سورية

اعتبرت أن الظروف تغيرت ومن المستحيل الآن الرهان على «الخارج» … قوى من الداخل تدعو بيدرسون لعدم اتباع نهج دي ميستورا

| سامر ضاحي

دعت قوى سياسية في الداخل السوري المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون إلى عدم اتباع نهج سلفه ستيفان دي ميستورا، لأن «الظروف اختلفت» بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، وأنه «من سابع المستحيلات الآن الرهان على أي أحد من الخارج».
وفي تصريح لـ«الوطن» تمنى الأمين العام لـ«حزب الشعب» المرخص نواف عبد العزيز طراد الملحم، التوفيق والنجاح لبيدرسون، متمنياً «أن يكون بيدرسون حيادياً ونزيهاً ويتعامل بمنطقية وموضوعية مع الجميع».
وطالب الملحم بيدروسن بأن يكون واقعياً وأن يعني له السلام في المنطقة لا تنفيذ رغبات أو أطماع من يريدون العدوان على سورية، وأضاف: «لقد سبق أن تمنينا ذلك في لقاءاتنا العديدة مع دي ميستورا منذ تسلم مهامه عندما التقيناه في دمشق وبعدها في جنيف».
ورأى أن الوضع اليوم يختلف عن الأوضاع في عهد دي ميستورا بسبب اختلاف الظروف وما سطره الجيش العربي السوري على مساحة شاسعة من مساحة سورية ما ساهم بإعادة النظر في المواقف حتى من قبل الدول المعادية لسورية أن كانت عربية أو إقليمية أو دولية بعدما فشلت بتحقيق ما طمحت إليه.
وأضاف: هذه الدول باتت مجبرة على التعامل بواقع جديد بعد صمود سورية وانتصار جيشها الذي تحقق بحكمة قائدها والذي تحمل بدوره المسؤولية الوطنية والعروبية والقومية.
ورأى الملحم، أن انتصار سورية سيغير كل موازين القوى السياسية وحتى العالمية منها، متمنياً على بيدرسون أن يتعاطى مع هذه المتغيرات.
وأضاف: نريد منه التعامل مع الواقع الموجود، لا نريده إلى جانب الحكومة ولا إلى جانب المعارضة سواء الداخلية أو الخارجية، وأن يكون هدفه إحلال السلام في سورية، وليس من أجل تنفيذ أجندات، فنحن كسوريين كفيلون بإيجاد الحلول ونتطلع لإعمار بلدنا وإعادة بناء سورية الجديدة.
وأكد الملحم، أنه «لا يعني لي الوجود في المحافل الدولية لإسماع صوت حزبنا وتطلعاته رغم أننا كنا نسعى في السابق إلى ذلك لكي لا يسيطر من يسمون أنفسهم «معارضة خارجية»، ولم أعد حريصاً على الحضور في جنيف أو غيرها لأنني مطمئن أن هؤلاء فشلوا في عدوانهم وحربهم على سورية.
وأضاف: «بوجود الوفد الحكومي، فإن ما لم يستطع أولئك أن يحققوه في حربهم وعبر أدواتهم القذرة لن يستطيعوا أن يحققوه بعد انتصارات الجيش، فإن أعطونا دوراً فهذا أمر جيد، وإن لم يعطونا فنحن مطمئنون لوجود وفد الحكومة لتحقيق تطلعات كل السوريين».
من جانبها، رأت الناطقة باسم «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة ميس كريدي في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن الأحداث تجاوزت كثيراً طموحات المبعوثين الدوليين والأمم المتحدة.
وأعربت عن اعتقادها أنه «لا بد أن يعي المبعوث الجديد مثلما تعي المعارضة الوطنية، أن حدود المطالب أصبحت محدودة جداً بسبب تطورات الواقع العسكري والتداخلات الدولية والتسويات السياسية الكبرى والخلافات الأميركية الروسية».
وشددت كريدي على أن «أي مبعوث أممي يجب عليه أن يغير من نهج دي ميستورا ويجب عليه التوجه إلى المعارضة الوطنية في الداخل، لأنه من سابع المستحيلات الآن الرهان على أي أحد من الخارج، فأنت تتحدث مع سلطة منتصرة وحلفاء رسموا محاور اقتصادية كبرى وأصبح هؤلاء الأشخاص (المعارضة الخارجية) غير موجودين في المعادلة».
ودعت كريدي بيدرسون إلى «التصرف بطريقة مغايرة تماماً عن سلوكيات دي ميستورا، إلا إذا كان يريد مرتباً آخر الشهر وهي مرتبات ضخمة من الأمم المتحدة وعمليات تسويف طويلة، وملفات وهمية مثل الملفات التي صنعها دي ميستورا»، معربة عن اعتقادها أن أعقل المعارضات هي تلك الموجودة في الداخل السوري وبالذات التي لم تتلوث نهائياً في أي معتركات إقليمية وبقيت تحافظ على الخيار السياسي المحلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن