رياضة

خامس هزيمة للعرب في العرس العالمي … الواقعية الروسية تفوز وتتأهل

| الوطن

أصبح المنتخب الروسي أول الواصلين إلى الدور الثاني من النسخة الحادية والعشرين من بطولة كأس العالم عقب تسجيله الفوز الثاني على التوالي على حساب نظيره المصري بثلاثة أهداف لهدف بعد مباراة كبيرة شهدت عودة الروح لأبناء الكنانة بمشاركة نجمهم الأول محمد صلاح لكن ذلك لم يكن كافياً أمام صاحب الضيافة الذي لعب بواقعية ونجح بما لديه من إمكانيات في الوصول إلى النقطة السادسة ما جعل حضوره في أدوار الإقصاء أمراً واقعاً وإن جاء أسهل من المتوقع وبات المنتخب المصري أول المغادرين للبطولة واقعياً بعدما أصبح بحاجة إلى معجزة حقيقية لتجاوز الدور الأول.

نصفنا الحلو
بمعنويات الفوز الكاسح على الأخضر دخل الروس المباراة أمام الفراعنة فضغطوا منذ البداية أعادت للأذهان تلك الخماسية الافتتاحية إلا أن الصمود المصري لربع الساعة الأول رفع روح لاعبي هيكتور كوبر فاستعادوا توازنهم وجابهوا الدببة الذين حاولوا مراراً الوصول إلى مرمى الشناوي لكنهم فشلوا وبدورهم رفاق محمد صلاح تصدوا وردوا بهجمات عابها النهايات وأجملها تسديدة صلاح التي كادت تذكر الجميع بعدد من أهدافه مع ليفربول بالموسم المنصرم إلا أن كرته جانبت القائم الأيمن للحارس أكنفييف الذي لم يختبر طوال 90 دقيقة وبفضل عودة صلاح كان الشوط الأول مثالياً لفريقه الذي داوم على الخروج من النصف الأول متعادلاً في كل مبارياته الست في العرس العالمي على أمل الضرب على وتر الشباك في الثاني.

ربع ساعة
بداية النصف الثاني لم تكن لتنصف المصريين فمن اهتزاز دفاعي (تكرر مراراً طوال الوقت) تقدم أصحاب الأرض بهدف من نيران أحمد فتحي الصديقة (47) ما ضرب معنوياتهم في الصميم فباتوا بكابوس مرعب لم يصحوا منه إلا بعد فوات الأوان، فخلال ربع ساعة كانت النتيجة تشير إلى تقدم الروس بثلاثية بعدما عزز شيرشيف التقدم (59) وأنهى دزيوبا الحكاية بالثالث مستغلاً (توهان) الدفاع فأثبت لاعب آرسنال تولكا المحلي أنه (البعبع) الذي أزعج الدفاع طوال الوقت وكان وراء جل الخطورة الروسية.
الصحوة المصرية لم تكن على المستوى المطلوب فعلى الرغم من تقليص الفارق في الدقيقة 73 عن طريق محمد صلاح من ضربة جزاء نالها بنفسه ولم يؤكدها الحكم البارغوياني كاسيريس إلا بعد الرجوع إلى الإعادة التلفزيونية إلا أن النهايات المصرية لم تكن بمستوى الرجوع بالنتيجة رغم بعض الفرص السانحة هنا وهناك والتي بقيت خارج إطار المرمى الروسي.

العبرة في النهايات
هي عبارة تكررت كثيراً هذه الأيام وهي تمثل واقع الحال فقد جاءت مشاركة صلاح مع الفريق المصري بالكثير من الفائدة على مستوى الشكل فتحسنت الصورة كثيراً وحتى بالمحتوى فسجل الفريق أول أهدافه بالمونديال وجعل الجميع يتحدث عن تأثيره الكبير، إلا أن النهاية حملت هزيمة جديدة هي الرابعة بتاريخ الفراعنة مونديالياً وخروج شبه محسوم كأول فريق يودع البطولة عملياً وإن لم يفعل ذلك نظرياً.
وبالنسبة للمنتخب الروسي الذي أصبح أول المتأهلين إلى الدور الثاني فقد لعب بالأرض والجمهور واللاعبين الذين ارتفعت لياقتهم ومعنوياتهم واستغلوا الظروف جيداً ويمكن القول إن حظهم الجيد جعلهم يفتتحون البطولة أمام العرب فأصبحوا أفضل هجوم بثمانية أهداف كاملة كأفضل سجل بتاريخ مشاركاته المونديالية تحت العلم الروسي بعدما سجلوا الفوز الثاني للمرة الأولى أيضاً علماً أنه الفريق المضيف الثاني الذي سجل 8 أهداف في أول مباراتين بتاريخ البطولة بعد الآتزوري الإيطالي عام 1934.

هوامش
– أفضلية الاستحواذ كانت في مصلحة المنتخب المصري بنسبة 54% وسدد الفريقان 24 مرة إلى المرميين فلم يصيبا الإطار إلا بالأهداف الأربعة ولم يتصد الحارسان لأي كرة خطرة.
– للمرة الأول يسجل المنتخب الروسي فوزين متتاليين في بداية مشواره بالبطولة والمرة الوحيدة التي سجلها السوفييت كانت في مونديال 1966.
– أثبت المنتخب الروسي تفوقه على الأفارقة فقد حقق فوزه الثالث من أربع مواجهات سابقة بعد الفوز على الكاميرون 6/1 (1994) وتونس 2/صفر (2002) والتعادل مع الجزائر 1/1 (2014) ولا ننسى فوز السوفييت الوحيد على الكاميرون 4/صفر (1990).
– خسر المنتخب المصري للمرة الرابعة مونديالياً وللمرة الثالثة من منتخب أوروبي وللمرة الثانية بفارق هدفين، أما هدف محمد صلاح فقد حمل الرقم أربعة نصفها من علامة الجزاء.
– هيكتور كوبر المدرب الأرجنتيني لمصر عزا الخسارة إلى الأخطاء المرتكبة خلال ربع ساعة بعدما أبدى سعادته بما قدمه لاعبوه بالعموم، ورد على سؤال جدوى بقائه بعد الخسارتين مدرباً للمنتخب أبدى استعداده للرحيل عندما يطلب منه ذلك رسمياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن