سورية

بحثاً عن مبرر لاستمرارهما.. «قسد» و«التحالف» يماطلان في اجتثاث داعش

| الوطن- وكالات

أعلنت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أن «العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في الجيب الأخير الذي يتحصن به في ريف دير الزور الشرقي «ستستغرق وقتاً أطول من المتوقّع»، الأمر الذي اعتبره مراقبون «مماطلة» من «قسد» و«التحالف الدولي» المزعوم لإبقاء الوضع على ما هو عليه في شمال وشمال شرق سورية.
وتواصل القتال بوتيرة متفاوتة العنف أمس بين «قسد» من جهة، وداعش من جهة أخرى، في محيط وأطراف جيب منطقة هجين الخاضعة لسيطرة التنظيم بالريف الشرقي لدير الزور، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
ولفت «المرصد» إلى أن مسلحي «قسد» غادروا منطقة حقل التنك النفطي، إلى منطقة الباغوز الواقعة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، مع تحسن الأحوال الجوية، بالتزامن مع وصول تعزيزات مؤلفة من قوات النخبة في «قسد»، والذين يعتبرون المجموعات الأفضل داخل هذه «القوات»، قادمة من منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وكشف أن «التحالف» عمد لسحب قاعدة متنقلة أقامها في منطقة البحرة القريبة من هجين في نيسان الماضي وأعادها إلى قاعدة العمر الواقعة في حقل العمر النفطي، وجرى نقل المعدات والآليات والعربات إلى الوجهة ذاتها، وذلك بسبب تعرضها لهجمات متتالية من داعش عبر استهدافها بقذائف الهاون أو بالآليات المفخخة، إلا أن طائرات «التحالف» كانت تستهدفها قبل تمكنها من الوصول إلى القاعدة المتواجدة في منطقة البحرة وفق «المرصد».
وفي 11 أيلول الماضي، أعلنت «قسد» بدء المرحلة الأخيرة مما سمته معركة «عاصفة الجزيرة» للسيطرة على الجيب الأخير للتنظيم شرق دير الزور، والتي أدت لقتلى وجرحى من الطرفين وسط نزوح جماعي للمدنيين، إلا أنها لم تحرز تقدماً ملموساً رغم مشاركة قوات من «التحالف» إلى جانبها في المعركة، وهو ما اعتبره مراقبون «مماطلة من قسد والتحالف».
وأوضح المراقبون أن «قسد» و«التحالف» يتواجدان حالياً في شمال وشمال شرق سورية بزعم مكافحة تنظيم داعش، ويعتقدان أنه طالما تواجد داعش فمبرر وجودهما موجود، ولذلك لا تبديان جدية في محاربة التنظيم، وتشتغلان انشغال الجيش العربي السوري في إدلب حالياً.
وأكدت دمشق مؤخراً أن الوجهة المقبلة للجيش بعد إدلب، ستكون المنطقة الشرقية. وقال أحد متزعمي «قسد» ريدور خليل في تصريحات صحفية، إن «العمليات العسكرية في هجين ستستغرق وقتاً أطول من المتوقّع».
وادعى أن «داعش يستفيد كثيراً من الظروف المناخيّة، بما في ذلك العواصف الرملية»، مشيراً إلى أن «ذلك ساعدهم على الفرار من طائرات الاستطلاع ووسائل مراقبة أخرى».
ووفقاً لـ«قسد»، يتحصّن نحو ثلاثة آلاف داعشي في منطقة هجين.
وأوضح خليل أن هؤلاء «حفروا خنادق وأقاموا عوائق ووضعوا متفجّرات» وهو ما يعوق تقدّم «قسد»، وفق زعمه، لافتاً إلى أن معظم الجهاديين هم من الأجانب.
في الغضون، ذكر «المرصد» أن داعش فرز المخطوفين من العوائل الـ130 التي اختطفها في 12 الشهر الجاري من مخيم البحرة، مبيناً أن التنظيم فصل النساء منهم، وعددهن 90، عن بقية المخطوفين، من الأطفال والرجال، مع إخضاع الجميع للتحقيق والاستجواب، وسط مخاوف على حياتهم من قيام التنظيم بتنفيذ عمليات إعدام جماعية أو فردية بحقهن أو بحق المخطوفين الآخرين من رجال وأطفال بعد إعدامه الآلاف خلال السنوات الفائتة.
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو خلال استضافته في الاجتماع الصباحي لمحرري وكالة «الأناضول» في أنقرة: «ليتنا تمكنا من التوجه إلى الرقة والتواجد هناك، ستتبين أهمية ذلك أكثر بعد 3 أو 5 سنوات»، في إشارة لرغبته باجتثاث «قسد» من الرقة، بعدما ذكر أن الجيش التركي تمكن خلال الفترة الماضية من «تحييد 371 من كبار عناصر منظمة «(حزب العمال الكردستاني) بي كا كا الإرهابية في تركيا».
وتعتبر تركيا وحدات «حماية الشعب الكردية» الجناح العسكري لـحزب «العمال الكردستاني» وتصنفهما كـ«منظمة إرهابية».
وفي الرقة اعتقلت قوات تابعة لـ«وحدات الحماية» شخصين قرب بلدة حزيمة شمال مدينة الرقة، بتهمة «تهريب السلاح والمخدرات»، وفقاً لمواقع إلكترونية معارضة أوضحت أن «قوات مكافحة الإرهاب» (HAT) التابعة لـ«الوحدات» داهمت خيماً عشوائية ليل الثلاثاء- الأربعاء، قرب بلدة حزيمة للقبض على المتهمين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن