سورية

ميليشيات أنقرة وضعت العصي في طريق تنفيذه وقدمت تفسيراتها له! … الإرهابيون يخرقون «اتفاق إدلب» والجيش يرد

| حماة- محمد أحمد خبازي – دمشق- الوطن- وكالات

رد الجيش العربي السوري على خروقات الإرهابيين لـ«اتفاق إدلب»، في وقت ظهرت اعتراضات جديدة من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا على الاتفاق، وبدأت بتقديم تفسيرات لبنوده تتقاطع مع موقف تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي منه، وسط أنباء متضاربة حول انسحاب ميليشيا «فيلق الشام» من المنطقة منزوعة السلاح.
وفي التفاصيل، فقد خرق الإرهابيون المتمركزون في منطقة «خفض التصعيد» بريف إدلب الجنوبي الشرقي «اتفاق إدلب» صباح أمس بإطلاقهم 3 صواريخ على بلدة جورين بسهل الغاب الغربي، فسقطت بأراضيها الزراعية، فيما رد الجيش على مصادر إطلاقها بالأسلحة المناسبة.
ويعد هذا الخرق الثالث من نوعه الذي يرتكبه تنظيم «النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي منذ توقيع «اتفاق إدلب» في 15 الشهر الماضي.
وبيّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش دك بالمدفعية الثقيلة أيضاً تحركات لمجموعات إرهابية من «النصرة» في محيط اللطامنة بريف حماة الشمالي ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
وكشف المصدر ذاته لـ«الوطن»، أن ما يسمى «جيش العزة» رفض في بيان له تسيير دوريات روسية في مناطق سيطرة الإرهابيين بالمنطقة العازلة التي اتُفق عليها في سوتشي، وطالب بأن تكون المنطقة العازلة مناصفة بين المسلحين والجيش. وأوضح المصدر، أن أي خرق لـ«اتفاق إدلب» يقدم عليه الإرهابيون سيقابله الجيش بالنار وبتسديد ضربات نارية موجعة لهم في مختلف المحاور والمناطق.
في الأثناء، استهدف الجيش بصليات صاروخية ورمايات مدفعية مواقع الميليشيات المسلحة المتحالفة مع «النصرة» في محور كباني ومحيطها بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشرقي، وفق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. إلى ذلك، نظم أهالي مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي وقفة احتجاجية ضدّ ممارسات «النصرة»، وطالبوا بإخراج جميع المعتقلين في سجونها.
وعلى جبهة حلب، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن إرهابيين يتحصنون في منطقة الراشدين وحي جمعية الزهراء اعتدوا بعد منتصف ليلة الأحد بـ4 قذائف على أحياء مدينة حلب، سقطت اثنتان منها في شارع النيل وواحدة في شارع الأندلس بحي الخالدية وأخرى عند دوار النحاس، أدت جميعها إلى أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم.
إلى ذلك، قامت «هيئة تحرير الشام» الواجهة الجديدة لـ«النصرة» بتشكيل 3 تنظيمات رئيسية، بعد دمج عدَّة «كتائب وقطاعات» تابعة لها، وهم «جيش أبو بكر الصديق» المكوَّن من اندماج ميليشيات من مسلحي إدلب والبادية وحماة، و«جيش عمر بن الخطاب» المكون من ميليشيات حلب والغوطة والشرقية، وضمَّ الجيش الثالث، ميليشيات «الشام والحدود والساحل»، تحت مسمَّى «جيش عثمان بن عفان»، بحسب ما أوردت تنسيقيات المسلحين.
في الأثناء، ذكر الناطق باسم «فيلق الشام»، عمر حذيفة، في بيان، حول موقف «فيلق الشام» من «اتفاق إدلب» وفق وكالات معارضة أنه «لم يرد في بنود الاتفاق أي نصٍ يدل على ترك نقاط رباطنا على الجبهات وخطوط التماس مع العدو أو التراجع عنها أو ترك التحصينات التي عملنا عليها طوال الأشهر الماضية، ولم يتضمن إخلاء أي مقاتل من مقاتلينا منها، مع احتفاظنا في تلك المنطقة العازلة بكل ما يلزم لرد أي غدرٍ أو عدوانٍ من سلاحٍ متوسطٍ ومضاداتٍ للدروع ونحوها».
وأضاف «لن يكون هناك أي تسليم للسلاح ولم يطلبه منا أحد، وعادةً بل وغالباً ما يكون السلاح الثقيل في الخطوط الخلفية بالأصل، ولا يتم استقدامه إلا عند اشتعال المعارك، وهذا أمرٌ لا يختلف عليه اثنان ممن عنده أدنى معلومات عسكرية، في الوقت الذي سيملأ المنطقةَ نفسها الجنود الأتراك بسلاحهم الثقيل وعتادهم العسكري الكامل والتصدي لأي هجومٍ من النظام أن حصل».
وأشار حذيفة إلى أنه «لن يكون دخولٌ للعناصر الروسية إلى مناطق المسلحين أبداً، وهي نقطةٌ تمّ طرحها في حال الاشتباه بوجود سلاحٍ ثقيلٍ في مناطقهم، وبقيت هذه النقطة مثار خلاف يُعمل على البحث فيها ووضع حل يناسب الطرفين».
وحول دخول مؤسسات الدولة إلى مناطق وجود الميليشيات المسلحة، أكد أنه «خبرٌ عارٍ عن الصحة ولا أساس له ولا يمكن القبول به»، وأكد أنهم على «أتم الاستعداد لأي طارئ أو اعتداء، وعلى جاهزية تامةٍ لخوض المعارك».
جاءت تصريحات حذيفة بعد أن أكدت وسائل إعلامية معارضة أن «فيلق الشام» بدأ في سحب مسلحيه وأسلحته الثقيلة من المنطقة «منزوعة السلاح»، التي نص عليها «اتفاق إدلب».
كما نفى مصدر من «الجيش الحر»، وفق وكالات معارضة انسحاب «فيلق الشام» من بعض مواقعه في ريفي حلب الغربي والجنوبي، وبيّن أن «الفيلق لا يزال في مواقعه سواء بريف حلب الغربي أو الجنوبي، دون أي انسحاب أو تغيير في المواقع».
وجاء الحديث عن انسحاب «الفيلق» من المنطقة منزوعة السلاح بعد يوم من رفض «اتفاق إدلب» من قبل ميليشيا «جيش العزة» الموجود في ريف حماة الشمالي، وتزامن معه اجتماع بين «النصرة» وميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير».
ويشار، إلى أن «فيلق الشام» يتبع لـ«الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلتها تركيا من مرتزقتها في الشمال، ومما سبق يتضح مدى التمرد الذي تبديه الميليشيات على نظام أردوغان.
ونص «اتفاق إدلب» على إنشاء منطقة عازلة يتراوح عمقها بين 15 و20 كم، في مناطق عدة تمثل خطوط تماس بين الجيش من جهة، والمسلحين من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن