سورية

مسؤول أميركي أقر بتواصل التنسيق مع قاعدة حميميم.. وفرنسا وأستراليا قد تنضمان للعدوان.. وبريطانيا تشترط «توافر الأدلة» … تصاعد التوتر بين روسيا وأميركا بسبب نيات ترامب الاعتداء على سورية

| وكالات

ارتفعت وتيرة تراشق التصريحات والتهديدات بين موسكو وواشنطن على خلفية نيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعدوان على سورية بزعم استخدام سلاح كيميائي في دوما بريف دمشق. ووصل الأمر بالرئيس الأميركي إلى تهديد روسيا بصواريخه، وسط طموح فرنسي استرالي بالمشاركة، واشتراط بريطاني بتوفر «الأدلة»، إلا أن مسؤولاً عسكرياً أميركياً أقر بتواصل التنسيق مع قاعدة حميميم الروسية في سورية.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء قلل مصدر عسكري دبلوماسي روسي من خطورة تحرك مجموعة من السفن الحربية الأميركية إلى البحر المتوسط بالنسبة لروسيا.
وقال المصدر لصحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس تعليقاً على أنباء عن انطلاق مجموعة ضاربة من القطعات البحرية الأميركية وعلى رأسها حاملة الطائرات «هاري ترومان» من قاعدة نورفولك البحرية باتجاه البحر المتوسط حتى الآن لم يحدث شيء مخيف إلا أنه لدينا ما نرد به على الأميركيين في البحر المتوسط إذا لزم الأمر. وأوضح المصدر، أن الأسطول البحري الروسي قادر على رد سريع عند الضرورة وسيكون هناك من ينتظرهم عند قدومهم في إشارة إلى المجموعة الأميركية الضاربة.
بدوره أكد سفير روسيا بلبنان، ألكسندر زاسيبكين، لتلفزيون «المنار» أمس، أنه «إذا ما أقدمت الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الغربية على توجيه ضربة ضد سورية، فأنا أذكر بالتحذيرات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، حول عزمنا إسقاط الصواريخ الموجهة نحو سورية والرد على مصادر إطلاقها».
ورغم الموقف الروسي عاد ترامب ليغرد على «تويتر» بتوجيه تهديد ناري إلى روسيا، وقال: «تتوعد روسيا بإسقاط أي صواريخ سنطلقه على سورية، يا روسيا، استعدي لأنها قادمة، وهي جميلة وجديدة وذكية!» داعياً روسيا إلى التخلي عن دعم «الشريك الذي يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك» على حد زعمه، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وفي مقابل التصعيد الترامبي، كتبت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في حسابها على «فيسبوك»: إن الصواريخ الذكية يجب أن تطير نحو الإرهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تتصدى منذ عدة سنوات للإرهاب الدولي على أراضيها».
واعتبرت أن الولايات المتحدة عبر الضربة هذه تسعى إلى التشويش على التحقيق بالهجوم الذي تعرضت له مدينة دوما بالسلاح الكيماوي، وتساءلت متهكمة «بالمناسبة، هل حذر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أن الصواريخ الذكية ستدمر كل أدلة استخدام السلاح الكيماوي على الأرض؟ أم إن الفكرة كلها تقوم على المسح السريع لأدلة الأعمال الاستفزازية بضربات بواسطة صواريخ ذكية، وألا يبقى شيء يبحث عنه المفتشون الدوليون كأدلة؟»
من جانبه شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أثناء مؤتمر صحفي، على أن تطورات الوضع في سورية تتطلب المراقبة بعناية، مؤكداً الموقف الروسي الداعم لإجراء تحقيق مفصل في المزاعم عن استخدام السلاح الكيميائي في دوما.
ودعا بيسكوف إلى عدم الاستناد إلى شائعات وتقارير إعلامية غير مؤكدة في المسألة، مضيفاً: إن هذا الموضوع حساس للغاية، ولا يمكن فيه إصدار أحكام لا تعتمد على حقائق، لكنه أقر بوجود خلافات عميقة بين موسكو وواشنطن بهذا الشأن، موضحاً أن الطرف الروسي يعارض بشدة التصريحات الأميركية حول «الجرائم البشعة للسلطات السورية» والتي لا تستند إلى حقائق، ويؤيد التحقيق المستقل والمفصل في الموضوع، بغية الوصول إلى معلومات موثوق بها.
ورغم تراشق التصريحات نقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن اللفتنانت الكولونيل داميان بيكارت، المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، وهي تغطي في المقام الأول منطقة الشرق الأوسط، قوله: «يمكنني أن أؤكد أن خط تسوية الخلافات في مركز العمليات الجوية المتحدة لا يزال يستخدم كما في السابق، ولا يزال آلية بناءة لتحييد المخاطر والحسابات الخاطئة».
ووفق التصريح الذي أدلى به بيكارت، لا يزال العسكريون الروس والأميركيون في قاعدتي حميميم والعديد على اتصال يومي، على الرغم من تصاعد التوتر الحاد بين واشنطن وموسكو.
ورد بيكارت بالإيجاب على استفسار عما إذا كان يقصد أن قناة الاتصال تهدف إلى منع سوء الفهم ووقوع صدامات مباشرة أثناء إجراء عمليات على الأرض، مضيفاً «ليس في مقدوري الحديث عن عدد المرات التي تستخدم فيها هذه القناة. التفاصيل في هذا الشأن متاحة لدى المركز الرئيس لعمليات العزم الصلب»، التي تنفذها مجموعة من الدول، على رأسها الولايات المتحدة، في العراق وسورية منذ عام 2014.
وكالة «تاس»، لفتت إلى أنها لجأت إلى المركز المذكور وطلبت المزيد من التفاصيل بشأن التنسيق بين القوات الروسية والأميركية أثناء قيامها بعمليات على الأرض، إلا أنها لم تتلق إجابة.
في غضون ذلك أفادت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بأن مقاتلات «رافال» في قاعدة «سانت ديزييه» العسكرية شمال شرقي فرنسا، وضعت في حالة تأهب بانتظار قرار سياسي بتوجيه ضربة إلى أهداف في سورية.
وقالت وسائل إعلام فرنسية: إن قادة الجيش الفرنسي «يدرسون احتمال توجيه ضربة أو ضربات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد»، مضيفة: إنه تم عرض خطط مفصلة على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بموازاة ذلك قالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب أن بلادها ستدعم العدوان الأميركي على سورية، في تصريحات نقلتها صحيفة «أستراليان»، أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقالت في اتصال هاتفي مع ترامب: إنها تحتاج للمزيد من الأدلة على استخدام الكيميائي بسورية قبل الانضمام للحملة العسكرية المتوقعة.
ونقلت صحيفة «تايمز» عن ماي قولها: إن «بريطانيا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على الهجوم الكيميائي الذي من المحتمل أن يكون ارتكبه نظام الأسد، قبل الانضمام إلى الضربة العسكرية ضد سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن