برس»، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال البحري جوزيف دانفورد، لم يحتمل كلمة ترامب، وسارع إلى إعلان موقفه علناً بحسم.
وقال الجنرال تحديداً للرئيس: إن «معالجته للموقف في سورية لن تسفر عن نتائج، واستخدم تحديدا تعبير not productive، أي غير منتج أو فعال، وطالبه بإصدار تعليمات محددة حول ما يريده في سورية».
وفي السياق، صرح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة أن العسكريين الأميركيين يتحدثون إلى شركائهم الأكراد وغيرهم في سورية لتسوية القضايا المتعلقة بدعم واشنطن لهم بعد انسحاب الولايات المتحدة من هذا البلد، وفق وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء.
لكن وزير الدفاع الأميركي لم يحدد موعداً أو جدولاً زمنياً لسحب القوات.
وكان الرئيس الأميركي أعلن الأسبوع الماضي أنه يريد سحب قوات بلاده من سورية «في وقت قريب جداً»، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الخميس، إن المهمة العسكرية الأميركية في سورية لم تتغير وأن العسكريين الأميركيين باقون في هذا البلد في الوقت الحاضر.
ورداً على سؤال عما إذا كان الجيش الأميركي ملتزماً بدعم المقاتلين الأكراد، قال ماتيس: «نجري مشاورات مع حلفائنا وشركائنا الآن وسنعمل على ذلك».
من جانب آخر، سخر الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» إيشان ثارور من مناورة الرئيس الأميركي وابتزازه التجاري، عندما طالب بسحب قوات بلاده من سورية ثم تراجع ووافق على بقائها لأمد غير معلوم.
ووصف الكاتب، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، البيانات الصادرة عن إدارة ترامب بشأن سورية بأنها «شيزوفرينيا»، متضاربة وغامضة.
وأضاف ثارور: إن الطريقة التجارية أو التعاقدية التي تسيطر على ذهنه غالباً ما تقوده للحكم على الأمور وفق مبدأ الربح والخسارة المادية، فقد كرر هذا الأسبوع ضرورة مساهمة الدول العربية مثل السعودية وتعويض الولايات المتحدة عن بقاء قواتها في سورية، وكأن القوات الأميركية «مرتزقة» للإيجار.
وكانت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، قد قالت الجمعة، بحسب «روسيا اليوم»: إن واشنطن لا تخطط في المستقبل القريب لسحب قواتها من سورية وأنها ستتخذ القرار بهذا الشأن بعد القضاء التام على داعش.
وسئلت هايلي خلال محاضرة ألقتها بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، هل تعتزم الولايات المتحدة، كما صرّح ترامب، في القريب العاجل وضع حد لوجودها العسكري في سورية، فردت قائلة: «الرئيس يقول إن أولويتنا كانت دائماً هزيمة داعش، وهو لا يقول إننا سننسحب حين ننتصر على داعش، هو يقول سوف نعمل مع شركائنا وأصدقائنا ونقرر ما سيكون لاحقاً».
المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، أكدت أن تنظيم داعش يفقد مواقعه بسرعة، وأن واشنطن لن تسمح بعودته، مضيفة: «إن الرئيس يستمع تماماً لجنرالاته في هذه المسألة لأنهم لا يريدون عودة داعش».
في سياق متصل، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، من أميركا، أن «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن سيبقى في سورية طالما احتاجت إلى ذلك مهمته في تدمير كامل تنظيم داعش، بحسب «روسيا اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن