ثقافة وفن

تحدثت عن الموت قبل رحيلها بشهرين وغابت عن الأضواء منذ 4 أعوام … دينا هارون.. النجمة التي نثرت الحب والأمل والتفاؤل وخطفت الأضواء بجمالها وجاذبيتها

| وائل العدس

صارعت المرض وكادت تنتصر عليه، لكن القدر كان أقوى وأسرع، فخطفها الموت وهي بعمر الـ39 عاماً، بعدما باغتها هذا المرض اللعين من دون مقدمات، هكذا فجع الوسط الفني بوفاة النجمة دينا هارون الذي توفيت ظهر الإثنين الماضي، تاركة وراءها طفلها «كرم» ذا السنوات الثلاث ونصف السنة.
على مدار عشرين يوماً تقريباً، كان قسم العناية المركزة في مستشفى الأسد الجامعي بدمشق مقصداً لكل الفنانين السوريين، حيث غصت ساحة المستشفى يومياً بعدد كبير من المحبين للشد من آزر دينا في مواجهة المرض، وللوقوف إلى جانب شقيقتها تولاي التي عايشت مرض شقيقتها ورحلة العلاج لحظة بلحظة في اللاذقية ودمشق.
دينا لم تكن تشكو من شيء قبل أن تجري عملاً جراحياً باستئصال الزائدة الدودية في اللاذقية بعدما عانت آلاماً شديدة في البطن، لكن هذه الآلام لم تغب وعادت لتؤرق ليالي دينا التي حرمت من النوم لأيام كثيرة، وفجأة ساءت صحتها وتم نقلها إلى دمشق ليتبين هناك أنها مصابة بجرثومة خطيرة وأن أمعاءها متعفنة بالكامل، فتم استئصال القسم الأكبر منها، لكن الجرثومة انتقلت إلى الرئتين ثم الكليتين وإلى باقي أعضائها، وكانت تجد صعوبة في التنفس، ولذا كانت تخضع لما يسمى «المنفسة».
وبعكس ما تم نشره في بعض المواقع، فإن دينا لم تصب بمرض السرطان بتاتاً.
جمال وجاذبية

من يعرف دينا هارون، يدرك أنها كانت تمتلك شخصية طفولية وهادئة ومرحة في الوقت نفسه، استطاعت كسب محبة الجميع لأنها كانت تبادلهم المحبة والاحترام.
كانت ودودة ولطيفة وخفيفة الظل، تنثر الحب والأمل والتفاؤل أينما حلت، عدا أنها دائماً ما كانت تخطف الأضواء بجمالها وجاذبيتها.
تتمتع أيضاً بشخصية ناضجة وعاطفة متوقدة وتفكير متزن وإرادة قوية، وبهذه الصفات كانت تبعث لمن حولها رسائل إيجابية مفعمة بالرقة والطيبة والطمأنينة.
كان يطلق عليها لقب «باربي الشاشة» لملامحها الطفولية الجميلة.

عبر الفيسبوك
كان آخر ما كتبته هارون عبر صفحتها على الفيسبوك عزاء بوفاة والدة الممثلة جيني إسبر في الخامس عشر من شهر أيلول الماضي وكتبت: «الله يرحم والدة الصديقة الغالية جيني إسبر ويسكنها نعيم جناته يا رب… الصبر والعزاء لجيني ولكل أفراد العائلة.. البقاء لله»… فكانت معزية والآن بعد أقل من شهر يعزى بها.
وقبل ذلك في الأول من الشهر نفسه كانت مصابة بالكريب، فنشرت: أي كلن شهر ونص ومنصير بالشتا، كنت روق علي يازلمة حبكت معك هلأ.. فعلاً إنك تافه جداً.. «حوار عالهامش مع الكريب.. مو معقول شو بشع بهاد الوقت».. لكن الموت خطفها قبل قدوم فصل الشتاء.
لكن قبل وفاتها بشهرين تحدثت عن الموت إذ كتبت: «يهم الموت، فينهض، ثم يبدأ بالقدوم إلينا، من هناك وببطء، نشعر به، فينتابنا الشعور بأننا نريد فعل كل شيء وأي شيء، نسرع، فيسرع أكثر، ننظر إليه، يتوقف، وعند أول رفة عين، يخطفنا، الحياة مرة واحدة فقط، أطلق سراح روحك قبل فوات الأوان، صباح الجنون يا عاقلين».
خلال أواخر العام الماضي قررت الابتعاد كلياً عن مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الشعور ببعض الهدوء والراحة والابتعاد عن الضوضاء والأضواء في الفترة المقبلة، وأكدت أن الغياب لن يطول، وإنما ستعود حينما تشعر بالسلام الداخلي والهدوء والطمأنينة وراحة البال.

في الدراما
درامياً، انطلقت هارون بمشوارها الفني عبر مسلسل «حديث المرايا» عام 2000، وبعدها أصبحت وجهاً دائم الحضور في هذه السلسلة فحضرت في «مرايا 2004» و«أحلى المرايا» و«عشنا وشفنا» و«مرايا 2006».
شاركت في ما يقارب خمسين مسلسلاً، منها: «أشواك ناعمة» و«سقف العالم» و«سيد العشاق» و«أسياد المال» و«وحوش وسبايا» و«قاع المدينة» و«طريق النحل» و«الخبز الحرام» و«ما ملكت أيمانكم» و«تعب المشوار» و«كشف الأقنعة»، أما آخر عمل ظهرت من خلاله فكان مسلسل «الحب كله» وتحديداً في خماسية «استعداداً للرحيل» عام 2014.
غابت عن الأضواء أربعة أعوام لأنها لم تقتنع بالعروض المقدمة، مفضلة الجلوس بالمنزل على تقديم شيء لا يليق بالأدوار التي قدمتها سابقاً، مشيرة إلى أنها تغيب بإرادتها الشخصية بسبب عدم اقتناعها بنوعية الأدوار المقدمة من جهة، ولتفرغها لعائلتها وتجارتها من جهة أخرى.
ومنذ أشهر، كانت قد كشفت أنها تتحضر لخوض تجربة في الدراما المصرية هي الرابعة هناك.

عزاء إلكتروني
فور إعلان نبأ الوفاة، تهافت الفنانون السوريون من ممثلين ومخرجين وكتّاب إلى تقديم واجب العزاء ونشر عبارات الرثاء عبر مواقع التواصل، وهذا أهم ما جاء فيها:
سلاف فواخرجي: قبل كم يوم عيونك كان كلهم أمل، وأنت عم تشدي على إيدي ومصرة تعيشي وعم تقولي كل الوقت يارب، يارب، يارب.. الرب يكون معك حبيبتي وإن شاء اللـه تكوني بمطرح أحسن، والله يصبر ابنك وأهلك ومحبيك.
سوزان نجم الدين: فاجعة كبيرة رحيلك المبكر يا دينا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
حسن م يوسف: رحيل الفنانة الرقيقة دينا هارون خسارة كبيرة لشاشتنا الوطنية وللفن السوري والعربي، للفقيدة الرحمة ولذويها ومحبي فنها أحر التعازي القلبية.
صفاء سلطان: اللـه معك يارفيقتي… رحتي لعند يلي أحن من عباده عليكِ.. دينا رفيقة أول الدرب ورح تضل روحك معي لأخره.. كنت بدي تستني بس يوم واحد لخبرك شو صار معي وأنه الفيلم يلي انعرض بالإسكندرية أخد جائزة وسيف ترحم عليكي قدام كل الناس بالمهرجان، يعني اسمك زين النجاح الي حصدناه، ياريت كنتي بس لليوم لحتى تفرحيلي وتباركيلي متل العادة، رح اشتاق لضحكتك يلي من قلبك ويلي ما بتضحكيها إلا معي… لروحك الرحمة ولروحنا كلنا من بعدك الصبر والسلوان.
نور شيشكلي: يادينا.. الحياة قصيرة كتير.. أقصر مما نتخيل.. أقصر من محاولاتنا البقاء.. أصحاب القلوب البيضاء أمثالك لا يرحلون.. لا يرحلون، كل الأشياء تموت ووحده الفن يبقى.
ديمة الجندي: كسرتي قلبنا يا دينا، كتير بكرتي يا روحي، اللـه يرحمك ويصبّر عيلتك وأهلك وأحبابك.. لروحك السلام.
جيني إسبر: يا دينا الطيبة، يادينا المحبة، يا دينا الحلوة بكلشي، رحتي بكير دندونة كان عندك لسه كتير أحلام.. يا دندون، إن شاء اللـه رحتي لمكان أحسن مِن هون لمكان كلو حب.. رفيقتي الغالية رح اشتقلك ماعم صدق إني عّم اكتبلك هالكلام… اللـه يرحمك.
محمد قنوع: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، دينا هارون في ذمة الله، وداعاً.
مصطفى الخاني: دائماً كلياتنا منردد (الموت مابيعرف كبير أو صغير)، بس بنفس الوقت ما منتوقع انو ينطبق هالشي علينا أو انو يخطف شخص عزيز علينا مانو كبير بالعمر، دينا هارون الرحمة لروحك الطيبة.
يزن السيد: اللـه يرحمك ويجعل مثواكي الجنة، خبر ماعم بقدر صدقه ماني عرفان شو اكتب، اللـه يرحمك ويصبر أهلك.
ريم عبد العزيز: بكير يادينا ياحبيبتي.. لا إله إلا الله، اللـه يرحمك ياحبيبتي ويصبرنا ع غيابك، سلمي ع رندة مرعشلي صديقتنا، ماعم صدق… بكير كتير يا حبيبتي.
حازم شريف: كتير بكير يادينا، والله الحياة مو حلوة من دون شخص طيب متلك وحرام نخسرك بهي السرعة، ما في كلام يوصف أنا شو حاسس، اللـه يرحمك ويصبر الكل على فراقك.
سحر فوزي: وداعاً دينا بكرتي كتير البقاء لله.
أمل عرفة: بكرتي.. حسبي اللـه ونعم الوكيل، البقاء لله، تعازيي الحارة لأهلك وحبابك وابنك.
خالد القيش: وداعاً… زميلتنا دينا هارون في ذمة الله… تعازي القلبية لعائلتها… ولكل محبيها.
سيف الدين سبيعي: له يا دينا له… والله بكير… والله بكير.
مها المصري: إنا لله وإنا إليه راجعون، دينا هارون في ذمة الله، اللـه يرحمك ويجعل مثواكي الجنة، خبر صادم كان عنا أمل أنك تتحسني وتتخطي هالأزمة بس شاء اللـه وما قدر فعل، اللـه معك يا حلوة مارح ننساكي والله يصبرك ياتولاي ويصبر عيلتك ومحبينك.
علي سكر: اللـه يرحمك ويجعل مثواكي الجنة ويصبر أهلك وحبابك.. ما في كلام… اللـه يرحمك.
علاء قاسم: هذه الأرض لا تليق بالنبلاء.. لروحك الرحمة والسلام ولترقدي في عليائك بسلام.
صفاء رقماني: خبر محزن جداً ومؤلم، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللـه يرحمك ويصبر أهلك، البقاء لله.
سوسن ميخائيل: الرحمة لروحك دينا، رح تبقي بقلوبنا.
ميسون أبو أسعد: لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللـه يرحمك يا دينا ويجعل مثواكي الجنة ويصبر أهلك وحبابك.
آمال سعد الدين: اللـه جاب والله أخد، دينا هارون أخت الصديقة تولاي في ذمة الله، اللـه يرحمها.
ليليا الأطرش: يا لطيف على هالخبر شو بشع، وحتي بكير كتير دينا ما عم صدق ياربي، اللـه يرحمك ويصبر عيلتك ومحبينك.. قدّر اللـه وما شاء فعل البقاء لله.
تولين البكري: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللـه يرحمك يا دينا ويصبر قلبك يا تولاي.
نور عرقوسي: ما أقساك يا موت وما أبشعك، الرحمة لروحك الطاهرة دينا هارون، ربي يصبر أهلك ومحبينك وابنك.
هالة القصير: اللـه يرحمك… بكرتي كتير يا دينا، اللـه يصبر أهلك ومحبينك.
ميلاد يوسف: وداعاً أيتها الصديقة الجميلة دينا هارون.
كندا حنا: اللـه يرحم روحك الطيبة، ليكن ذكرها مؤبداً.
جيهان عبد العظيم: أنا بوضع ما فيني أكتب شعراً ولا نثراً، بس ما كنت بعرف غلاتك عندي غير بهاللحظة، وما في شي مصبرني غير دموعي اللـه يرحمك يا ملاك.
شكران مرتجى: وهي كسرة جديدة للقلب، وهي غالية راحت من الدرب، دينا حبيبتي اللـه معك وقدر اللـه وما شاء فعل، حسبي اللـه ونعم الوكيل.
نسرين طافش: دينا هارون في ذمة الله، السلام لروحها الطيبة والعزاء والصبر لقلب العزيزة تولاي هارون ولكل أسرة الفقيدة.
أريج خضور: السلام لروحك ويصبر قلبك يا تولاي وقلب أهلك.
فراس إبراهيم: صعقني هذا الرحيل المفاجئ يا دينا، عرفتك تلك الطفلة الصغيرة الجميلة التي كانت ترافق أختها الكبيرة تولاي إلى التصوير، ورغم أني خبرتُك فيما بعد كصديقة وشريكة لي كممثلة في العديد من الأعمال إلا أني لم أنس تلك الطفلة التي احتفظتِ بها في داخلك حتى بعد أن أصبحت أمّاً لطفل جميل كالقمر، المصاب أليم جداً، رحمك اللـه وأعان أهلك وأحبابك وأصدقاءك على هذا الغياب الصاعق، البقاء لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عاصم حواط: وداعاً صديقتي الغالية دينا هارون.. لروحك الرحمة والسلام ولنا الصبر والسلوان.
مازن عباس: لم أستطع أن أفعل لك شيئاً سوى أنني رسمت على وجهك ابتسامة في آخر مرة شفتك، علك يا دينا تبتسمين في مكان أفضل، السلام لروحك ولأهلك وأحبابك الصبر والسلوان.
تامر إسحق: بكرتي كتير دينا.. ضيعانك.. قدر اللـه وما شاء فعل.
محمد حداقي: الرحمة لروحك الطاهرة والعزاء لنا ولكل من عرفك ستبقين دائماً حاضرة في البال.
تيم حسن:«رحمة اللـه على دينا هارون تعازيّ لتولاي هارون ولعائلتهما الكريمة اللـه يعينكم ويصبركم إنا لله وإنا إليه راجعون».

واجب العزاء
لتقديم واجب العزاء للرجال والنساء، تم تحديد يومي الجمعة والسبت المقبلين في صالة دار السعادة بحي المزة في دمشق، من السادسة وحتى التاسعة مساءً.
وقبل ذلك استقبلت عائلة الفنانة الراحلة المعزين في منزلها في اللاذقية في طريق المستودعات – بناء السلام، بدءاً من يوم أمس وحتى يوم غد من الخامسة وحتى الثامنة مساءً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن