سورية

المؤسسات الثقافية تحيي ذكرى استشهاد خالد الأسعد.. «حارس تدمر» الأمين

| وكالات

أحيت المؤسسات الثقافية السورية ذكرى استشهاد عالم الآثار السوري خالد الأسعد في احتفالات شارك فيها شخصيات وطنية وسياسية وإعلامية تذكروا فيها مآثره وأقواله في علم الآثار ومناقبه وأخلاقه وحكايته مع تدمر.
وأحيت المؤسسات الثقافية السورية ذكرى استشهاد الأسعد في احتفالات شارك فيها شخصيات وطنية وسياسية وإعلامية تذكروا فيها مآثره وأقواله في علم الآثار ومناقبه وأخلاقه وحكايته مع تدمر.
واستعاد الجيش العربي السوري مدينة تدمر، من تنظيم داعش، في آذار العام الفائت.
وقال محافظ حمص طلال البرازي، الأربعاء الماضي: إن تدمر ستكون جاهزة لاستقبال السياح في صيف 2019، وأكد على أن هناك مشروع لدى السلطات لإزالة جميع الأضرار، التي لحقت بمدينة تدمر العريقة.
وكشف المحافظ، أن اليونسكو وروسيا وبولندا وإيطاليا وغيرها من البلدان والمؤسسات والمنظمات الأوروبية غير الحكومية اقترحوا تقديم المساعدة في هذه المسألة.
وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء في تقرير لها حول ذكرى استشهاد الأسعد: «صباح 18 آب 2015 انتشرت على وسائل التواصل صورة صادمة لجثة مقطوعة الرأس معلقة على أحد أعمدة الإنارة في طريق رئيسي بمدينة تدمر السورية». وأسفل الجثة وضعت لوحة ورقية بيضاء عليها بقع من دم، وعليها لائحة الاتهام التي بسببها قتل الرجل صاحب الـ81 حولاً، وكأن القدر أراد أن تكون تلك الورقة البيضاء الملطخة بالدماء شاهدة على واحدة من أفظع جرائم تنظيم داعش الإرهابي.
​الأسعد تعرفه أعمدة تدمر وحجارتها وتماثيلها، يملك رصيداً ضخماً من الأبحاث والكتب والمراجع التي توثق تاريخ تدمر، وعمل مع عدة بعثات أثرية أميركية وفرنسية وألمانية وإيطالية وغيرها خلال سنوات عمله الطويلة ونال عدة أوسمة محلية وأجنبية.
​اغتيال الأسعد تم بوحشية، وتهمته أنه يعمل «مديراً لأصنام تدمر الأثرية» إلى جانب باقي التهم التي سجلتها لوحة الدم «موالاة النظام السوري، زار إيران مهنئاً بانتصار ثورة الخميني، متواطئ مع المخابرات السورية وعلى علاقة مع مدير المكتب الأمني في القصر الرئاسي».
​لكن هذا ليس كل شيء، وخلف هذه الجريمة جرائم أخرى وقف فيها الأسعد بطلاً يدافع فيها عن سورية وتاريخها وحضارتها.
وكشف الصحفي خليل صويلح في مقاله بصحيفة «الأخبار» اللبنانية صباح إعلان استشهاد الأسعد، أن داعش لم تحطم المدينة كما كان متوقعاً، بل اكتفوا بتحطيم تمثال «أسد اللات» الذي كان يحرس بوابة المتحف، وتم تصوير هذا المشهد وتداوله على وسائل الإعلام لكنها كانت مجرد صورة رمزية للتداول، وأضاف صويلح في مقاله «هم (داعش) يعلمون جيداً أهمية الكنوز التي غنموها».
​لكن أزمة التنظيم كانت في قرار اتخذته المديرية العامة للآثار، بتفريغ المتحف من محتوياته النفيسة، وعليه كان على التنظيم أن يقتفي أثر التماثيل النادرة، «… ليس لتحطيمها، بل من أجل تهريبها، فالمافيات العالمية لتهريب الآثار تنتظر صفقة العصر»، حسب صويلح.
وتابع: «كلمة السر كانت لدى خالد الأسعد الذي قضى نصف قرن من عمره يحرس هذه الكنوز، ويعرف سجل نفوس كل قطعة أثرية في هذه المدينة، ومثلما رفض مغادرة مدينته، رفض الإفشاء بأسراره لهؤلاء اللصوص، وحين فقدوا الأمل، قرروا إعدامه على طريقتهم».
​ووصف المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم، في تصريحات لوسائل الإعلام وقتها استشهاد الأسعد بأنه «الجريمة الحزينة والمأساوية».
وقال: إن «أسرة الأسعد أخبروه أن الأخير كان معتقلاً منذ نحو شهر، بعد رفضه فرص الفرار من المدينة بعد سيطرة داعش عليها. وأضاف: أن «التنظيم كان يريد معرفة أين اختفى ذهب تدمر»، فخلال فترة الاحتجاز، سأل المسلحون الأسعد مراراً عن مكان يعتقد أن الذهب مدفون فيه، والأماكن التي أخفيت فيها كنوز المدينة. وعندما رفض قتل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن