عربي ودولي

تحذيرات من تحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة إغاثية

حذرت الخارجية الفلسطينية أمس من التعامل مع القضية الفلسطينية كمسألة سكان في حاجة إلى برامج إغاثية حصراً، بعيداً عن بعدها السياسي.
وأشارت الخارجية في بيان أصدرته أمس إلى أنه رغم التقارير الدولية المختلفة، بما في ذلك تلك الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي ترى في الاحتلال الإسرائيلي السبب الرئيسي لتفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال تدعو إلى التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه كـ«مسألة سكانية بحاجة إلى برامج إغاثية».
وشددت الخارجية على أن هذا الموقف بمنزلة «أثواب جديدة» للمطامع الاستعمارية الإسرائيلية، بعيداً كل البعد عن السبب الرئيسي والجوهري لمعاناة الفلسطينيين.
واتهم البيان البيت الأبيض «بالسعي، عن طريق إبراز المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بالذات، إلى تبرئة الاحتلال وشرعنة استمرار الدولة العبرية في تطبيق مخططاتها في هذا المجال»، محملاً الولايات المتحدة المسؤولية عن «الاستغلال البشع» لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وتسويقها للعالم بمعزل عن بعدها السياسي الحقيقي.
وأكدت الخارجية أن هذه المساعي تبذل بالتزامن مع محاولات واشنطن وتل أبيب لإسقاط القضايا الجوهرية للنزاع، وفي مقدمتها قضية مدينة القدس التي اعترف ترامب بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، وكذلك قضية اللاجئين، وخاصة في ظل تقليص الولايات المتحدة تمويلها لوكالة «الأونروا» وإعادة تركيبها من جديد للقيام بدور إغاثي عام يشمل الفلسطينيين بعيداً عن الدافع الحقيقي لإنشائها.
وأشارت الخارجية إلى أنها تعمل على توضيح مواقفها بهذا الخصوص إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرأي العالم العالمي، في إطار حراك دبلوماسي نشط، مضيفة: إن السلطة الفلسطينية كانت قد حذرت الجهات الدولية كافة مما تجلبها من المخاطر الملموسة «صفقة القرن» التي تعمل واشنطن على إعدادها.
هذا ودعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس، الدول الإفريقية المشاركة في الدورة 31 من قمة الاتحاد الإفريقي في عاصمة موريتانيا نواكشوط إلى مراجعة علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وناشد المالكي الحاضرين في القمة بضرورة تعزيز الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقيادته، «لاستكمال مسيرة الحرية والاستقلال الوطني وضمان قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية».
واعتبر أن القضية الفلسطينية هي «أساس رئيسي لتحقيق حالة الأمن والسلام في المنطقة والعالم»، مؤكداً «رفض القيادة الفلسطينية لأي مخططات تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني».
ودعا وزير الخارجية الفلسطيني القادة الأفارقة «إلى العمل مع الأطراف الدولية كافة لملاحقة ومحاسبة إسرائيل، ومراجعة علاقات دولهم معها، تماشياً مع مبادئ وميثاق الاتحاد الإفريقي، التي تنبذ وتدين النظم الاستعمارية والعنصرية».
كما جدد مساندة فلسطين لمطالب القارة الإفريقية كافة.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس ستة فلسطينيين خلال حملات دهم وتفتيش شنتها في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
وذكرت وكالة معا الفلسطينية للأنباء أن قوات الاحتلال قامت بنقل المعتقلين إلى مراكز عسكرية للتحقيق معهم.
إلى ذلك هاجم مستوطنون إسرائيليون الليلة قبل الماضية حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل واعتدوا على عدد من أهالي الحي بالضرب من بينهم بعض المسنين.
وبحسب مصادر فلسطينية فإن الأهالي تصدوا للمستوطنين الذين هاجموا الحي بحماية قوات الاحتلال.
وفي السياق ذاته اقتحمت قوات الاحتلال منزلاً في شارع الشهداء وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته ما تسبب بحالة من الرعب لدى العائلة التي تقطنه وخاصة الأطفال.
وكان عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن