سورية

بعد طلب نتنياهو من واشنطن الاعتراف بالسيادة «الإسرائيلية» عليه … صالح: لعمل دولي وجماهيري ومقاوم لمواجهة مساعي «إسرائيل» لسلخ الجولان

| موفق محمد

دعا مدير مكتب شؤون الجولان المحتل في رئاسة مجلس الوزراء مدحت صالح إلى سورية إلى «عمل دولي وجماهير فاعل» وحتى إلى «عمل مقاوم» لمواجهة مساعي «إسرائيل» لسلخ الجولان عن الوطن الأم، وذلك بعد طلب رئيس وزراء الاحتلال من أميركا الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال صالح: «حكومة الاحتلال تحاول استغلال أي ظرف لخدمة مشروعها الاحتلالي التوسعي الذي تسعى من خلاله لسلخ الجولان عن وطنه الأم سورية مع الأخذ بالحسبان أن كل مشاريع الاحتلال باءت بالفشل الذريع على الصعيد الدولي كمشروع الضم الذي عارضته الأغلبية الساحقة من دول العالم وكذلك وقف أهلنا في الجولان ضده بحزم وأفشلوه». وأوضح صالح، أن الضربة الثانية لمشاريع الاحتلال التوسعية «جاءت برفض أهلنا لقانون الانتخابات المحلية وهذا الأمر ضرب صلب المشروع الصهيوني بتطبيق إجراءاته على الجولان وتم إفشاله».
وأضاف: «جاء الآن المشروع التهويدي الثالث وهو إقامة مشروع مراوح لتوليد الكهرباء على الأراضي الزراعية لأهلنا من أجل ضرب الزراعة في الجولان وتم إفشاله من قبل أهلنا».
ولفت صالح إلى أنه وبعد إفشال مشاريع الاحتلال التهويدية السابقة للجولان «بدأت سلطات الاحتلال بالعمل على مع الإدارة الأميركية للاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الجولان، مثلما ما حدث بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل».
وأمس الأول طلب رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل كجزء من صفقة الانسحاب العسكري الأميركي من سورية، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، الذي كان يزور تل أبيب.
وحذر صالح من أن اعتراف أميركا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل «يمكن أن يؤثر من ناحية اعتراف دول بهذا الموضوع، وهنا تكمن الخطورة لكن إذا بقي الاعتراف فقط أميركياً فلن يؤثر». وأضاف: «ومن هنا يجب التصدي لهذا المشروع عل كل الصعد الدولية والمحلية والشعبية لإيصال رسالة واضحة لأميركا وإسرائيل».
وحول وسائل التصدي لهذا المشروع، خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أقدم على الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، قال صالح: «أعتقد أن أميركا ستعطي جائزة ترضية لـ«إسرائيل» بهذا الاعتراف، وترامب ليس لديه مشكلة في الاعتراف، فنحن موجودون في عالم غير متكافئ القوى، لكن إذا لم نقم بعمل دولي فاعل وجماهيري ضاغط حتى ولو وصلت (الأمور) إلى عمل مقاوم لردع «إسرائيل» لأن هذه أرضنا وحقنا في أن نقاوم»، فإن نتنياهو سيحصل على جائزة الترضية.
ودعا مدير مكتب شؤون الجولان المحتل في رئاسة مجلس الوزراء إلى «العمل مع الأصدقاء الروس للتصدي لهذا المشروع».
وتحتل «إسرائيل» منذ حزيران 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من الجولان السوري، وأعلنت ضمه إليها في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويعتبر الجولان حسب القانون الدولي أرضاً محتلة، ويسري عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب «إسرائيل» منه.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، كان صالح ذكر أن «روسيا تبذل حالياً جهوداً للعمل على إعادة الجولان إلى حضن الوطن الأم سورية، وسورية موقفها واضح بأنه لا انتقاص من حقها في استعادة الجولان المحتل كاملاً حتى حدود الرابع من حزيران 1967 وفق ما نصت عليه القرارات الدولية». وحول إمكانية نجاح الروس في استئناف مفاوضات استعادة الجولان المحتل، قال صالح حينها: «لا أعتقد أنه يكون في المدى المنظور استئناف للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي لاستعادة الجولان المحتل، لكن الأصدقاء الروس يعملون على هذا الأمر، ويجب عليهم كدولة عظمى أن يضغطوا على «إسرائيل» لإعادة الجولان المحتل كاملاً إلى الوطن الأم سورية، وهذا ما نتمناه من الأصدقاء الروس لكونهم دولة عظمى ولهم علاقات مع إسرائيل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن