رياضة

لعنة النقصان

مالك حمود : 

غريب وعجيب أمر رياضتنا, فرغم النجاحات التي تحققها بين الحين والآخر، إلا أن معادلتها لا تزال تفتقد أساسيات مهمة وعامة، وما دمنا قد آمنا بأن الرياضة علم واحتراف فعلينا التعاطي معها من الباب المعرفي والأكاديمي الذي يربط النتائج بالمعطيات.
أطالع بعثة منتخبنا الكروي الشاب الذي يستعد للمشاركة في التصفيات الآسيوية للشباب المقررة في السعودية، فيلفت نظري وجود عضو ضمن الكادر الفني للفريق بصفة (مدرب أحمال بدنية)، وبغض النظر عن التنوع في التسميات وصياغاتها فالمعني بالموضوع (المحضر البدني) وهو المتخصص الذي يفترض توافره في كل المنتخبات وفرق الأندية أيضاً، وبالتالي فإن وجوده في منتخبنا للشباب نقطة إيجابية ولاسيما أنها في رحلة تحضير لمشاركة دولية كبرى. لكن سرعان ما تختفي تلك النقطة المضيئة عن منتخب الرجال الذي يتأهب لخوض التصفيات المشتركة والمؤهلة لكأس العالم والنهائيات الآسيوية! ولا ندري فيما إذا كان (المتخصص البدني) موجوداً في بقية منتخبات كرة القدم التي تفتح لها المعسكرات وتؤمن لها المشاركات والميزانيات، ولا ندري مدى قناعة المعنيين بأهمية وجدوى وجود (المعد البدني) في المنتخبات، وفيما لو كانت القناعة تامة فلماذا لا تنسحب تلك الحالة على بقية منتخباتنا الكروية التي تتأهب لمشاركات مهمة؟!
نعرف أننا نمتلك مدربين فنيين أكاديميين على درجة من الكفاءة والثقافة والمعرفة، ولكن لنعط الخباز خبزه، فالمعادلة بسيطة والتكتيك والتكنيك لا يمكن تطبيقهما مهما علا شأن المدرب إذا لم يجد القاعدة البدنية من (قوة– تحمّل– سرعات– جاهزية.. وغيرها) التي يبني عليها أعماله.. الكلام ليس موجهاً ومحدداً لمنتخبات كرة القدم، بل لبقية منتخباتنا الوطنية وفي بقية الألعاب، وحتى فرق الأندية وخصوصاً المشاركة في دوري المحترفين لكرتي القدم والسلة، فالحاجة هناك للتحضير البدني لا تقل عن المنتخبات، فكم من لاعب شوهد يتمرن مع مدربي ألعاب القوى في مضمار ملعب تشرين لتحسين سرعته وانطلاقته وارتقائه! وبالطبع لو وجد المحضر البدني في ناديه لما اتجه إلى (الدروس الخصوصية) في ألعاب القوى, وكم من لاعب يلعب (الحديد) من باب التقوية البدنية من دون مستند علمي ومعرفي لتسخير تلك التمارين والأحمال التدريبية لخدمة لعبته، على اعتبار أن التمرين غير المدروس قد ينعكس بالنتائج السلبية على اللاعب وقد يؤثر على مرونة العضلة وسرعة أدائها! ومادامت رياضتنا تصرف الكثير والقليل، فلا أظن أن الاستعانة بالمدرب المتخصص بالإعداد البدني سيشكل عبئاً مادياً كبيراً على النادي أو المنتخب، فبوجوده نضمن نتائج أفضل، فهل نتلافاها ونتخلص من لعنة النقصان؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن