سورية

لتوطين إرهابيي ريف دمشق … ميليشا «الحر» يطرد عائلات كردية من عفرين

| وكالات

واصلت الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الاحتلال التركي، عملية التطهير العرقي، وقامت أمس بطرد عائلات كردية سورية من منازلها بحجج وذرائع واهية، وذلك بهدف توطين الإرهابيين الخارجين من مناطق ريف دمشق مكانهم.
وطردت ميليشيا «الجيش الحر» عائلات كردية من منازلها في قريتي علي بازان وكركلي التابعة لناحية شران في منطقة عفرين (43 كم شمال مدينة حلب) شمال البلاد، بحجة «انتماء أفراد منها لحزب العمال الكردستاني – PKK».
وأضاف مصدر بـميليشيا «فرقة السلطان مراد» رفض الكشف عن اسمه، وفق وكالات معارضة: أنهم «قبضوا ضمن العائلات على عناصر من PKK».
ولفت المصدر إلى أنه يتم «إيواء نازحين في بيوت للحزب»، نافياً وجود «توطين» بمنطقة عفرين للإرهابيين وعائلاتهم الذين يخرجون باتجاه الشمال السوري.
بدوره أكد مصدر محلي من عفرين وفق الوكالات، أن «أربعة عائلات طردت اليوم (الأحد) من منازلها في حين الدفعة الأولى المكونة من خمس عائلات طردت بتاريخ 17 نيسان 2018».
وكانت ميليشيا «فيلق الرحمن»، ذكرت الشهر الفائت أنها تتواصل مع تركيا و«الجيش الحر»، وما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة للائتلاف المعارض، لتوطين الإرهابيين الخارجين من الغوطة الشرقية وعائلاتهم في منطقة عفرين.
في سياق متصل، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الولايات المتحدة باتت تهدد الأمن التركي من خلال إرسالها كميات كبيرة من الأسلحة إلى شمال سورية.
وأوضح أردوغان في مقابلة بثتها قناة «NTV» التركية، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الولايات المتحدة أرسلت 5 آلاف شاحنة أسلحة وألفي شحنة جوية تحمل أسلحة إلى شمال سورية بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أقامت 20 قاعدة عسكرية في الشمال السوري، متسائلاً: «ضد من هذه القواعد»؟.
وأضاف أردوغان: إن «التهديد يأتي بلاده من الولايات المتحدة أولاً؛ لأنها تزود تنظيم «بي كي كي» الإرهابي بالأسلحة والذخائر مجاناً».
وتابع: «السلاح الذي لم نستطع شراءه بأموالنا قدمته واشنطن مجاناً إلى هذا التنظيم الإرهابي؛ ما يعني أن التهديد يأتينا أولاً من شريكنا الإستراتيجي، وهنا تكمن المشكلة».
وفيما يتعلق بتوسع العدوان إلى مدينة منبج، قال أردوغان: إنه ينتظر تعيين وزير الخارجية الأميركي الجديد ومباشرة مهامه، لمناقشة الموضوع.
وأعرب عن أمله في عدم اتخاذ فرنسا خطوات يمكن أن تتأسف عليها في وقت لاحق، وذلك تعقيباً على تصريحات الرئيس الفرنسي التي قال فيها إن بلاده تدرس إرسال قوات فرنسية إلى منبج.
وادعى أردوغان أن تركيا تتلقى مطالب شعبية من أهالي منبج، يدعونها فيها إلى تخليصهم من الإرهابيين، مؤكداً استعداد سكان المدينة لتقديم الدعم للقوات التركية.
ودعا أردوغان واشنطن إلى مراجعة تصرفاتها، إذا كانت تريد عودة قس أميركي مسجون في تركيا للاشتباه بصلته بانقلاب 2016.
وربط أردوغان في السابق مصير برانسون بمصير رجل الدين فتح اللـه غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل.
وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق أنها تشارك الولايات المتحدة الأميركية الرأي فيما يخص تنفيذ عملية عسكرية في منبج، معتبرة أن أي عملية عسكرية تركية ستكون «غير مقبولة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الرئاسة الفرنسية، يوم الجمعة، قوله: إن باريس لا تتوقع أي عمليات عسكرية جديدة في شمال سورية غير أنشطة التحالف الدولي ضد داعش.
جاء ذلك بعد يوم من تصريحات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من التحالف الدولي بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهد بدعم استقرار المنطقة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي يتضمن إرسال المزيد من القوات.
واحتلت تركيا وميليشيات مسلحة تتبع «الجيش الحر» متحالفة معها في 18 آذار الماضي، مدينة عفرين بأكملها بعد أن عاثت أنقرة ومرتزقتها فساداً في المنطقة ودمرت آثارها وبنيتها التحتية وقتلت وشردت أهلها.
وفي مقابلة سابقة مع «الوطن» لفت رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عضو مجلس الشعب، عمر أوسي، إلى أن الاحتلال التركي يهدف إلى تطهير المنطقة من المكون الكردي واستبداله بمرتزقته من التركستان والإيغور وغيرهم… والمجموعات الإرهابية التي جلبها مع عائلاتها من مناطق عديدة من البلاد.
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن المشروع التركي «خطير جداً» ولن يتوقف عند منطقة عفرين، فتركيا لديها أطماع عثمانية قديمة بالأراضي السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن