رياضة

عطاء ووفاء..

| مالك حمود

قلناها كثيرا واتفقنا عليها مراراً بأن الوفاء بات عملة شبه نادرة في رياضتنا، ورغم ذلك يبقى الوفاء مادام هناك أوفياء، فكم كان رائعاً موقف مدرب فريق الوحدة وبعض لاعبيه بتذكرهم المدرب السابق للفريق وهم في لحظة الفرح بالفوز على فريق الجيش بدوري الرجال لكرة السلة.
اعتراف المدرب واللاعبين بفضل مدربهم السابق هادي درويش كان تعبيراً عن أصالتهم واحترامهم لجهد إنسان أعطى على مدى سنوات، واعترافاً بقيمة ما فعله خلال فترة تدريبه للفريق وتحقيق النجاحات، لتكون الحصيلة حالة إيجابية في رياضتنا، ونقطة مضيئة في ظلام نكران الماضي والترحاب بالحاضر.
فهل هناك أروع من أن يقابل العطاء بالوفاء؟
العطاء وجدناه أيضاً في اللاذقية وتحديداً في نادي حطين وهو يفوز بالمركز الثاني للدوري السوري للناشئين بكرة السلة الذي جرت أدواره مؤخراً في اللاذقية.
فالعطاء من كل من دعم السلة الحطينية أوصلها إلى وصافة السلة السورية، عطاء بدأ باكتشاف تلك المواهب الواعدة، انتقالاً إلى تعليمها وتأهيلها وتدريبها، مروراً برعايتها والعناية بها عبر مختلف الفئات العمرية، وصولاً إلى تطويرها وإيصالها إلى مرحلة المنافسة على مستوى سورية.
هذه الجهود لم تتحقق بيوم وليلة، وإنما هي حصيلة عمل صادق، ودأب متواصل عبر سنوات عديدة ومتتالية للوصول إلى حالة الإنجاز، ولكن ماذا بعد.؟!
ماذا يعني ذلك لنادي حطين أولاً، ولسلة اللاذقية ثانياً؟!
وصول الفريق إلى مباراة القمة يعني وجوده في القمة، ولكن هنا يفترض البحث في كيفية الحفاظ على ما توصل إليه، والعمل على ترسيخ حالة النجاح، وتطويرها والانطلاق منها نحو إنجازات أكبر وأعلى، فقد آن الأوان لسلة حطين أن تزرع مواهب سلوية رائعة، وتأتي غيرها من الأندية كي تقطفها على الجاهز!
متى يكون حطين منتجاً ومستثمراً لمواهبه السلوية؟!
وهل سيكون مصير مواهب فريق الناشئين البيع لأندية المحافظات الأخرى؟!
المال يحقق الآمال.. ولا نظن بأن متطلبات كرة السلة كبيرة على إدارة حطين، أو بالأحرى على إدارات أندية اللاذقية التي يعاني معظمها المرض نفسه.
فالعطاء يفترض أن يقابل بالوفاء…

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن