عربي ودولي

الشرطة التركية تجد دليلاً على مقتله داخل قنصلية بلاده … السعودية تستعد للاعتراف بمقتل خاشقجي

بينما قالت محطة (سي. إن. إن) الأميركية إن السعودية تستعد للاعتراف بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي خلال تحقيق سار على نحو خاطئ، أفادت «وكالة أسوشيتد برس» الأميركية نقلاً عن مسؤول تركي، أمس، بأن الشرطة وجدت دليلاً على مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول، في وقت اجتمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس لبحث اختفاء خاشقجي.
وبعد اجتماعه مع الملك السعودي التقى بومبيو مع وزير الخارجية السعودية عادل الجبير كما التقى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقالت وزارة الخارجية الأميركية: إن بومبيو عبر مجدداً عن قلق بلاده إزاء اختفاء خاشقجي خلال اجتماعه مع الجبير.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان: «كرر الوزير قلق الولايات المتحدة إزاء اختفاء خاشقجي» خلال اجتماعه بوزير الخارجية السعودي.
هذا وترأس الملك السعودي اجتماعاً لمجلس الوزراء لبحث قضية اختفاء خاشقجي.
وأكد مجلس الوزراء السعودي أن المملكة ملتزمة بأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية.
وقال شهود من رويترز: إن محققين أتراكاً دخلوا القنصلية السعودية في اسطنبول خلال الليل، وهي آخر مكان شوهد عنده خاشقجي قبل اختفائه في الثاني من تشرين الأول، لأول مرة وفتشوا المكان لمدة تجاوزت تسع ساعات.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز: «فتش محققو الجرائم الأتراك القنصلية وأخذوا الأشياء التي يرون أنها ضرورية». وكان أقر في وقت سابق بصعوبة جمع أدلة بعد 13 يوماً من اختفاء خاشقجي.
وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية: إن الشرطة ستفتش القنصلية ثانية يوم الثلاثاء كما ستفتش مقر القنصل الذي ذكر التلفزيون التركي من قبل أنه قد يكون له صلة باختفاء خاشقجي.
وأثناء حديثه للصحفيين في البرلمان أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتمال إعادة طلاء بعض أجزاء القنصلية.
وأضاف: «يبحث التحقيق في العديد من الأمور مثل وجود مواد سامة وهذه المواد أزيلت عن طريق إعادة طلائها».
وأثناء التفتيش يوم الإثنين، قالت محطة (سي. إن. إن): إن السعودية تستعد للاعتراف بمقتل خاشقجي خلال تحقيق سار على نحو خاطئ بعدما ظلت تنفي على مدى أسبوعين أنه ليس لها أي دور في اختفائه.
ونقلت نيويورك تايمز عن شخص مطلع على الخطط السعودية قوله: إن ولي العهد وافق على استجواب خاشقجي أو خطفه. وقالت الصحيفة إن الحكومة السعودية ستحمي ولي العهد بإلقاء اللوم على مسؤول مخابرات فيما يتعلق بالعملية التي سارت على نحو خاطئ.
بينما قال وزير الخارجية التركي: إن أنقرة لم «تتسلم اعترافاً» من السعودية بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
كما أعلن أن بلاده لن تفرض أي قيود على الدبلوماسيين السعوديين في الأراضي التركية على خلفية اختفاء خاشقجي.
من جهتها طالبت مفوضة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشليه برفع الحصانة عن المقار الدبلوماسية والمسؤولين السعوديين بما يسهم في إجراء تحقيق محايد في قضية اختفاء خاشقجي.
في غضون ذلك رجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يكون الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد قتل على أيدي «قتلة مارقين»، ما أثار انتقادات لاذعة في بعض الأوساط السياسية في واشنطن.
وكتب العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي كريس مورفي، عبر تويتر: «بعد سماعهم عن وجود نظرية «القتلة المارقين» السخيفة، سيسير السعوديون وراءها».
وأضاف: «لقد تمكنوا بشكل استثنائي للغاية من تجنيد رئيس الولايات المتحدة كموظف لعلاقاتهم العامة لإطلاق هذه الفرضية».
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن كثيرين بين المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين يعتقدون أن مقتل خاشقجي المحتمل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول ما كان سيحدث «لولا الضوء الأخضر من كبار أعضاء الأسرة الملكية في الرياض».
وحسب الصحيفة، فإنه حتى لو جاء مقتل خاشقجي «بالخطأ» تثير هذه القضية غضباً شديداً في واشنطن، حيث تزداد في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء مشاعر العداء تجاه الرياض.
ويعتبر المنتقدون أن ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر قدما دعماً أعمى لسياسات السعودية في المنطقة، لاسيما في اليمن، إضافة إلى تعويلهما المفرط على الرياض في تحقيق أهداف واشنطن فيما يتعلق بمواجهة طهران وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن