ثقافة وفن

السيد وزير السياحة في التعليم السياحي

إسماعيل مروة : 

السيد وزير السياحة، هناك أناس لم يدخلوا إلى اليوم عصر الحرب في سورية وعلى سورية! ويتعاملون مع القضايا كأن شيئاً لم يكن! وأزعم أن بعضهم لا يزال يعيش حقبة الثمانينيات! والمشكلة أن هؤلاء استطاعوا أن يتسيدوا، ولم يتم التعامل معهم وفق تواريخهم، ولا إخفاقاتهم أو نجاحاتهم، بل إنهم يتعاملون كما لو أنهم هم الوحيدون الذين يملكون فكراً ورؤى! ويبدو أن غياب الرؤى لدى المعنيين، وجهلهم بما يقومون به جعل هؤلاء مقنعين! وكثيراً ما سمعت من هذا أو ذاك أن فلاناً يملك خطة وبرنامجاً، وهذا المعني بالأساس لا علاقة له بما يتحدث به من قريب أو بعيد، بل إن كل ما يقوم به أحدهم هو للحفاظ على وجوده في مكان ما، وللاحتفاظ بالروح السلطوية التي سمح له بها جهل الآخرين بما أوكل إليهم..!
مجموعة مواقع محددة في وزارة السياحة يتعاقب عليها أشخاص محددون، وعلى تعاقب الوزارات يتم إعفاء فلان من موقع، وتكليف آخر، وبرحيل الوزير وقدوم وزير جديد يعود التوزيع إلى ما كان عليه بتغيير جديد! المهم أن يكون أحدهم آمر صرف! ألم يسأل أحدهم لِمَ يتمسك فلان بموقع محدد، ويفعل الأفاعيل للعودة إليه؟! الأسماء موجودة لمديرين تعاقبوا على المكان ذاته أكثر من مرة! لماذا لم يسأل أحدهم نفسه قبل أن يصدر قراره لم أعفي هذا من مكانه من قبل؟! ألا يوجد في سورية طاقات سوى هؤلاء النفر من الناس؟
ماذا قدموا للأماكن التي عزلوا منها ليأتي أحدهم مرة ثانية وثالثة إليه؟!
حين يتكلم أحدهم بشخص ما ألا نملك القدرة على مناقشته علمياً لبيان الوضع على حقيقته؟
هل المطلوب أن يبقى أحدهم مديراً وآمر صرف حتى تقاعده؟!
أقول هذا بعد أن انتفت أي مصلحة، وقد كنت من قبل مدرساً في أحد معاهد الوزارة، وشهدت رحيل مدير ومجيء آخر، وعودة الأول، ومن ثم عودة الثاني، وكأن هذه المعاهد العلمية السياحية حقول تجارب! وفي سنوات زادت عن عقدين أدركت أسباب الخيبة في التعليم السياحي السوري، وقد وضعت أمام إحدى الإدارات حصيلة زياراتي إلى المعاهد السياحية في تونس للإفادة منها، فضاعت ولا أدري مصيرها!!
وكلما جاء مدير رأى أن رؤيته هي الخطة الدرسية، فيغير كما يشاء، يأتي آخر ليلغي ويضيف وهكذا تستمر اللعبة في الخطة الدرسية، فلم يبق أي طعم أو لون للخريج.
أحدهم لا يعلم، أو لا يريد أن يعلم لأسبابه الشخصية أن سورية في حرب، والأوضاع ليست في الوضع الأمثل، فيقوم بإلغاء مادة تخصصية لازمة، ويصمم على أن يكون الاختصاص البديل هو الدلالة فما المانع أن يكونا معاً ويختار الطالب؟ وطالب الدلالة، ماذا سيدرس؟
ومن المدرس الذي يصحبه في جولات في المحافظات السورية؟ وأين سيعمل الخريج، وفي أي جهة سيعمل، ولا وجود للجماعات السياحية والمكاتب؟ يريد صديقنا أن يخرج مجموعة من العاطلين من العمل! فهل تلحظ هذه القضايا قبل أن يفعل فعله في الخطة الدرسية للعام القادم.
حتى لا يكون ذلك الكلام ظلماً أو في الفراغ، إليك سيادة الوزير الخطة الدرسية لأكثر المعاهد عراقة في السياحة (ثقافة قومية، قانون، جغرافيا، إدارة، لغة عربية، تاريخ، لغة انكليزية، لغة فرنسية) وتحذف مادة المطبخ والمطعم بدل فصل المادة، وجعلها مادتين وإغنائها، وعند حذفها ماذا يبقى من تخصص السياحة والفندقة؟! علماً أن الإدارات المباشرة لهذه المعاهد تؤكد ضرورة وجود هذه المواد التخصصية.
لابد أن لدى الخبير إجابات مقنعة، وكلها تصب في مصلحة المعاهد الخاصة، وتسهم في تفريغ التعليم السياحي من جدواه.. لم يبق من السياحة إلا مؤسستها التعليمية فهل نسهم في إنهائها.. لا أظنك تقبل!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن