350 ألف مهاجر عبروا المتوسط إلى أوروبا.. وبعضهم يدخل بجوازات سفر مزورة…أزمة الهجرة تتفاقم.. وإسبانيا تعتبرها أكبر تحد لأوروبا للسنوات المقبلة

 وكالات : 

تتفاقم أزمة تدفق اللاجئين الهاربين من الحروب في منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، لتصبح مصدر القلق الأكبر بالنسبة لها إلى جانب الخوف من تمدد خطر الإرهاب داخل أراضيها، وفيما أكدت منظمة الهجرة العالمية أن أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا المتوسط منذ بداية العام الجاري، عكست حالة التخبط في مواقف وتصريحات المسؤولين الأوروبيين مستوى القلق والأزمة التي تعيشها بلادهم، ففرنسا تنشئ «مخيماً إنسانياً» للمهاجرين في كاليه، والمجر تغلق محطة القطارات الرئيسية أمامهم، ليظهر الموقف الإسباني بتوصيف دقيق للأزمة باعتبارها «أكبر تحد لأوروبا» على مدى سنوات مقبلة. وأمام هذا الخطر كشف من جديد عما حذر منه العديد من المراقبين في أوروبا من خطورة تسلل إرهابيين بين صفوف المهاجرين عبر استخدامهم جوازات سفر مزورة.
وأعلن مدير الهيئة الأوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» فابريس ليجيري أن عصابة لتزوير جوازات السفر السورية تعمل في تركيا خصوصاً لتسهيل دخول المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال ليجيري لإذاعة «أوروبا 1»: إن «هناك اليوم أشخاصاً في تركيا يشترون جوازات سفر سورية لأنهم أدركوا أهميتها ما دام السوريون يحصلون على حق اللجوء في كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: إن «من يستخدمون جوازات سفر سورية هم في الأغلب يتحدثون العربية ولكنهم قد يكونون من شمال إفريقية ومن دول أخرى في الشرق الأوسط، وهم غالباً مهاجرون لأسباب اقتصادية»، معتبراً أن هذه العمليات لا يبدو أنها تطرح مشكلة أمنية بالنسبة للاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي خلال زيارة إلى برلين أمس الثلاثاء أن أزمة الهجرة الحالية تشكل «أكبر تحد لأوروبا» على مدى سنوات مقبلة فيما تواجه القارة تدفقاً متزايداً للاجئين. وقال راخوي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن إسبانيا شهدت على حدودها «مآسي مماثلة لتلك الجارية حالياً في أماكن أخرى، على حدود أخرى للاتحاد الأوروبي.. ما نشهده هناك، يشكل أكبر تحد لأوروبا للسنوات المقبلة».
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ كانون الثاني الماضي ولقي 2643 شخصاً حتفهم في البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
وقالت المنظمة في بيان وزع على وسائل الإعلام في جنيف ونقلته فرانس برس: إن نحو 220 ألف شخص وصلوا إلى اليونان و115 ألفاً إلى إيطاليا، ووصل ألفان من هؤلاء إلى إسبانيا وحوالي مئة إلى مالطا.
وأوضحت أن 350 ألف شخص عبروا المتوسط منذ بداية العام مقابل 219 ألفاً طوال العام 2014.
وأكدت المفوضية العليا للاجئين أن 2643 شخصاً لقوا حتفهم خلال هذه المرحلة، مقابل 3500 شخص لقوا مصرعهم أو فقدوا في المتوسط خلال 2014 بأكمله.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أعلن الإثنين خلال زيارة إلى كاليه شمال فرنسا عن إنشاء «مخيم إنساني» للمهاجرين الذين يحتشدون بالآلاف وفي ظروف سيئة في هذا المرفأ على أمل التوجه إلى بريطانيا.
وقال فالس خلال زيارته التي رافقه فيها النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس: إن المشروع الذي تمت الموافقة عليه رسمياً سيبدأ «مطلع 2016».
وأوضح تيمرمانس من جهته أن المفوضية الأوروبية ستمنح باريس مساعدة أوروبية مقدارها خمسة ملايين يورو لتمويل هذا المخيم المصمم ليتسع لـ1500 شخص.
وفي سياق الأرقام الكبيرة وحجم المأزق، أعلنت الشرطة النمساوية من جهتها أمس أن 3650 مهاجراً غادروا بودابست بالقطار ووصلوا إلى فيينا، موضحةً أنه رقم قياسي ليوم واحد هذه السنة.
وكانت السلطات المجرية سمحت الإثنين برحيل هؤلاء المهاجرين بالقطار على الرغم من أن كثيرين منهم لم تكن لديهم تأشيرات دخول.
المجر من جانبها أغلقت محطة القطارات الرئيسية أمام المهاجرين الذين احتشدوا وهم يهتفون: «المجر لا.. ألمانيا نعم».
وأغلقت سلطات المجر المحطة أمام المهاجرين غير الشرعيين، وبينهم العديد من السوريين والعراقيين الذين يحاولون اللجوء في ألمانيا والنمسا.
وبالمقابل نقل ناشطون أن 10 آلاف مواطن آيسلندي عرضوا استقبال لاجئين سوريين في منازلهم، عبر حملة نظمتها الكاتبة الآيسلندية (Bryndis Bjorgvinsdottir) على الفيسبوك.
والشهر الماضي أعلنت الحكومة الآيسلندية، أنها ستستقبل 50 لاجئاً سوري فقط من سورية، في البلد الذي يصل تعداد سكانه إلى 320 ألف نسمة.
ونقلت صحيفة «التيلغراف» البريطانية منشوراً عن إحدى النساء الآيسلندايات (Hekla Stefansdottir) التي كتبت فيه على صفحة الحملة: «أنا أم أعيش لوحدي مع ابن عمره ست سنوات.. نستطيع أن نأخذ طفلاً محتاجاً. أنا معلمة وأستطيع تعليم الطفل التكلم والقراءة والكتابة باللغة الآيسلندية، وسأساعده في الانخراط في المجتمع الآيسلندي».