سورية

ناشطون هولنديون وبلجيكيون يلتقون مفتي الجمهورية ومعاون وزير الخارجية ووزيرة الشؤون الاجتماعية

تواصل العديد من جماعات الناشطين والإعلاميين والمثقفين من العديد من الدول محاولتها التعرف على حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بعيداً عن زيف الإعلام والمعادلات السياسية، فبعد وفود من فرنسا وأميركا وتونس مصر وغيرها، التقى وفد من الناشطين السياسيين البلجيكيين والهولنديين واللجنة الوطنية للمغتربين السوريين في هولندا خلال زيارة لهم إلى سورية بعدد من المسؤولين السوريين أمس، مؤكدين أن الصورة المرسومة عن سورية في الخارج مختلفة عن الواقع الذي لمسوه خلال زياراتهم، مبدين تفهمهم لحقيقة ما يحصل في سورية وتضامنهم الكامل مع الشعب السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري. وبدأت جولة زيارات الوفد أمس بلقاء معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، حيث قدم سوسان خلال اللقاء عرضاً حول العدوان الذي تتعرض له سورية من جانب قوى الهيمنة الدولية وأدواتها الإقليمية ومجموعات الإرهاب التكفيري الظلامي، مؤكداً أن الإرهاب لا حدود له وبالتالي فهو يشكل تهديداً جدياً للسلام والاستقرار في العالم أجمع الأمر الذي يستوجب من المجتمع الدولي وقفة جادة وجهداً صادقاً للقضاء على هذه الآفة وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واحترام السيادة الوطنية.
وأعرب سوسان عن الأسف من انخراط بعض الدول الأوروبية في هذا العدوان خدمة لمصالح رخيصة في تناقض صارخ مع القيم التي تدعيها، داعياً أصحاب الضمير الحر في أوروبا إلى الضغط على حكوماتهم لتصويب هذه السياسات الخاطئة.
من جانبهم عبر أعضاء الوفد عن تفهمهم لحقيقة ما يحصل في سورية وتضامنهم الكامل مع الشعب السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري، مؤكدين العزم على العمل من أجل حشد الرأي العام الأوروبي ضد السياسات الانتهازية لبعض الدول الأوروبية والتي تتناقض مع مصالح شعوبها.
وفي ثاني لقاءاتهم، التقى الوفد بوزيرة الشؤون الاجتماعية ريما القادري، وبحثوا أوضاع المهجرين بفعل الإرهاب وسبل دعمهم ومساعدتهم والنهوض بواقعهم وصولاً إلى تمكينهم اقتصادياً وإنتاجياً.
وأكدت القادري سعي الحكومة إلى توفير الاحتياجات الإغاثية والغذائية للمتضررين والمقيمين في مراكز الإقامة المؤقتة والمهجرين من أماكن سكنهم الأصلية بالتوازي مع تشجيعهم على التعافي المبكر عبر خلق فرص عمل والاستفادة من طاقاتهم وخاصة الشباب منهم.
وذكرت أن الأزمة الراهنة التي تمر بها سورية فرضت على الحكومة العمل على تحقيق أهداف إنمائية قصيرة الأجل لتلبية الاحتياجات للمواطنين، مشيرةً إلى وجود بوادر «تعاف مبكر» بدأت بالظهور ومن الضروري خلق البيئة المناسبة والحاضنة لها بالتعاون مع الدول والقوى الصديقة والعاملة في الحقل الإنساني. ولفتت القادري إلى التشاركية بين الحكومة والمجتمع الأهلي والمنظمات الدولية والجمعيات والهيئات الإنسانية لتوفير احتياجات المتضررين والوصول إلى الجميع، متمنيةً على الوفد ممارسة ما يستطيع من ضغوط مباشرة وغير مباشرة على حكومات بلدانهم لتقوم بدورها في الضغط على الدول الراعية والداعمة للإرهاب لوقف الحرب التي تتسبب بتهجير السوريين لإعادتهم إلى وطنهم والاستفادة من طاقاتهم في إعادة إعماره.
من جهتهم أشار أعضاء الوفد إلى أن الصورة المرسومة عن سورية في الخارج مختلفة عن الواقع الذي لمسوه خلال زياراتهم واطلاعهم على الأوضاع فيها عن قرب، مشيرين إلى أنهم سيعملون على نقل هذه الصورة والعمل بما يستطيعون لتوفير الدعم والمساعدة للسوريين المهجرين في الداخل والخارج.
وأنهى الوفد جولة لقاءاته بلقاء مفتي الجمهورية أحمد حسون، الذي أشار إلى أهمية زيارة هذه الوفود لنقل الصورة وتوضيح حقيقة ما يجري في سورية من أحداث في ظل تنامي دور الإعلام المضلل الذي يستهدفها بهدف ثنيها عن مواقفها المبدئية الثابتة، موضحاً أن سورية مستهدفة بسبب قرارها الوطني السيادي المستقل، ولافتاً إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها تستهدف القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية لمصلحة أعدائها.
من جانبهم أكد أعضاء الوفد أنهم سيعملون على نقل الصورة الحقيقية عن الأوضاع في سورية وما تتعرض له من إرهاب منظم من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة وداعميها من الحكومات الإقليمية والغربية، مشيرين إلى أن هدف زيارتهم هو التأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب السوري. كما التقى أيضاً أعضاء مجلس إدارة صندوق «حياة» لدعم أطفال سورية والذي يديره عدد من أعضاء الجالية السورية في روسيا الاتحادية.
وأكد خلال اللقاء أن ما يجري في سورية اليوم هو ضريبة تدفعها جراء مواقفها، مبيناً أن أصحاب الفكر المتطرف «لا علاقة لهم بالإسلام الذي يحملون شعاره وإنما دجنت أفكارهم على أنهم فقط المسلمون وغيرهم الكافرون».
وتمنى المفتي لأعضاء الصندوق وللجالية السورية في روسيا التوفيق في عملهم الوطني والخيري كونهم يقفون مع أبناء بلدهم في حربهم ضد الإرهاب.
وأعربت رشا أبو رافع ممثلة صندوق «حياة» لدعم الأطفال في سورية عن شكرها لما تقدمه المؤسسات الحكومية في الوطن من تسهيلات، إضافة إلى دعم المفتي للعمل الخيري الذي يقوم به الصندوق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن