رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … المجموعة الثانية.. الروح والتحدي سلاح النسور والفدائيين

| الوطن

أيام قليلة وينطلق العرس الآسيوي بنسخته السابعة عشرة حيث تستضيف الإمارات بطولة القارة الصفراء بحضور 24 منتخباً يأمل كل منها بتسجيل مجده الخاص وبالطبع فإن التتويج بالكأس الجديدة سيكون حلم الجميع.

سورية:
نسور قاسيون بالروح المونديالية
خمس مشاركات سابقة في النهائيات الآسيوية لم يستطع فيها منتخب سورية تجاوز الدور الأول الذي شكل عقدة كبيرة لنسور قاسيون الذين احتفظوا بأمل عبوره إلى أدوار الإقصاء حتى المباراة الأخيرة التي طالما حملت الخيبة، واليوم مع عودة النسور الحمر إلى البطولة بعد غيابهم المتوقع بسبب الحرب، وبعدما ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24، بات السوريون يتطلعون إلى ما هو أبعد من انتزاع بطاقة الدور الثاني للمرة الأولى، وخاصة عقب المستوى الكبير والطفرة التي حققها رفاق فراس الخطيب وعمر السومة وإبراهيم عالمة في التصفيات المونديالية، حيث بلغوا أبعد من التوقعات حتى لأشد المتفائلين.
غابت الكرة السورية عن المشاركات الآسيوية بسبب وجود الكيان الصهيوني، وعندما انتفى سبب الغياب عن المشاركة عادوا وشاركوا في تصفيات كأس آسيا 1972، وبسبب عجقة مشاركات على الأصعدة كافة في ذلك العقد، انسحب من تصفيات نسخة 1976، وجاء التأهل إلى نهائيات آسيا 1980 مفاجأة سارة، وخاضها بفريق من الشباب (مثله نادي الجيش)، وهناك فرض التعادل على بطل النسخة السابقة، وفاز على ثالثها، لكنه خسر المباراة الأخيرة أمام كوريا الشمالية ليودع من الدور الأول بغصة.

على مشارف المونديال
منذ تلك المشاركة لم تغب المشاركات السورية عن التصفيات القارية، سواء المؤهلة إلى كأس آسيا، أي تلك المؤهلة إلى المونديال، وتكررت حكاية الأمل بتجاوز الدور الأول لكأس آسيا 1984، لكنها تحولت سراباً في المباراة الأخيرة، وعاش نسورنا الأمل ذاته في النسخة التالية، لكن مع خسارتين افتتاحيتين كان الأمر صعباً، واستمرت حكاية المباراة الأخيرة التي باتت عقدة ملعونة في المشاركتين الأخيرتين، ففي 1996 لم يسجل زملاء محمد عفش النتيجة الرقمية المطلوبة أمام أوزبكستان، وفي 2011 تقدم رفاق مصعب بلحوس على الجار الأردني كما هو مطلوب، إلا أن النهاية شهدت خسارة جديدة ورقماً قياسياً سلبياً تمثل بأنه أكثر منتخب يخوض النهائيات من دون أن يتجاوز الدور الأول.

من رحم الأزمة
لم يكد النسور ينهون مشــاركتهم في الدوحة حتى اندلعت الأزمة بالبلاد، لتشهد كرة القدم أياماً لم تكن بالحسبان، لكنها فتحت طاقات أمل كما حدث عندما توج المنتخب الأحمر بلقب بطولة غرب آسيا، ورغم الفشل بتصفيــات مونديال 2014، ثم تصفيات آسيا 2015، إلا أن المنتخب عاد بقــوة في التصفيات المزدوجة لنهائيــات 2018 العالمية و2019 القاريــة.
ففي المرحلة الثانية من تلك التصفيات التي خاضها كاملة خارج أرضه (عملياً) خسر مواجهتي اليابان بقسوة، إلا أنه حصد النقاط الكاملة من ثلاثة منافسين آخرين، ما وضعه مباشرة بنهائيات آسيا، وتأهل إلى الدور الثالث لتصفيات روسيا، وهناك تجاوز كل التوقعات وأنهى المرحلة بالمركز الثالث للمجموعة الأولى، وراء إيران وكوريا الجنوبية ليخوض الملحق الآسيوي والحكاية المعروفة.
التجربة الألمانية
للمرة الأولى سيقود النسور في البطولة مدرب ألماني هو الخبير بيرند ستانغ (شتانغه)، وعلى غرار المنتخبات الأخرى سيكون اعتماده على كتيبة من المحترفين التي تجاوزت كماً ونوعاً المرات السابقة في تاريخ نسور قاسيون.
ويفتقد منتخب النسور المخضرم فراس الخطيب صاحب الخبرة الواسعة دولياً (62 مباراة، 29 هدفاً) للإصابة، ويعتمد شتانغه على المخضرمين جهاد الباعور ونديم الصباغ وفهد اليوسف، وهؤلاء ممن تجازوا الثلاثين، وبالطبع فإن التعويل يبقى على عمر السومة (15 مباراة، 7 أهداف)، ونجم الفريق منذ عودته عام 2017، وكذلك أحمد الصالح ومحمود المواس وأسامة أومري وعمرو جنيات وعمرو وزاهر ميداني ويوسف قلفا ومارديك مرديكيان ومحمد عثمان المحترف في هولندا، ولا ننسى عمر خريبين العائد من الإصابة وهداف سورية في التصفيات المزدوجة.

فلسطين
الفدائيون والبحث عن حضور مؤثر
شكل حضور المنتخب الفلسطيني في كأس آسيا 2015 بسمة لشعب عاش طويلاً ومازال تحت وطأة مستعمر ظالم، فقد سجل الفدائيون ما يمكن وصفه بالمفاجأة بتتويجهم أبطالاً لكأس التحدي، ليبلغوا النهائيات القارية للمرة الأولى بتاريخهم، وهناك في أستراليا اكتفوا بهذا الإنجاز الذي أخفق به أشقاء أكثر خبرة وأكبر اسماً.
وفي تصفيات 2019 وبعد رفع عدد منتخبات البطولة إلى 24 بات من الطبيعي أن يدخل الفلسطينيون منافسين على أحد مقاعد نهائيات الإمارات، ومن خلال الدور الثالث الحاسم استطاعوا تصدر المجموعة الرابعة حتى الجولة الأخيرة، ومن ثم حجزوا مقعدهم في النهائيات، حيث يأملــون تجاوز دور ضيــوف الشرف.

الإنجاز الأهم
بعد عقدين من عودة فلسطين الرسمية، يعد بلوغ النهائيات الآسيوية في 2015 الإنجاز الأهم، وذلك بعدما دخلها من بوابة كأس التحدي (بطولة الصف الأخير في آسيا)، والتي أقرها الاتحاد كتصفيات قائمة تؤهل بطلها إلى النهائيات، وتكرر إنجاز التأهل للمرة الثانية بعد مشوار حافل لأحفاد كنعان الذين دخلوها من الدور الثاني للتصفيات المزدوجة، وفيها حل ثالثاً بالمجموعة الأولى وراء السعودية والإمارات، ليتأهل إلى التصفيات الآسيوية، وفيها حقق سلسلة رائعة بخمسة انتصارات متتالية وضعته بالنهائيات، قبل أن يخسر المباراة (الهامشية) أمام عمان، وقد أنهى الفدائيون مشوارهم بسجل أهداف هو الأفضل (49 هدفاً).

دفاتر عتيقة
على غرار كل منتخبات العالم هذه الأيام، قام الأشقاء الفلسطينيون بالبحث عن كل لاعب يمكن أن يفيد الفدائيين من أصول فلسطينية، وتم استقطابه، حتى بتنا نرى لاعبين محترفين خارج الأراضي الفلسطينية يرتدون القميص الوطني، وعلى معظم هؤلاء يعول المدرب الجزائري نورالدين ولد علي الذي عاد إلى الجهـاز الفنـي بعد تجربـة أكثـر من مدرب.
أهم أسلحة ولد علي سيكون محمود عيد (غيس السويدي) وياشير بينتو (يونيد التشيلياني)، ونجما حسينة أغادير المغربي أحمد وريدات وتامر صيام، وهناك عبدالله جابر لاعب أهلي الخليل ومحمد صلاح (فلورينا المالطي)، وجاكا حبيشة المحترف في سلوفاكيا، ولا ننسى مصعب البطاط قلب الدفاع الشاب، ولاعب الوسط محمد بسيم، وبابلو برافو طمبوريني وأحمد أبو ناهية (6 أهداف بالتصفيات)، وجوناثان سانتيلانا (7 أهداف) وعبد اللطيف البهداري (5 أهداف).
من الطبيعي أن يكون بحث أحفاد كنعان أولاً عن نقطة أولى في المشاركة الثانية، ثم الكلام عن إنجاز كبير بتجاوز الدور الأول، وربما رأينا مفاجأة فلسطينية في الإمارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن