رياضة

المدرب موظف قابل للاستقالة يطلبون منه أكثر مما يقدمون له … الدحبور: عدت للمجد وفاء للنادي الذي تخرجت فيه

| نورس النجار

يعود عماد دحبور المدرب القديم الجديد إلى فريق المجد، بعد أن قضى فترة طويلة مدرباً لعدة فرق في سلطنة عمان.
الدحبور مدرب معروف ومشهور وخبير بالدوري لا يحتاج إلى شهادات من أحد، فضل ناديه على عدة عروض في عمان وفي سورية وفاء لناديه، يعود ولديه الكثير من الآمال والأهداف ولديه الرغبة في تحقيق شيء مهم مع ناديه الأم المجد.
حديث مطول مع مدرب فريق المجد عماد دحبور عن حال الفريق، وأهدافه وطموحه وإلى التفاصيل:

التحدي
بعد العودة إلى نادي المجد كيف رأيت فريق كرة القدم؟ ولماذا لبيت دعوة إدارة النادي على الرغم من أن الظروف التي يمر بها صعبة جداً؟
في البداية تواصلت معي عدة أندية لاستلم تدريب فرقهم وطلبت فترة تفكير قبل القبول بعروضها وفي الوقت نفسه تواصلت معي إدارة نادي المجد لاستلام تدريب فريقها، وبالأصل أنا متابع لأمور فريق المجد وأحواله، ونادي المجد له فضل علي، أنا مدرب محترف وأحسست أنني يجب أن أقدم شيئاً للنادي الذي هجره معظم لاعبيه ويعيش في ظروف غير طبيعية، وعلاقتي جيدة مع إدارة النادي، وكل كوادر الفريق السابقة عملت معي إما كمساعدين أو كلاعبين دربتهم، وأنا أنتمي لفريق المجد ولا أهتم بالمال عندما أعمل فيه، وحتى في عقدي مع الفريق العماني الذي اتفقت معه مؤخراً وضعت بنداً بالعقد إن طلبني ناديي الأم المجد فسأعود له، وأخذت القرار بالعودة للنادي لأرد الفضل للنادي والإدارة.
ما هدفك الآن مع فريق المجد؟ المنافسة أم تثبيت الأقدام أم الهروب من الهبوط؟
أرغب في بناء الفريق من اللاعبين الشباب، وأصنع توليفة من اللاعبين القدامى مع اللاعبين الشباب ليستفاد الشباب من خبرات القدامى، وليأخذ القدامى من همة الشباب، أريد أن أعمل شيئاً لمستقبل فريق المجد ليكون في الموسم القادم من المنافسين، وهذا الموسم منطقياً سيكون الفريق من بين فرق الوسط.
عما يخص موضوع اللاعبين فأنا لم أختر اللاعبين فبعضهم كان قد وقع مع النادي سلفاً وبعضهم تم تجديد عقده، وهناك عدة لاعبين رغبت أن يبقوا في النادي ويرغبون في البقاء معي كمدرب ولم يكونوا على علم بأني سأكون مدرباً للمجد، ولم نستطع إعادتهم بسبب التزامهم مع أندية أخرى، إضافة لذلك لا نستطيع ترك أي لاعب ولو شارف على الاعتزال وهو ابن نادي المجد ومدّ يديه ليبقى مع النادي، والأمور المادية لا تسمح لنا بأن نحضر أي لاعب نريده، فالنادي كما يعلم الجميع لديه مستثمر وهذا المستثمر يقدم للنادي حسب مقدرته وظروفه وأنا أبحث عن لاعبين يساعدونني ليقف النادي على قدميه، لو جئت قبل شهر لاستطعت إعادة اللاعبين المعارين وكانوا سيفيدون النادي، وقد قدم إلى النادي لاعبون مهمون وكانوا على استعداد لفسخ عقودهم ليلتزموا مع النادي ولكن النادي لا يستطيع تغطية نفقاتهم على الرغم من أهميتهم وقدرتهم على صنع الفارق في الفريق، ولكن وجودهم سيؤدي إلى اختلال الكتلة المالية في النادي، فقررت الاعتماد على لاعبين شباب أقل خبرة ولكن يمكن الاعتماد عليهم في أمور تكتيكية، وقد أغلقت خط الهجوم بتوليفة من الشباب والخبرات، هناك مراكز في الفريق تحتاج إلى لاعبين من الخارج، عملت على إغلاق مركز خلف المهاجمين، حافظنا على خط الوسط وهو من أبناء النادي الشباب، نواجه مشكلة في خط الدفاع ولا نملك سوى أربعة لاعبين، نبحث عن لاعبين أقل تكلفة وحتى لاعبي خبرة وأنا أبحث عن لاعب ولو من خارج النادي لاستكمال خط الدفاع.
في الموسم الماضي كان الفريق من المهددين بالهبوط، وبمسابقة كأس الجمهورية وصل إلى نصف النهائي وفاز بمرحلة الذهاب على الشرطة، ما يدل على أن الفريق لا يملك خطاً بيانياً يسير عليه، وجدول كأس الجمهورية هو من ساعده على الوصول إلى نصف النهائي، لم نلاحظ وجود دراسة للفريق ولمشواره في الدوري خلال الموسم الماضي.
طوابق
كيف تصنف فرق الدوري؟ الفرق متساوية أم هي في طوابق متعددة؟
الدوري السوري موسم عن آخر سيكون أفضل، الفرق التي لديها استقرار إداري ومادي ستكون هي الفرق الأفضل ويمكن أن نصنفها ضمن فرق الطابق الأول، قبل موسمين كانت الفرق ضمن طابقين أو ثلاثة طوابق، الوحدة أخذ لاعبي الخبرة والكل كان يرغب في الانضمام إلى فريق الجيش بسبب مشاركاته الخارجية.
في الموسم الماضي دخل الاتحاد وتشرين مع الجيش والوحدة فأصبح لدينا طابقان في الدوري، الطابق الثاني يضم الفرق التي لا تعيش استقراراً إدارياً ومادياً وكانت تتبادل كراسي سلم الترتيب بينها.
هذا الموسم سيرتفع أداء الفرق وسيدخل إلى الطابق الأول باعتقادي فريق الوثبة الذي استحضر لاعبين جيدين للمنافسة على لقب الدوري، إضافة إلى فرق الجيش والوحدة وتشرين والاتحاد، الطوابق جاءت من رغبة اللاعبين في الالتحاق بالأندية، فالجميع يرغب في أن يكون مع الفريق المستقر مالياً وفنياً وإدارياً ليرتاح مع النادي ويقدم مع الفريق، أما الفرق التي تكون كتلتها المادية أقل فتكون في طابق أخير.

ثقافة غائبة
ماذا يحتاج فريق المجد ليعود إلى ماضيه عندما كان يخيف الكبار؟
نتمنى أن يعود المجد منافساً أو مزعجاً للكبار، في أكثر من عام سابق كان الفريق قريباً جداً من بطولة الدوري، ولولا انتكاسات في بعض المباريات لنال بطولة الدوري مرتين على الأقل، ولكن هناك عقلية وتفكير عند كل اللاعبين الذين يأتون إلى الفريق والذين يشعرون ضمنياً أن الفريق ليس مؤهلاً ليكون بطلاً للدوري، وهذه العقلية تؤثر في الأداء في المباريات وخصوصاً أمام الفرق التي تصنف بالفرق المرعبة أو المخيفة، ويجب التخلي عن هذه العقلية التي تعوق تقدم النادي وتطوره.
النادي سيعود كما كان بسبب قواعده الجيدة التي سترفد فريق الرجال، لدينا في القواعد لاعبون مهاريون، وبالمقابل بعض اللاعبين الشباب المواهب يرحلون عن النادي فبعضهم سافر وبعضهم يحتاج إلى عمل والأمر المادي في نادي المجد لا يساعده وآخرون يريدون إكمال دراستهم فيتركون كرة القدم.
اللاعبون الموهبة ثروة لوطننا وكرتنا ويجب أن يكون لهم عقد ورواتب وضمان لدراستهم لنستطيع الحفاظ على الخامات والمواهب.

فوارق متعددة
ما الفرق بين كرتنا والكرة العمانية؟
لدى سلطنة عمان احتراف جديد ونحن في سورية احترافنا قديم، الخطأ في سلطنة عمان أن اللاعبين غير مفرغين لكرة القدم فهي جماهيرية لهم وليست مهنة، احترافهم ليس كاملاً، لاعبونا متفرغون أكثر، اللاعبون في عمان لديهم دوام فهم موظفون، ولديهم بطولات فاللاعب هناك يلعب كرة صالات ويلعب كرة سلة فلاعبهم خلال سنوات قليلة يكون مستهلكاً بشكل كامل.
إداراتهم تأتي بانتخابات فإذا جاء للإدارة رياضي ويملك المال فالنادي وكوادره ولاعبوه سيكونون سعداء، كل ناد لديه استثمارات واتحاد الكرة العماني يعطيهم المال سلفاً ليتعاقدوا مع اللاعبين.
الدوري السوري أقوى جماهيرياً وإعلامياً ما ينقصنا مصداقية العمل والتواصل الصحيح بين الإدارة والكادر الفني، كرة القدم هي مرآة النادي ولديها وضعها الخاص والجميع يعمل للنجاح، المدرب موظف قابل للاستقالة يطلبون منه أكثر مما يقدمون له ومن ثم يطلبون منه الاستقالة لعدم تحقيق النتائج وكأن المدرب في سورية يملك عصا سحرية وقادر على التغيير رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي ورغم الإمكانات الضعيفة، كل أنديتنا وكل الإدارات تريد لقب الدوري ولكن ما الذي قدمته هذه الإدارات لكوادرها؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن