الأولى

اعلنت أن اتفاق إدلب «ساري المفعول» … تركيا تؤجل انسحاب ميليشياتها «حتى تتضح الرؤية»!

| حلب - خالد زنكلو

قالت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها تركيا في الشمال السوري: إن نقاط المراقبة العسكرية التركية أبلغتها بإرجاء الانسحاب من النقاط التي تسيطر عليها على طول الطريقين الدوليين من حلب إلى حماة واللاذقية تنفيذاً لبنود اتفاق «سوتشي» حول «المنطقة المنزوعة السلاح» بين الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول الفائت، وذلك إلى حين «اتضاح الرؤية» على خلفية المعارك التي لا تزال دائرة بين الميليشيات و«جبهة النصرة» الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام».
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الضباط الأتراك المسؤولين عن نقاط المراقبة الـ12، المتمركزة في محيط محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب، أبلغت القيادات العسكرية في «الوطنية للتحرير» بوقف تنفيذ «الأوامر» التي أصدرتها أنقرة في تشرين الثاني الماضي بالاستعداد لتنفيذ انسحاب من حرم الطريقين الدوليين إلى مسافة نحو 10 كيلو مترات، تمهيداً لفتحهما أمام حركة الترانزيت والمرور قبل مطلع العام الجاري تنفيذاً لبنود «المنزوعة السلاح» والتي لم تطبق على الأرض.
وبينت المصادر أن الضباط الأتراك جددوا تأكيدهم لميليشياتهم المسلحة بأن اتفاق إدلب، الذي جنبهم عملية عسكرية «مضمونة النتائج» للجيش العربي السوري في المحافظة ما زال «ساري المفعول»، ولكن «تبدل» الظروف الميدانية فرض تأجيل تطبيقه حتى إشعار آخر لم يحدد بالتوافق مع الضامن الروسي للاتفاق بعد رفض «النصرة» والتنظيمات «الإرهابية» الانسحاب من «المنزوعة السلاح» في الموعد المحدد، وشنها عملية عسكرية ضد الميليشيات التي تصنفها أنقرة بأنها «معتدلة» والتي ادعت بسحب سلاحها الثقيل من المنطقة.
وأشارت بأن المقصود بعبارة «حتى اتضاح الرؤية»، التي أرجأت الانسحاب من حرم الطريقين الدوليين، هو معرفة مصير المعارك التي تعد لها «تحرير الشام» للسيطرة على المناطق التي لا تزال تمسك بها «الوطنية للتحرير» على الطريقين مثل مدينتي أريحا ومعرة النعمان وبعض قرى جبل الزاوية، بعد الحشود التي استقدمها الفريقان المتصارعان إلى محيطهما لبدء جولة جديدة من الصراع الذي يستهدف مد نفوذ «النصرة» على طول الطريقين بغية فرضها لاعباً قوياً في تقرير مصير إدلب من قبل الضامن التركي لـ«سوتشي»، والذي منح الضوء الأخضر لفرع تنظيم القاعدة في سورية للهيمنة على الطريق الدولية في الشمال السوري، والتي تكللت بإحكام سيطرته على ريف حلب الغربي كاملاً وعلى طرق معبر «باب الهوى» عند الحدود التركية مع حلب وإدلب بالإضافة إلى جميع المعابر التي تربط إدلب مع مناطق الحكومة السورية: مورك والعيس والمنصورة، باستثناء معبر قلعة المضيق.
ولفتت المصادر إلى أن تركيا كانت أوعزت لميليشياتها بالاستعداد لانسحاب الحواجز التي تنشرها على طريقي حلب إلى حماة واللاذقية، ومن حرمهما في مناطق سيطرتها التي تمتد من بلدة النيرب إلى أريحا وأورم الجوز والقياسات ومحبل على الأول وفي معرة النعمان، وجزء من ريفها الشمالي والجنوبي على الثاني.
وكشفت بأن «الوطنية للتحرير» حشدت قواتها خلال اليومين الماضيين قرب مدينة سراقب، على مفترق أوتستراد حلب حماة إلى اللاذقية، بهدف استعادتها من «تحرير الشام» نظراً لأهميتها الإستراتيجية ولوصل مناطق نفوذها على الطريق الدولي منها إلى أريحا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن