سورية

شهر العسل بين تركيا وأميركا في منبج على شفير الهاوية

| وكالات

لم يدم شهر العسل الأميركي التركي طويلاً بعد التقارب الذي سببه اتفاق «خريطة الطريق» حول مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وعاد التوتر ليهدد بنسف الاتفاق، مع تصاعد الأنباء حول اقتراب الجيش العربي السوري من دخول المدينة.
وتحتجز تركيا القس الأميركي آندرو برانسون، منذ 21 شهراً، بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح اللـه غولن، الذين تعتبرهما تركيا منظمات إرهابية.
وفي 25 الشهر الماضي أمرت محكمة تركية بنقل برانسون ووضعه قيد الإقامة الجبرية، ليهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس في اليوم التالي بفرض عقوبات على تركيا، إذا لم تفرج عن القس، وهو ما أعاد التوتر بين البلدين الذين سبق واتفقا مطلع حزيران على ما سمياه «خريطة طريق» حول منبج.
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، فإن التوتر الحالي بين أنقرة وواشنطن، يثير تساؤلات حول مصير التفاهمات بين الجانبين بخصوص منبج، لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن توقع عكس ذلك.
وفي مؤتمر صحفي عقده أثناء انعقاد اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي في أنقرة، دعا كالن «الجميع لاحترام العملية القضائية الجارية حول قضية القس أندرو برانسون»، وأضاف: «توقعاتنا أن هذا التوتر لن يؤثر بشكل سلبي على خطة العمل حول منبج، ولم نر أي خطوة في هذا الصدد».
وتابع: إن «تنفيذ خطة منبج مستمر كما هو مخطط، ولها جدول زمني وعناصر محددة يتم تفعيلها خطوة بخطوة»، مشدداً على أن بلاده «مصممة على مواصلة كفاحها الفعال ضد التهديدات الإرهابية الصادرة من الأراضي السورية» على حد قوله.
وحول عقوبات أميركية محتملة تشمل طائرات إف-35، أكد قالن أن الضغط على تركيا عبر تحويل لغة العقوبات لتهديد لن يعود بالفائدة على أحد، وأن تركيا لن تتخلى أبداً عن موقفها المبدئي.
وسبق لمجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد لأول مرة أول من أمس بعد تعديل النظام في تركيا ليصبح رئاسياً، أن أكد في بيان صادر عنه، التواصل مع الولايات المتحدة بخصوص مدينة منبج، من شأنه أن يسهم بشكل مهم في إيجاد حل للمسألة السورية.
وأضاف البيان: إنه تم تناول خريطة الطريق المتعلقة بمغادرة تنظيم «ب ي د (حزب الاتحاد الديمقراطي)، ي ب ك (وحدات حماية الشعب)» لمدينة منبج، ومراجعة التدابير التي من شأنها أن تسرع عودة سكان المنطقة لمنازلهم مع الاستعدادات الإضافية الخاصة بتوفير الأمن والمراقبة في المنطقة
وبحسب البيان فإن المجلس بحث الإجراءات المتعلقة بجعل المناطق التي تنشط فيها المنظمات «الإرهابية» حالياً آمنة بأقرب وقت ممكن، على حد زعمه.
وكشفت مصادر أهلية في منبج لـ«الوطن»، في تصريحات نشرت أمس، أن العديد من المبادرات الأهلية في منبج مهّدت، وعن طريق أعمال عديدة، لتجهيز المدينة كي تصبح مستعدة لاستقبال الجيش والترحيب بدخوله بغية إعادتها إلى شرعية الدولة السورية.
وذكر مصدر عسكري في «مجلس منبج العسكري» لـ«الوطن» أيضاً، أن علم الجمهورية العربية السورية جرى رفعه على سارية مرتفعة في أعلى القصر البلدي الواقع في مركز المدينة بجانب ساحة الكرنك (ساحة الإعدام زمن تنظيم داعش)، في إشارة رمزية إلى السيادة السورية الرسمية على المدينة، التي طالما نفذ أهلها وعشائرها إضرابات وخرجوا بمظاهرات مطالبة بإعادتها إلى حضن الدولة السورية.
في غضون ذلك تمكنت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أمس من اعتقال 7 مسلحين سابقين في تنظيم داعش الإرهابي في مدينة منبج بريف وفقاً لنشطاء على فيسبوك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن