رياضة

مدربون عاطلون

خالد عرنوس : 

في كرة القدم يتوقف اللاعب عن ممارسة هوايته أو عمله عند سنّ معينة فمهما بلغ من الحضور واللياقة والنجومية فلابد له من الاعتزال في الأربعين أو قبل ذلك بسنوات وبعضهم يضطر لأسباب مختلفة لترك محبوبته، وربما يتجاوز البعض الأربعين وهو مازال (يلاطش) هنا وهناك مترفعاً عن الاعتزال ولو لعب بالدرجات الدنيا ولنا في الإنكليزي ستانلي ماثيوس (قديماً) والبرازيلي ريفالدو (حالياً) خير مثال.
هذا على صعيد اللاعبين أما على صعيد المدربين فالأمر مختلف، فاللاعب قد يلعب في مستوى رفيع لعقدين في حين المدرب قد يبقى ثلاثة أو أربعة عقود وربما أكثر، فمن النادر أن نرى مدرباً يعتزل قبل السبعين ولو أشرف على أندية من الدرجات الدنيا، أو اتجه إلى تعليم الصغار أو الإشراف على مدارس كرة القدم في الأندية المعروفة أو في أكاديميات يأسسونها بأنفسهم.
من النادر أن نرى لاعباً عاطلاً قبل بلوغه الثلاثين لكننا بالمقابل نلاحظ أن هذا الأمر شائع في عالم المدربين فقد يبقى بعض المدربين موسماً أو أكثر بعيدين عن مزاولة مهنتهم حتى تأتيهم الفرصة للعودة إلى عملهم.
إلا أن الغريب أن نرى بعض الأسماء الكبيرة في عالم التدريب عاطلة، فهاهو أنشيلوتي أحد أنجح المدربين في العالم على مستوى الأندية من دون ناد أو فريق وهو الذي سبق له قيادة خمسة من أكبر الأندية الأوروبية وحقق معها إنجازات لافتة وآخرها إعادته الريـال إلى منصة التتويج بدوري أبطال أوروبا، ويعد أنشيلوتي من الأمثلة القليلة للنجاح لاعباً ومدرباً بعدما فاز بـ15 لقباً كلاعب و16 كمدرب.
ومن الأسماء الشهيرة أيضاً هناك هاينكس بطل أوروبا 2013 مع البايرن دون أن يشرف على أي فريق في الموسمين الأخيرين وهو أحد أبرز لاعبي غلادباخ ومدربه فيما بعد وقد أشرف على ريـال مدريد أيضاً وفي سجله 11 لقباً.
أما مواطنه يورغن كلوب فقد ترك دورتموند وانتظره الجميع مدرباً لأحد أندية أوروبا الكبيرة لكنه مازال دون عمل، ومن الأسماء التي غابت في الآونة الأخيرة خواندي راموس المدرب الذي أشرف على عدد من الأندية الإسبانية وآخرها الريـال قبل أن يتجه شرقاً نحو روسيا ثم أوكرانيا قبل أن تغيب أخباره.
إذاً من الممكن أن نرى مدربين يستريحون لموسم أو اثنين وقد فعلها غوارديولا ليبتعد عن الضغوط قبل أن يعود مدرباً للبايرن، لكن من الصعوبة أن نرى مدرباً يعتزل رسمياً وإن فعل فإن مجالات كثيرة تبقى في وسعه كالتحليل التلفزيوني والعمل كمستشار فني لاتحاد أو ناد أو كشاف للمواهب وكما يقول المثل العامي (يموت الزمار وأصابعه تلعب).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن