رياضة

المفاجأة السويدية والطموحات الإنكليزية على المحك … البلاغولت عقبة الأسود لاستعادة المجد الضائع

| محمود قرقورا

ستكون الجماهير المونديالية على موعد خاص جداً بداية من الخامسة عصر السبت في مدينة سمارا الروسية حيث الموعد الكبير في ثالث مباريات ربع النهائي بين مهد الكرة الإنكليز الذين تكبر طموحاتهم يوماً بعد يوم ومنتخب السويد الذي يبدو متعافياً خلال حقبة ما بعد الأيقونة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش.
كل المقدمات توحي أننا على موعد كبير حيث لا مجال للخطأ الذي يعني الانضمام إلى مقاعد المتفرجين في وقت مبكر، وخصوصاً للمنتخب الإنكليزي الذي دخل هذا المونديال من دون ضوضاء فكبر الطموحات واتسعت رقعة التفاؤل مع المدرب ساوثغيت الذي لم يراهن عليه أحد عندما استلم المهمة، ولكن نوعية اللاعبين وقوة الدوري الإنكليزي الذي صقلهم جعل الأمر مختلفاً وبات التطلع إلى نصف النهائي حداً أدنى عند كل إنكليزي.
وبالعودة إلى سيرة منتخب الأسود الثلاثة في المونديال الحالي نجد أنه أنجز المهمة بسهولة بالغة أمام تونس، ثم بنما، واختار الطريق السهل عندما ارتضى بالخسارة أمام بلجيكا تاركاً الخصم البلجيكي يتجه إلى حقل الألغام، وفي دور الستة عشر ابتسمت له ركلات الترجيح التي غالباً ما أقصته وعبست بوجهه وجعلت جماهيره تذرف دموع الحزن على أجيال كانت قريبة من التتويج.
على الطرف المقابل يسير المنتخب السويدي سير الواثق فلم يكتف بإبعاد هولندا من التصفيات ثم المارد الإيطالي الأزرق في الملحق، بل تصدر المجموعة السادسة التي ضمته إلى جوار ألمانيا والمكسيك وكوريا الجنوبية، وبالعودة إلى سيرته خلال دور المجموعات نجد أنه كان مقنعاً أمام كوريا، كبيراً أمام ألمانيا، متيناً أمام المكسيك، وأمام سويسرا في دور الستة عشر قال كلمته باقتدار ليتفرغ لمواجهة منتخب الأسود الثلاثة على وقع تجربتين مقبولتين أمامه في مونديالي 2002 و2006.

مقارنة
عندما نتذكر فرسان إنكلترا في مونديالات 2002 و2006 و2010 بوجود أوين وروني وفيرديناند وجيرارد ولامبارد وسيمان وتيري وبيكهام وسكولز وكامبل وآشلي كول نستغرب كيف خرج هذا الجيل صفر اليدين غير مرة، ولا شك أن تلك الأسماء تعد أيقونات حقيقية في أنديتها، وهمس المتابعون بأن تلك الأجيال أضاعت على إنكلترا فرصاً ذهبية لريادة القارة والعالم، ومن سخرية القدر أن إنكلترا عجزت عن بلوغ نهائيات أمم أوروبا 2008.
أما الجيل الحالي فلم يكن الرهان عليه كبيراً والسبب ربما يعود إلى ضعف الثقة بالمنتخب الإنكليزي عموماً ولكن بعد الإطاحة بكولومبيا بركلات الترجيح بات الأمر مختلفاً وكأن عامل الحظ الذي عاند الإنكليز كثيراً يميل إليهم هذه المرة، فضلاً عن أن الفريق يلعب دون ضغوط ويفتقر إلى النجم الأوحد معتمداً على الجماعية، وربما كان ذلك سبباً لاتساع الحلم وبلوغ ذرا المجد الضائع.

مفاتيح
المتابع للمنتخب الإنكليزي في هذا المونديال يعترف بقوة الدفاع حيث ارتأى ساوثغيت اللعب بالثلاثي وولكر وستونز وماغوير ومع ذلك تلقى الإنكليز الأهداف في المباريات الثلاث وهذا يجعلهم تحت الضغط أمام منتخب السويد الذي سجل في المباريات الأربع.
السويديون أظهروا مهارة في تنفيذ الهجمات المرتدة التي ستشكل خطراً لا محالة على تلاميذ ساوثغيت وكلنا شاهد المتاعب التي سببوها لألمانيا والمكسيك، ورغم أن الإنكليز متمرسون في الكرات العرضية بحكم العادات والتقاليد الكروية في بلاد الضباب إلا أنهم لم يكونوا بمنأى عن الأهداف من الكرات العرضية كما حصل أمام بنما أو الركنية كما حدث أمام كولومبيا.
وبناء عليه لا بد لإنكلترا من إيجاد حل لهذا الخلل، وفي الآن ذاته لا بد من المغامرة وتمويل المهاجم هاري كين الذي لا يلقى التخديم المناسب بدليل أن ثلاثة من أهدافه الستة جاءت من علامة الجزاء، وأحد الأهداف بطريقة المصادفة والحظ، كما سجل هدفين من الكرات الركنية وهذا يعني أن إنكلترا لم تقم بالهجمات الكافية لاختراق دفاع الخصوم وحتى أمام تونس وبنما.

التاريخ المونديالي
سبق للمنتخبين أن تقابلا خلال دور المجموعات لمونديالي 2002 و2006، وفي الأول تعادلا 1/1 وتأهلا معناً والصدارة كانت للسويد، وفي المرة الثانية تعادلا 2/2 وتأهلا معاً والصدارة كانت لإنكلترا مع ميزة أن إنكلترا هي التي كانت تسجل أولاً.
سبق لإنكلترا الفوز بالكأس عام 1966 والوصول إلى نصف النهائي 1990 بينما خاضت السويد المباراة النهائية عام 1958 عندما خسرت أمام البرازيل 2/5 وسبق لها أن خاضت نصف النهائي 1938 و1994.
لعبت إنكلترا 66 مباراة بكأس العالم ففازت بـ28 مقابل 21 تعادلاً و16 خسارة والأهداف 88/60، بينما لعبت السويد خمسين مباراة ففازت بـ19 مقابل 13 تعادلاً و18 خسارة والأهداف 80/71.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن