ثقافة وفن

معرض جماعي تحية وتكريم وشكر لمسيرة تشكيلية .. في لوحاته حديث للون والفكر والأسطورة والأيقونة … الدقر: جميل أن يكرم الإنسان وهو على قيد الحياة حتى يشعر بأن هناك جدوى من عمله

| سارة سلامة

عبر مسيرته الطويلة حقق بصمة واضحة يشهد له بها في الوسط التشكيلي السوري ولم تخل أعماله من الأساطير التي تحملنا إلى عوالم أكثر خيالاً وقداسةً وتفكيراً، حيث أسس الفنان أيمن الدقر مدرسة فنية خاصة تحمل الكثير من الثقافة والفكر والرقي واحترام عقل المتلقي من خلال مكونات عمله إن كان من ناحية الألوان والأفكار أم الإشارة إلى أساطير عريقة وأيقونات خالدة، وتكريماً لعطاءاته المثمرة أقامت جمعية شموع السلام معرضاً جماعياً بعنوان «تحية للفنان أيمن الدقر» بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة، وتلا الافتتاح ندوة مرافقة للمعرض على مسرح المركز بمشاركة الشاعر محمد منذر زريق والفنان موفق مخول، وإيقاع العود مع العازف نديم السالم.

مدرسة وهوية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض أن: «الفنان ينال خلال مسيرة حياته عدة شهادات تكريم وهي عبارة عن شكر ومن أهم المحطات أن يكرم الفنان في بلده وخلال حياته عن ثمرة تعبه وجهده، وهذا من مهام وزارة الثقافة التي تسعى جاهدة لتكريس صنوف الثقافة على اختلاف أنواعها، ومن أساليب نشر الثقافة تكريم المبدعين والشخصيات الفنية لكي تبقى كالمنارة وفي الوقت نفسه تشجيع الجيل الجديد والأجيال المتلاحقة على الحذو بها، أما اليوم وضمن هذه الفعالية فهي تعتبر تحية مجموعة من الفنانين إلى الفنان أيمن الدقر على مسيرته التي تمثل حالة إبداعية وذلك من جهة رسمية هي وزارة الثقافة وبين الفنانين الذين يمثلون أفراد المجتمع المحلي ونحن نشجع ونحرص على استمرار هذه التشاركية والتشابكية التي تهدف إلى استمرار مسيرة الفن والثقافة السورية الممتدة لأكثر من 10 آلاف عام، وأيمن فنان مبدع وقدم العديد من اللوحات الفنية خلال مسيرة طويلة وكان مثالاً لعدة مدارس فنية تطورت واختلفت خلال سني حياته ويشهد له بأنه ترك بصمة واضحة وأضحت لوحاته عبارة عن مدرسة وهوية ملازمة له».

التكريم مهم في حياتي
وقال الفنان أيمن الدقر إن: «هذا اليوم يعني لي الكثير ويبين لي قدر المحبة التي يكنها لي أصدقائي والناس من حولي وهو دليل على أن عملي الفني يعجبهم وجميل أن يكرم الإنسان وهو على قيد الحياة ليشعر أن هناك جدوى من عمله».

صاحب مدرسة فنية عريقة
وقال الشاعر محمد منذر زريق إن: «أيمن الدقر الذي ولد في دمشق 1954 هو مبدع سوري استثنائي يتمتع بالكثير من المواهب التي لا تقتصر على كونه فناناً تشكيلياً كبيراً، فأيمن ابن العائلة الدمشقية المثقفة التي قدمت العديد من وجوه المعرفة والثقافة المؤثرة في الحياة السورية، واكتشف والداه موهبته في الرسم مبكراً فأقام أول معرض فردي له عام 1967 عندما كان في المرحلة الإعدادية، ولكن مواهبه وإبداعاته الكثيرة لم تقف عند حدود الرسم فقد أتقن العزف على العود والكمان ولحن عام 1975 مسرحية من تأليفه وإخراجه شارك فيها الممثل الناشئ آنذاك سلوم حداد وعزف فيها الموسيقي عبد الهادي بقدونس».
وأضاف زريق إن: «أيمن كتب أيضاً للإذاعة والتلفزيون مسلسلات عدة أهمها المسلسل التلفزيوني (حارة المشرقة) الذي تميزت شارته بالأغنية التي كتبها الشاعر الراحل حسين حمزة ولحنها الدقر عام 1986، إضافة إلى هذا كان صحفياً مميزاً ورساماً كاريكاتيراً وعمل بالصحافة في دبي ودمشق وكان رئيس تحرير مجلة «أبيض وأسود» في دمشق وتميزت كتاباته بالوطنية والقوة والجرأة».
وبين زريق أنه: «وفي سنوات تولي الدقر مسؤوليات نقيب الفنانين التشكيليين في سورية قدم الكثير من الجهد والمكتسبات للفن التشكيلي السوري وحقق القرب من الناس عن طريق افتتاح العديد من الفروع وإقامة الملتقيات وتسمية عدة مدارس بأسماء الفنانين التشكيليين، كما له مساهمات كبيرة في البحث والعمل التوثيقي الموسوعي ومن أهم أعماله (فلسطين الأمس واليوم وغداً) الذي قدم فيه آلاف الوثائق النادرة والخرائط الدقيقة عن القضية الفلسطينية وكذلك قام بتوثيق آثار الحرب على سورية منذ بداية الهجمة الإرهابية عليها وحتى نهاية عام 2014، كما أن الدقر كفنان تشكيلي يعتبر صاحب مدرسة فنية عريقة تؤمن بالفن القوي الذي يحترم المشاهد ولا يؤمن بالمصادفات ورمي الألوان على السطوح البيضاء، فلوحته تحمل فكراً وتمكناً وثقافة عالية وقد التفت إلى روعة أعمالها وتألقها النقاد وكبار الفنانين الذين كتبوا عنه ومن أهمهم صديقه الراحل فاتح المدرس الذي تحدث كثيراً عن تميز الدقر وألوانه وفكره وخاصة في لوحاته المستوحاة من الأساطير السورية أو أيقوناته التي تتميز بكثير من الخصوصية».
ورأى زريق أن أهم ما يميز أعمال الدقر: «أصالتها فهي شرقية بامتياز وسورية بمفرداتها وأجوائها ودمشقية بروحها وهذا ما يتجلى بقوة في لوحاته التي استوحاها من شعر نزار قباني، وقد أقام الدقر خلال حياته الفنية الطويلة ثمانية معارض فردية وشارك في عشرات المعارض داخل القطر وخارجه وحصل على العديد من الجوائز من أهمها الجائزة الأولى للملصق السياسي في موسكو 1985، ومن أهم لوحاته الجدارية الضخمة في مستشفى (حاميش) بدمشق ولوحته الكبيرة التي جسد فيها أسباب العدوان على سورية ونتائجه وأشكاله، وأعماله مقتناة من جهات عامة وخاصة في العديد من الدول».

نعبر عن حبنا للآخر
وبدوره قال الفنان موفق مخول إن: «التكريم هو بمنزلة الشكر والامتنان للفنان الدقر وهذا من واجبنا جميعاً كفنانين أن يحب بعضنا بعضاً ويشكر بعضنا بعضاً وهذه المبادرة يجب أن تتكرر لنعبر فيها عن حبنا للآخر، وأيمن فنان له بصمة جميلة في الفن التشكيلي السوري ومتعدد المواهب فهو موسيقي وشاعر ورسام وصاحب لوحة جميلة وهو نقابي وقدم الكثير للفنانين».

أيمن الصديق والفنان
وقال الفنان جورج عشي إن: «أيمن صديق وفنان له بصمته في الفن التشكيلي السوري ويتميز بأسلوبه الفريد وأناته وصبره بالعمل والدقة الفائقة، وهذا ما يفتقده الكثير من الفنانين فهو يحترم نفسه ويحترم المتلقي، كما أنه إنسان عصامي وأكاديمي من الطراز الأول».

أيمن الدقر في سطور
حاصل على ليسانس في الفنون الجميلة من جامعة دمشق.
أمين سر مكتب الثقافة والفنون في قيادة اتحاد شبيبة الثورة.
رئيس المكتب الفني لدورة البحر المتوسط ١٩٨٧.
رئيس فرع دمشق لنقابة الفنون الجميلة ١٩٩٢.
عضو مجلس محافظة دمشق١٩٩٤.
أسس المهرجان الثقافي الأول لمحافظة دمشق مع السيد محافظ دمشق زهير التغلبي والإعلامية فاتن صبري ووضع نظام المهرجان ١٩٩٥.
رسام كاريكاتير في مجلة حياة الناس لقسم التحقيقات فيها ثم رئيس لها، الصادرة في دبي١٩٩٦
نقيب الفنانين التشكيليين السوريين ١٩٩٨.
مدير دار الأولى للنشر والتوزيع ٢٠٠١.
رئيس تحرير مجلة أبيض وأسود الأسبوعية السياسية السورية ٢٠٠٢.
عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر العروبة والمستقبل ٢٠١٠.
عضو مجلس أمناء دار الأسد للثقافة والفنون لدورتين متتاليتين.
عضو لجنة صياغة قانون الصحافة ٢٠٠٩.
عضو لجنة صياغة قانون الإعلام السوري ٢٠١١.
شارك في عدة لجان في محافظة دمشق والإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة ووزارة الثقافة والسياحة.

نشاطاته الفنية
حاز جائزة الملصق السياسي في مهرجان الشباب العالمي في موسكو١٩٨٥.
أقام معارض فردية وجماعية داخل القطر وخارجه.
حاز الجائزة الأولى في تصميم بعض الأوسمة العسكرية للجيش والقوات المسلحة منها: الذكرى الخامسة والعشرون لثورة الثامن من آذار (شارة رائد الفضاء السوري الرسمية)، وسام الصداقة والتعاون الذي منحه الرئيس حافظ الأسد لرواد الفضاء السوفييت إضافة إلى عدة أوسمة أخرى.
حاز الجائزة الأولى في تصميم وسام البطولة الذي منحته منظمة الشبيبة لأسر الشهداء الذين استشهدوا على يد عصابات الإخوان المسلمين١٩٨٣.
صمم لوحات التوضع الأرضي لدورة البحر الأبيض المتوسط١٩٨٧.
صمم عدداً كبيراً من أغلفة الكتب والمجلات السورية واللبنانية.
أقام معرضاً وثائقياً في دار الأوبرا حوى ٤٠٠ وثيقة تاريخية بعنوان (فلسطين اليوم وأمس وغداً).
كتب لحناً موسيقياً لمهرجان الأغنية السورية الأول ١٩٩٦بعنوان (يا سنين) من كلمات المرحوم الشاعر حسين حمزة.
كتب مسلسلاً إذاعياً من ١٥ حلقة بعنوان ( شلة العمر) تم تنفيذه في إذاعة دمشق٢٠١٤.
كتب قصة وسيناريو وحوار المسلسل التلفزيوني حارة المشرقة ٣٠ حلقة ٢٠١٥.
ومتفرغ حالياً للرسم والكتابة الدرامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن