سورية

واشنطن تقر بوجودهم.. وشددت على «مكافحتهم»..! وأعلنت عن اجتماع لمجلس الأمن غداً … موسكو: سنواصل محاربة الإرهاب في إدلب وعلى الغرب عدم العرقلة

| وكالات

مع اقتراب الجيش العربي السوري من إطلاق عملية «فجر إدلب» الواسعة، شددت موسكو على أنها ستواصل محاربة الإرهابيين حتى القضاء التام عليهم في إدلب وطلبت من الغرب عدم عرقلة العملية.
في المقابل، أقرت واشنطن بوجود الإرهابيين في إدلب، واعتبرت أنه من الضروري «التفرغ لهم ومكافحتهم حتى لا يصدّروا الإرهاب إلى كل أنحاء العالم»، إلا أنها أرسلت المزيد من الترسانة العسكرية إلى شرق المتوسط، وأعلنت عن اجتماع لمجلس الأمن غداً لتواصل فيه مزاعم الخوف من «هجوم كيميائي» في إدلب.
وبحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، أن محاربة الإرهابيين في سورية لاسيما في منطقة إدلب لـ«خفض التصعيد»، ستتواصل حتى القضاء التام عليهم، داعية دول الغرب إلى عدم عرقلة العملية بإطلاق إشارات متضاربة.
جاء ذلك في تعليق لها على تغريدة نشرها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الجمعة الماضي، ومفادها أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يدافع عن الهجوم السوري – الروسي على إدلب. وتعتبر الولايات المتحدة هذا تصعيدا للنزاع الخطير بذاته».
وقالت الخارجية الروسية في بيانها: إن موسكو لا تستطيع تجاهل هذا التصريح، مذكرة الجانب الأميركي بأنها شاركت (أميركا) بشكل مباشر في المفاوضات بشأن إقامة منطقة (خفض تصعيد في) إدلب ووقعت على الاتفاقيات ذات الشأن، لذلك يجب أن يعلم (بومبيو) المبادئ التي استند إليها إنشاء المنطقة.
وبين البيان، أن الأطراف الموقعة على الوثائق اتفقت على أن إقامة منطقة إدلب، وقبلها منطقة مماثلة لـ«خفض التصعيد» في الجنوب الغربي لسورية، «إجراء مرحلي لا يمكن أن يتناقض مع مبادئ سيادة ووحدة أراضي سورية، حيث تم التشديد على أن محاربة الإرهاب ستستمر حتى في ظروف عمل نظام وقف إطلاق النار، الذي لا يشمل داعش والنصرة وغيرهما من فروع القاعدة».
بموازاة ذلك أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحفيين في موسكو أن «الوضع في إدلب لا يزال مثار قلق وعدم ارتياح وهو بالطبع على جدول أعمال جميع الاتصالات التي يقوم بها الجانب الروسي على مختلف المستويات مع الزملاء المهتمين»، وفق وكالة «سبوتنيك».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد في تصريحات صحفية أمس، أن «شركاءنا الغربيين يدركون تماماً أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية من دون تحريرها، كما يدركون جيداً أنه من دون حل لهذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سورية إلى مجراها الطبيعي».
وبحسب ريابكوف، فإن بقاء الجيب الإرهابي في إدلب، سيترتب عليه باستمرار ظهور تهديدات جديدة، بما فيها خطر استخدام السلاح الكيميائي.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن روسيا تشعر بقلق إزاء احتمال قيام الإرهابيين باستفزاز كيميائي جديد، وتهديدات واشنطن وحلفائها بتوجيه ضربات على سورية.
بموازاة ذلك ذكرت وكالة «سبوتنيك»، أن مراصد بحرية رصدت توجُّه غواصة «نيوبورت نيوز» الأميركية إلى شرق البحر المتوسط بعد عبورها لمضيق جبل طارق، وهي تحمل صواريخ «توماهوك»، بعدما أكدت موسكو رصد بوارج أميركية في الخليج تحضر لعدوان محتمل على سورية. من جهته عاد بومبيو وأقر أمس للصحفيين وهو في طريقة إلى باكستان، أن التصريحات الروسية بصدد وجود إرهابيين في إدلب «صحيحة».
وفي مؤشر عن تراجعه عن تغريدة الجمعة أضاف بومبيو: «نشارك (روسيا) مخاوفها بشأن الإرهاب القادم من شمالي وشمال غربي سورية، ونتفق تماماً معهم حول وجود إرهابيين في تلك المناطق، ونرى ضرورة للتفرغ لهم ومكافحتهم حتى لا يصدّروا الإرهاب إلى كل أنحاء العالم».
وأشار بومبيو إلى أن بلاده تأمل في تسوية الوضع في إدلب بالأساليب الدبلوماسية.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أكدت أول من أمس أن مجلس الأمن الدولي سيلتئم صباح الجمعة لبحث الوضع في إدلب، وقالت إنه «إذ أرادوا مواصلة استعادة السيطرة على سورية يمكنهم ذلك ولكن لا يمكنهم فعله باستخدام أسلحة كيميائية».
وبحسب، وكالة «فرانس برس»، بدت الدبلوماسية الأميركية «وكأنها تعطي بهذا التصريح ضوءاً أخضر للهجوم الذي يعتزم «النظام» شنّه على إدلب، بشرط أن لا يتم خلاله استخدام السلاح الكيميائي».
في الأثناء، وبينما وصف وزير الخارجية البريطاني جيريمى هانت، التطورات في مدينة إدلب السورية بـ«الأزمة الإنسانية التي لم ينتبه لها العالم»، في تغريدة له عبر «تويتر»، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» أن هجوم إدلب، قد يتسبب بـ«مجزرة خطيرة في حال انهالت الصواريخ هناك».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن