رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … منتخبنا الوطني أمام امتحان صعب ومصيري بمواجهة أستراليا

| ناصر النجار

مباراة مهمة ومصيرية تنتظر منتخبنا الوطني في الثالثة والنصف من بعد عصر اليوم بمواجهة أستراليا، هي مباراة التأهل لكلا الفريقين، وهنا تكمن الصعوبة، المنتخب الأسترالي يبحث عن الفوز أو التعادل على أقل تقدير، بينما لا يفيد منتخبنا إلا الفوز ولا شيء غيره.
مجموعة منتخبنا الثانية مرت بتحولات كثيرة ولم تأت نتائجها بمصلحة منتخبنا على الإطلاق، فعندما تعادلنا مع فلسطين بلا أهداف، فاز الأردن على أستراليا 1/صفر، وعندما استعادت أستراليا ثقتها وآمالها بالفوز على فلسطين 3/صفر، سقط منتخبنا أمام الأردن بهدفين نظيفين فأضاع الكثير من الآمال والحظوظ.
رحلة منتخبنا لم تكن موفقة وحظوظه باتت عسيرة وهو يحتاج إلى معجزة لكي يحصل على مقعد ترضية في الدور الثاني.
لا ننكر أن الكثير من المتابعين قد أحبطتهم النتائج وأن الأمل قد غادرهم في عبور الدور الأول، وخصوصاً أن كرتنا لم تتجاوز المباريات المصيرية، وهذا ما يقوله التاريخ ولسنا نحن، لكن بالمقابل هناك الكثير من يحتفظ ببصيص الأمل علّه يتحقق، وهذا حقنا، فكرتنــا تســتحق أن تكون في الدور الثاني.

العصا السحرية
الكابتن فجر إبراهيم مدرب منتخبنا الجديد القديم قال: لا أملك عصا سحرية، وهذا هو الكلام الصحيح، فلا يمكن لأي مدرب في العالم أن يقلب منتخباً رأساً على عقب، لكننا نعول على الروح المعنوية للاعبينا بعد أن غادرهم شتانغة، فربما كان الألماني مكبلاً لهم وهذا احتمال وارد، من المهم أن نفكر فيه.
فجر في الأيام القليلة الماضية أخضع لاعبي المنتخب إلى السباحة وأكثر المحاضرات والتحليل والدروس النظرية (وهو المحاضر الآسيوي) وغايته كشف أسباب إخفاق منتخبنا، وكشف نقاط القوة والضعف في المنتخب الأسترالي، هذا الكلام جيد وقد يفيد منتخبنا بنسب معينة تدفعه لأداء مباراة جيدة.
المهم غياب الضغط والابتعاد عن الخوف، فلاعبونا واجهوا أسترالياً سابقاً مرتين في الفترة الماضية القريبة، وهذا يجعلنا ندخل المباراة من دون خوف من المنتخب المنافس.
ضغط المباراة سيكون موجوداً ومن الطبيعي أن تكون مباراة قوية ومصيرية بمثل أهمية مباراة أستراليا خالية الضغوط والحذر والترقب.
إدارة المنتخب هي المسؤولة عن تخفيف الضغوط ورفع الروح المعنوية للاعبينا لأننا لا نعرف طريق الفوز إلا بتحقيق ذلك.

طريق الفوز
الفوز بالمباراة ممكن ويحتاج إلى تشكيلة مناسبة وحسن قراءة للمباراة إضافة للتوفيق والحظ ضروري.
المراقبون يعتقدون أن مدرب منتخبنا سيلعب بأسلوب دفاعي مع الإتاحة للقيام بمرتدات سريعة وخطيرة، المباراة مع أستراليا ستختلف عن مباراتي فلسطين والأردن اللتين كانتا مغلقتين، المنتخب الأسترالي سيفتح المباراة لكي يسجل هدفاً مبكراً يريح أعصابه ويجعله ممسكاً بالمباراة حتى نهايتها، وهنا علينا الانتباه وعلينا أن نقي مرمانا من أي هدف مبكر أو مباغت.
على صعيد التشكيلة أعتقد أن مدربنا سيجري عليها بعض التعديلات فقد نجد عمرو جنيات بديلاً لعبد المالك عنيزان، وقد نجد عمرو ميداني إلى جانب أحمد الصالح وخصوصاً أنهما شكلا ثنائياً جيداً، في الأمام لن يتخلى عن السومة والخريبين وقد نجد بعض التبديلات الجوهرية في خط الوسط استناداً إلى أسلوب اللعب الذي سينتهجه منتخبنا، وبالمحصلة العامة نأمل أن نرى التشكيلة المنسجمة التي توصلنا إلى الفوز والتأهل الذي ينشده جميع أبناء الوطن.

احتمالات التأهل
يتأهل منتخبنا إلى الدور الثاني من خلال فوزه على أستراليا ولو بهدف، ويحتل المركز الثاني، ويحتل المركز الثالث إن فازت فلسطين على الأردن بفارق هدفين، أما إن فازت فلسطين بفارق هدف فيحتل منتخبنا المركز الثاني، فالوصول إلى النقطة الرابعة في مجموعتنا تضمن لنا التأهل كثاني أو ثالث المجموعة.
احتمال التأهل بنقطتين وهو احتمال ضعيف جداً، ويحدث إن خسرت فلسطين مع الأردن وتعادلنا مع أستراليا، على ألا يصل أي فريق من مجموعتين من المجموعات الست إلى النقطة الثانية ونقصد هنا من يحتل المركزين الثالث والرابع، كأن تتعادل لبنان مع كوريا الشمالية، وفيتنام مع اليمن، وقيرغيزستان مع الفلبين، وتركمانستان مع عمان.

أرقام ضبابية
المشاركات السابقة في النهائيات الآسيوية لم تكن مشجعة فلم نتجاوزها بدورها الأول بغض النظر عن كيفية إقامة النظام بـ10 منتخبات أو 12 منتخباً أو 16 منتخباً أو 24 منتخباً كما في البطولة الآسيوية الحالية.
في كل المشاركات السابقة احتفظنا بأمل التأهل حتى المباراة الأخيرة وفشلنا، ولم يصم منتخبنا عن التسجيل في النهائيات في ثلاث مباريات متتالية.
فجر إبراهيم ثاني مدرب وطني يشرف على منتخبنا الوطني في النهائيات بعد موسى شماس عام 1980.
وسبق لفجر أن أهلنا للنهائيات مرتين، الأولى نهائيات 2011 التي قادها المدرب الروماني تيتا، وشهدت الفترة التي سبقت النهائيات أكبر عملية تغيير للمدربين في ستة أشهر، المرة الثانية هي النهائيات الحالية وقد لعب منتخبنا 8 مرات فاز في ســت وخســر مرتين أمام اليابان.
فجر إبراهيم من أكثر المدربين قيادة للمنتخب الوطني فقاده في 70 مباراة سابقة فاز بـ36 مباراة وتعادل في 17 وخسر بمثلها، لكنه مع المنتخبات الكبيرة لم يحقق أي بصمة ففاز وتعادل مع الصين بتصفيات 2011 وتعادل وخسر مع إيران وتعادل مع كوريا الجنوبية بتصفيات 2007، وخسر أمام اليابان مرتين (صفر/3، وصفر/5) بتصفيات 2019.
ولم يواجه أستراليا سابقاً، ومواجهات سورية مع أستراليا اقتصرت على مباراتين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018، فتعادلنا في ماليزيا 1/1 وسجل هدفنا عمر السومة من جزاء وخسرنا في سيدني 1/2 وسجل هدفنا عمر السومة أيضاً.

للمدعومين فقط
يخشى المتابعون لمباريات النهائيات الآسيوية أن تكون هذه البطولة للكبار وللمدعومين فقط، وتجلت هذه الخشية بالأخطاء التحكيمية المؤثرة وبعضها كانت فاضحة، والمشكلة أن أحداً لم يتجرأ على نقد هذه الأخطاء التحكيمية.
فالإمارات أدركت التعادل أمام البحرين بجزاء ظالمة، ولبنان ظلموها أمام قطر كثيراً، وعُمان خسرت بظلم تحكيمي، فحرمها الحكم من جزاء صحيحة، واحتسب عليها جزاء ظالمة.
بعد كل هذا نتساءل: هل منتخبنا من المدعومين أم من المحرومين، المباراة تتطلب يقظة تحكيمية ونأمل ألا يكون التحكيم ضدنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن