شؤون محلية

تأهيل مشافي دير الزور يحتاج إلى المبالغ لم يتم رصدها … العبيد: الوضع الصحي للمحافظة مقبل على اختناقات دون مشافٍ

| عبد المنعم مسعود

يبدو الحديث عن قطاعات الصحة والمياه وتأهيل البنى التحتية وإعادة إعمار الأحياء المهدمة مرتبطاً لدى أغلب مسؤولي مدينة دير الزور بانتظار مبادرات من المنظمات الدولية كالصحة العالمية وغيرها.
واقع القطاع الصحي في المحافظة يتجه نحو اختناقات في قادم الأيام في ظل الجمود الذي يطال القطاع الصحي في المحافظة بعد عام من تحريرها والذي تزامن مع عودة أكثر من مليون من أبنائها.
مدير صحة محافظة دير الزور عبد نجم العبيد أكد أنه حتى الآن لا يوجد أي بوادر من وزارة الصحة باتجاه تأهيل مشافي الريف أو المدينة خصوصاً أن المحافظة تعتمد على مشفى واحد هو مشفى الأسد في مدينة دير الزور وأن بعض الحالات تقطع مسافة أكثر من 100 كيلومتر للوصول للمشفى في ظل عدم وجود مشاف في أرياف المحافظة لا بل إن هناك حالات كثيرة لا يمكن معالجتها أو إجراء عملياتها الجراحية في المشفى ما يستدعي بأصحابها السفر إلى مشافي دمشق ناهيك عن قلة الأطباء التي تعاني منها المشفى وخصوصا في بعض الاختصاصات.
وبيّن العبيد أن البدء اليوم بالعمل على إعادة تأهيل أي مشفى في المحافظة يحتاج إلى وقت من سنة إلى سنتين بالحد الأدنى لذلك فإن الإبقاء على الوضع الحالي في ظل تزايد أعداد العائدين إلى المحافظة والذي تجاوز المليون سيعني نقصاً في التغطية الصحية واختناقاً في إمكانية تقديم الخدمات الصحية.
وكشف العبيد عن طرح لإعادة تأهيل المشفى الوطني في البوكمال مشيراً إلى أن هناك من يرى أنه يحتاج إلى اعتمادات تصل إلى ملياري ليرة وهذه الاعتمادات غير متوافرة في الوقت الحالي أما المشفى الوطني بمدينة الميادين فيحتاج من 400-500 مليون. على حين إن مشفى الطب الحديث بالميادين مدمر ومشفى الأطفال والتوليد إضافة إلى مشفى الفرات بمدينة دير الزور أيضاً.
ورأى العبيد أن انتظار المنظمات الدولية لن يجدي نفعا وتحويل مراكز صحية إلى مشاف إسعافية غير ممكن لأن وجود المشفى حتى وإن كان إسعافياً فيعني تقديم كافة الخدمات لذلك فان الحل يكون بتقديم إمكانات للقطاع الصحي وخصوصاً على صعيد إعادة المشافي.
بدوره مدير الأبنية في وزارة الصحة محمد إبراهيم في تصريح خاص لـ«الوطن» قال إن أضرار المشفى الوطني بمدينة الميادين اخف منها في مشفى الطب الحديث إلا أن المشفى قديم وأخذ قرار منذ عام 1996 بهدمه وبناء مشفى جديد مكانه لذلك فإن الاتجاه حالياً نحو إعادة مشفى الطب الحديث بالمدينة وهناك اتجاه نحو منظمة الصحة العالمية للقيام بهذه المهمة والمسألة مازالت في طور الحديث وإذا أصبح ذلك وارداً فسيتم إعطاء الموافقات اللازمة.
وأكد إبراهيم أن المشفى الوطني بمدينة البوكمال متضرر بشكل كبير وتحتاج إعادته إلى مبالغ كبيرة لذلك فإن الاتجاه للبحث عن مكان يصلح أن يصبح مشفى إسعافياً أو بالأحرى غرفة ضماد تقوم على استقبال الحالات الساخنة ومعالجتها بحيث تتحول إلى حالة باردة يستطيع صاحبها الوصول إلى دير الزور مبيناً أن فريقاً من الوزارة ذهب للكشف على المركز الصحي بالبوكمال إذا كان يصلح أن يكون مشفى إسعافياً وإذا تم الأمر ونجحت الفكرة فسيتم تعميمها على كافة مناطق القطر التي تحتاج إلى مشاف.
ولفت إبراهيم إلى أن كافة المراكز الصحية تمت دراستها بدير الزور وان نصيب منظمة الصحة العالمية بلغ 14 مركزاً ستقوم بتأهيلها وبانتظار التأكيد النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن