رياضة

كرة الحرية تنتظر التحدي … تحضيرات مكثفة وخطوة تفصله عن الدوري الممتاز

| حلب – فارس نجيب آغا

خطوة واحدة فقط تفصل نادي الحرية عن تحقيق حلمه وحلم جماهيره بالصعود للدوري الكروي الممتاز ليكون مع بقية ركب الأندية الكبيرة ويبدو الأمر فيه شيء من الصعوبة لكنه ليس بالمستحيل عطفاً على الدعم اللامحدود الذي قدمه مجلس الإدارة برئاسة المهندس أنس بوادقجي حيث لم يبخل أبداً على الفريق الكروي رغم سهام النقد التي طالته من بعض الجماهير التي رأت أنه وضع كامل الدعم تجاه كرة القدم فيما لم تلق كرة السلة وبقية الألعاب شيئاً يمكن الحديث عنه على حد زعم من يقفون بالطابور المقابل، رئيس النادي من وجهة نظره أكد في مؤتمره الصحفي الأخير أن نادي الحرية يجب أن يعود لموقعه الطبيعي ليكون بين الأقوياء فهو صاحب بطولات وألقاب ونحن كمجموعة عمل وضعنا كل إمكانياتنا وطاقتنا ونتمنى أن نوفق ونحصد ثمار جهدنا وتعبنا نحن وكل من له أياد بيضاء وقف بجانبها، فالنادي لكل أبنائه وليس لنا فقط.
بالشكل العام الفريق سيكون منافساً قوياً لاقتلاع بطاقة العبور فالظروف جميعها مهيأة لذلك مع دعم كبير غير مسبوق من النواحي كافة وكل متطلبات الفريق كما نعلم تمت تلبيتها وسط تعاقدات وسيولة مالية سخرت ليعود الحرية ويكون ضمن ركب أندية الدرجة الممتازة مع دعوة للمشاركة من كل المحبين أبرقها مجلس الإدارة ليكون العرباويون يداً واحدة وكله في سبيل مصلحة النادي الأخضر الذي عانى الكثير من الضياع والانقسامات في السنوات الأخيرة، وقد حان الوقت الآن ليصحح مساره لكننا لا نخفي أن هناك من يترصد ويحاول زعزعة الثقة مستنداً إلى بعض قرارات الإدارة التي من وجهة نظره لم تكن مدروسة بشكلها الصحيح، وهي تؤدي لهدر المال تحت مسميات عديدة وتعيينات غير منطقية كجوائز ترضية وبالأخص ضمن كادر فريق الرجال وهو محق ببعضها لأن التسميات في بعض المواقع والمواصفات لم تتواجد حتى ضمن أندية الدرجة الممتازة فكيف لفريق مازال بعداد أندية الدرجة الأولى وما الهدف من جوائز الترضية تلك التي لا تحمل أي منطق؟
فرصة التأهل
مجلس الإدارة منذ تولي مهمته تعاقد مع المدرب عبد اللطيف الحلو ومساعده خالد الظاهر مع ترك حرية الانتقاء والتعاقدات وسط شيك مفتوح كما يقال وتم التوقيع مع اللاعبين (عمر حميدي، زكريا بودقة، براء ديار بكرلي، حسن الضامن، نضال محمد، أمير نجار) وجميعهم تم قدومهم من خارج النادي إضافة للاعبي النادي وأبرزهم الكيالي، الطبشو، العياش، التتان، شنن، سرور، حيث باشر الحلو تحضيراته حسب الخطة التي وضعها وجمعته القرعة بجانب فرق (قمحانة، التضامن، عمال حلب) فحقق الفوز على قمحانة بحلب وتعادل مع العمال والتضامن وسط نبرة صوت غير محببة من بعض الجماهير تجاه الحلو التي طالبت بضرورة التغيير لأن الوقت ضيق والاستمرار على هذا الوضع قد يضيع فرصة التأهل من يد الحرية.

جوائز ترضية
مجلس الإدارة تحت مطرقة التغيير وسندان الضغوطات وعدم قناعته بالنتائج المسجلة فلم يجد بداً من التفاوض مع المدرب محمد اسطنبلي وتم تعيينه بعد تعادل الحرية مع التضامن بساعات قليلة وغمز البعض من أن الأمور كانت تطبخ على نار هادئة وقد نضجت الآن بدليل السرعة القياسية التي حضر بها المدرب والاتفاق على التفاصيل كافة مع تعيين مساعد مدرب ومدرب حراس واداري ومنسق عام ومنسق إعلامي دفعة واحدة لفريق يلعب ضمن أندية الدرجة الأولى حيث علت الأصوات وسط غمز ولمز عن الدواعي لتعيين منسق عام، وما الهدف من هذا المنصب إلا دفع مرتبات شهرية كجوائز ترضية فرضت على مجلس الإدارة كمحسوبيات باتت تشهدها معظم أنديتنا، الفريق دخل مرحلة الإياب ليتغلب على قمحانة في حماة وكذلك على العمال وأنهى بالفوز على التضامن وبذلك حجز الفريق مقعداً له ضمن النهائيات المؤهلة للدرجة الممتازة والتي ستجمعه حسب تسلسل المباريات مع الجهاد، الجزيرة، عمال حماة وتجري في دمشق.

فرصة ذهبية
الحرية قبل انطلاق مرحلة الإياب أجرى معسكراً تحضيرياً في ربوع دمشق وعاد منذ أيام ليجري معسكراً جديداً أيضاً في دمشق استعداداً للمرحلة الأخيرة كما أشرنا فالمباريات ستكون مصيرية والجميع وضع ثقته بالجهاز الفني واللاعبين ولم يكن هناك أي تقصير من مجلس الإدارة الذي دفع عشرات الملايين وكله في سبيل الصعود لأنه الهدف الوحيد الذي يسعى إليه كل أبناء البيت العرباوي أملاً بأن يكون التأهل فاتحة خير عليهم لخلع عباءة دوري الظل والعودة للعب مع الكبار وهو حق مشروع.
مجلس الإدارة وحتى لا نخفي دعمه قدم مدربه محمد اسطنبلي ضمن مؤتمر صحفي دعيت له كل وسائل الإعلام وتم التعاقد مع المدرب لمدة ثلاث سنوات بعد شهر كامل من العمل التطوعي ورأت الإدارة فيما بعد أنه الرجل الأنسب لقيادة الفريق نظراً لما يتمتع به من خبرة ميدانية وشهادات متقدمة في كرة القدم والتعاقد معه جاء بعد قناعة بعمله وما لمسه المجلس من تغييرات جذرية للفريق على أن يقوم بتقديم دراسة وافية وبرنامج عمل لبقية الفرق في النادي وتمنى المجلس أن يواصل من سيأتي خلفه بنفس النهج والحفاظ على المدرب مع منحه راتباً ممتازاً يقال: إنه وصل لخمسمئة ألف ليرة سورية، علماً أن رئيس النادي فضل التحفظ على الرقم خلال المؤتمر الصحفي رغم إصرار الإعلاميين على معرفة الحقيقة لكن لم يبح بذلك. وبالنهاية الفريق يعيش أجواء مثالية وكل شيء متوافر للاعبين من دعم مادي ومعنوي ولكن التأهل يحتاج لجهود جبارة وخاصة أن المنافسين الجهاد والجزيرة هما الرقم الصعب أمام الحرية والتأهل يفتح آفاقاً جديدة للنادي من النواحي كافة وبقاؤه في الظل يعني عودة المعاناة من جديدة وضياع فرصة ذهبية قد لا تتكرر في السنوات القريبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن