سورية

«قسد» تضيق الخناق على داعش شرق الفرات.. والتنظيم يستميت للبقاء

| الوطن- وكالات

ضيقت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الخناق على تنظيم داعش الإرهابي في جيبه الأخير بمنطقة شرق الفرات، على حين لم يتوان التنظيم عن شن هجمات عليها قتل وأصاب خلالها العديد من مسلحيها.
وتواصلت الاشتباكات متفاوتة العنف، أمس، بين «قسد» ومسلحي داعش على محاور في محيط بلدتي الباغوز فوقاني والسوسة، اللتين تعدان آخر منطقتين مأهولتين بالسكان يسيطر عليها التنظيم على الأراضي السورية، بحسب مصادر إعلامية معارضة، أشارت إلى أنه وفيما عدا ذلك يتواجد التنظيم على شكل خلايا نائمة بين باديتي دير الزور وحمص.
وذكرت المصادر، أن التنظيم يستميت في محاولة البقاء ضمن آخر منطقتين في جيبه شرق الفرات، ومعاودة توسعة سيطرته عبر استغلال الأحوال الجوية وتنفيذ هجمات معاكسة ضد «قسد».
وأشارت إلى أن ساعات الليلة الفائتة شهدت هجمات للتنظيم خلال عاصفة رملية ضربت المنطقة، سعى من خلالها إلى استعادة بلدة الشعفة التي خسرها قبل هجومه بنحو 24 ساعة بشكل كامل وفقد معها الكثير من المناطق التي كان يحكم سيطرته عليها وبقي محصوراً ضمن بلدتي السوسة والباغوز فوقاني.
من جهة ثانية، تمكن مئات المدنيين من الخروج من جيب التنظيم، والفرار نحو مناطق سيطرة «قسد»، وأشارت المصادر إلى خروج نحو 500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء، وجرى نقلهم إلى مخيمات منطقة الهول بريف الحسكة الجنوبي، ليرتفع إلى 13750 على الأقل تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم منذ مطلع شهر كانون الأول الماضي، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 11650 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية، ومن ضمنهم نحو 550 داعشياً اعتقلتهم «قسد» من ضمن النازحين. وذكرت المصادر، أن عشرات الشاحنات دخلت أول من أمس إلى منطقة شرق الفرات، في ثالث دفعة من المساعدات العسكرية واللوجستية التي تصل إلى المنطقة من «التحالف الدولي»، منذ قرار ترامب.
وأشارت إلى أن نحو 150 شاحنة تحمل عربات عسكرية ومعدات عسكرية ولوجستية وصلت إلى منطقة شرق الفرات، قادمة من إقليم كردستان العراق، ودخلت متجهة إلى مناطق تفريغها ضمن مناطق سيطرة «قسد».
ومع دخول الدفعة الثالثة من الشاحنات منذ قرار ترامب بالانسحاب يرتفع لنحو 500 تعداد الشاحنات المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية التي دخلت لشرق الفرات. وفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش، أن مسلحيه استهدفوا مواقع «قسد»، بعدة هجمات في ناحية هجين، وأعلنت قتل وإصابة العديد من مسلحي «قسد» في تلك الهجمات.
وأوضحت أن عدداً من القتلى والجرحى من صفوف «قسد» سقطوا جراء استهداف تجمعين لـ«قسد» بصاروخين، إلى جانب مقتل اثنين آخرين قنصا في قرية الكشمة التابعة لهجين، مشيرة إلى أنه قتل وجرح أيضاً أربعة مسلحين آخرين من «قسد» وتم إعطاب آلية رباعية لهم، ضمن كمين على طريق حقل العمر- ذيبان، إضافة إلى مقتل ثلاثة آخرين وإعطاب آلية بتفجير دراجة مفخخة على طريق ذيبان- الشحيل بريف دير الزور.
من جانبه تحدث موقع «قسد» على الانترنت، عن أن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً في هجين ومحيطها، وتصدت لهم القوات وقتلت عدداً منهم ضمن اشتباكات عنيفة.
من جهة ثانية، كشف مصدر أمني في محافظة الأنبار العراقية عن قيام قوات أميركية بمداهمة صحراء الأنبار الغربية بهدف تأمين مناطق تواجدها.
وأشار المصدر وفق موقع «المعلومة» الإلكتروني العراقي، إلى أن «قوات أميركية مسنودة بطائرات حربية داهمت مناطق صحراء قضاء الرطبة غربي الأنبار، في خطوة تهدف إلى تأمين جميع مناطق تواجدها بالقرب من الشريط الحدودي مع سورية من خطر استهدافها».
من جانب آخر، أصدرت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال شرق البلاد، وفق مواقع الكترونية معارضة، تعميماً تحدد فيه المواليد المطلوبة للتجنيد الإجباري لعام 2019، من أبناء المناطق الخاضعة لسيطرتها، وسط رفض شعبي للتجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها. وفيما يخص التطورات في منبج بريف حلب الشمالي، رفض الرئيس المشترك لما يسمى «المجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وريفها»، محمد خير شيخو، وفق وكالة «هاوار» الكردية للأنباء، أي تدخل في شؤونها المدينة الداخلية دون التنسيق مع ما يسمى «مجلس منبج العسكري»، وأشار إلى عدم دخول الجيش العربي السوري إلى المدينة.
وأضاف: «نحن موجودون في مدينة منبج ونعيش فيها، وآلية أعمالنا الإدارية مستمرة كما خططنا لها مسبقاً، أما المؤسسات الأمنية الموجودة في المدينة، فهي فقط قوى الأمن الداخلي الخاصة بمنبج، إلى جانب الانتشار العسكري لمجلس منبج العسكري على الحدود الإدارية للمدينة، ولم يطرأ أي تغيير». وبحسب شيخو، فإن ما نوقش بخصوص عودة مؤسسات الدولة، كان يقتصر على «المؤسسات الخدمية والمدنية»، والحوار بين سلطات منبج والحكومة السورية كان يجري منذ زمن طويل، إلا أنه «لم يتم التوصل آنذاك إلى تفاهم يرضي الطرفين».
ونوه شيخو بأن الحوار لا يزال مستمراً بهدف التوصل إلى صيغة مشتركة تخدم مصالح أهالي المنطقة، وحلول بما يخص النقاط الحساسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن