رياضة

كشف حساب جزئي لأندية تجمّع الحسكة … مستويات طابقية وهموم تقليدية وتراكمات بالجملة

| الحسكة- دحام السلطان

اختتمت حلقات الجزء الأول من مسلسل تجمّع دوري أندية الدرجة الأولى في مجموعته الأولى، التي استضافتها ملاعب تشرين بمدينة الحسكة وجرت المنافسة فيها بين أندية المحافظة على طريقة «أهلية بمحلية» من حيث هوية وجغرافية الفرق المتنافسة وطواقم الحكام والمراقبين، وبالنتيجة التي جاءت منطقية بعض الشيء وغياب عنصر المفاجأة، ولم تسفر الحالة الفنية لمعظم الفرق للمسات يُشار إليها بالبنان، التي من المفترض أنها قد تثير الانتباه من حيث الارتقاء بالمستوى العام واللعب الجماعي التي اختلف فيها تكتيك كل فريق فيها أيضاً من مباراة إلى أخرى.

مستويات طابقية
مستويات الفرق الأربعة التي تنافست على التربّع والجلوس في كرسي «الوجاهة» الأول، قد جاءت منطقية وطابقية فوضعت الاسمين التقليديين اللذين يمثلان واجهة كرة القدم في محافظة الحسكة، «الجزيرة» صاحب الأرض والجمهور وظروف التفوّق، و«الجهاد» الهابط حديثاً من مصاف أندية الدوري الممتاز في طابق واحد، فحل الجزيرة أولاً برصيد سبع نقاط متفوقاً على نظيره الجهاد بفارق نقطتين اثنتين، ووضعت بطل تجمّع الموسم الماضي نادي «عامودا» في الطابق الثاني، واكتفى نادي «الخابور» بموقع الطابق الثالث والأخير من مبنى المنافسة، لذلك فإن الظروف المالية التي جاءت بالدرجة الأولى، ولاسيما المرتبطة بنادي الخابور كلها أثرت على تحضير واستعداد الفرق في ظل واقع اليوم، التي استطاعت تلك الظروف أن تمحو وتزيل البدائل التقليدية والعناوين الدامغة لها إلى الأبد، حيث كانت مرتبطة سابقاً بعمليات الانتماء والولاء والوفاء للقميص، لدى معظم الأندية وعلى رأسهم نادي الجزيرة المطلوب منه بالدرجة الأولى، أن يبصم في الدوري بقوة ودون قيد أو شرط! قبل أن تنقرض وتموت كل مسميات تلك العمليات وتصبح من الماضي!

تعقيدات إجرائية
في الجانب الآخر والمهم الذي ينبغي الوقوف عنده، وهو الذي ارتبط بواقع مرير، أثقل كاهل الأندية وإداراتها بتعقيدات وإرباكات إجرائية لدى معظمها، التي وقعت نتيجة لذلك في إشكالات وفروقات إدارية فوق مستواها وقدرتها وإراداتها، ما أدى لأن تقف تلك الإدارات عاجزة أمام تلك الإجراءات التي قصمت ظهرها، نتيجة لعدم السماح لمعظم لاعبي تلك الأندية المشاركة مع أنديتها الأم في الدوري الحالي، لارتباط أولئك اللاعبين بالورقة والقلم مع فرق محلية غير رسمية، وقيام من هو قائم على تلك الفرق بمنع اللاعبين من الالتحاق بالأندية الرسمية المشاركة في تجمّع دوري الحسكة! وهذا كله قلب الموازين رأساً على عقب وأثّر على الرتم الفني العام لبعض الفرق وعلى مستوى التجمّع بشكل عام أيضاً، أي إنه بحيث لو تسنى لنصف أولئك اللاعبين المشاركة مع ناديي عامودا أو الجهاد على سبيل الذكر لا الحصر، لكان لحيثيات تجمّع الحسكة منحى وكلام آخر من حيث النتائج والتصنيف والتوصيف وتراتبية الطوابق!؟
جردة حساب
الجزيرة كان الأكثر ظهوراً وحضوراً في المنافسة من حيث معطيات التفوّق لاسيما الأسماء التي كان يمتلكها داخل الملعب وعلى دكة البدلاء، ومن حيث الطاقم الفني أيضاً وكثافته العددية المشرف على الفريق، فكان منذ البداية فرس الرهان في المجموعة التي أخذ من فرقها 7 نقاط بجدارة من تعادل إيجابي مع الجهاد وفوزين على عامودا والخابور فاستحق صدارة الذهاب ولقب أفضل خط هجوم بين الفرق برصيد 8 أهداف.
وحل الجهاد بمركز الوصيف الذي خيّب الآمال ولم يظهر بالمستوى المرجو منه قياساً لمستواه الذي ظهر عليه في الدوري الممتاز ومسابقة الكأس الماضية، وعلى الرغم من أنه خطف نقطة مهمة من الجزيرة في أرضه في اللقاء الأول تساوي ذهباً لكن العبرة في الخواتيم، قبل أن يكتفي بهذا المركز ويتأخر بفارق نقطتين عن الجزيرة، من فوز على الخابور وتعادل إيجابي مع عامودا، علماً أنه امتلك أفضل خط ظهر في التجمّع، لأنه لم يتلق سوى هدفين فقط! ويأتي الدور على عامودا الذي حل بالمركز الثالث برصيد 4 نقاط، من فوز على الخابور وتعادل مع الجهاد.
ويعتبر عامودا الفريق الذي قلب الطاولة على الجهاد بفرملته وانتزاع ورقة الصدارة منه، ومن ثم خلط أوراق المجموعة، على الرغم من أنه لم يظهر بالشكل المطلوب باعتباره بطل تجمّع سابقاً ويمتلك بعض عناصر جيدة في الخط الأمامي له، مع وجود مدربه الكابتن عبد الرحمن إسماعيل الذي عُرف بهدوئه وقراءته الجيدة لكل لقاء لعبه فريقه، لاسيما الذي جمعه والجهاد، ويبقى الخابور الذي حل بالمركز الأخير دون نقاط ولا هوية ولا عنوان، وهو الفريق الذي يعيش ظروفاً قاهرة جداً لا تمكّنه من الدخول حتى في اسم المنافسة ولجميع الظروف، على الرغم من أنه النادي الذي قدم ولا يزال يقدم أفضل الكوادر الكروية للأندية السورية، وحقيقة تعتبر مشاركته في التجمع إنجازاً بحد ذاته لفريق استحق المباركة والتصفيق المعنوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن