ثقافة وفن

فيلم «تايم أوت» يفتتح عروضه في دمشق … ماغي بوغصن: أنا ابنة الدراما السورية وفضلها كبير عليّ.. والجمهور السوري راق ومتذوق

| وائل العدس -«ت: طارق السعدوني»

لم تكن الممثلة اللبنانية ماغي بوغصن غريبة على الدراما السورية، بل لم تكن يوماً إلا جزءاً منها بعد ما انطلقت بين أروقتها وقدمتها كنجمة موهوبة في عالم التمثيل، وإن غابت عنها لفترة بسبب ظروف الارتباط والزواج وتربية الأولاد.
اليوم، تعود إلى دمشق لتلقى ترحيباً حاراً من جمهورها الذي غصت بهم صالة سينما سيتي، لتجد نفسها مجدداً بين أهلها وناسها وأحبابها.
ربما لم يكن متوقعاً لبلد عانى حرباً إرهابية لثماني سنوات أن يكون متعطشاً للفن والفنانين لهذه الدرجة، ولكن ما ينطبق على سورية لا ينطبق على غيرها، إذ كانت ومازالت بلد الفن والثقافة والحضارات، لذلك لم يكن غريباً أن يصطف الناس مرحبين بضيفتهم التي تعتبر سورية بلدها الثاني.
وبكل الأحوال لم تتوقف الحركة الفنية السورية خلال الحرب، لكنها زادت بشكل ملحوظ بعدما حرر الجيش العربي السوري معظم الأراضي من دنس الإرهاب، إذ إن النصر السياسي والعسكري لا بد من استكماله بنصر على الصعيد الفكري والثقافي، وهذا ما تجسد فعلاً من خلال توافد الفنانين العرب إلى دمشق وعدد من المحافظات السورية، ما يعكس فعلاً حالة الاستقرار والأمن والأمان التي تعيشها سورية.

تحية لسورية

إذاً، زارت بوغصن دمشق برفقة الممثل وسام سعد وزوجها المنتج جمال سنان لإطلاق عروض فيلمها الجديد «تايم أوت» في العاصمة السورية، بعد ما عرض في لبنان تزامناً مع أعياد الميلاد ورأس السنة.
وتدور أحداث الفيلم، حول فتاة تلعب دور DJ في الملاهي «يارا»، وجارها في السكن الذي ينزعج من الموسيقا العالية، الصادرة من منزلها، وتستكمل أحداث العمل بشكل تصاعدي، لا يخلو من التشويق والإثارة والكوميديا ضمن قصة حب مميزة.
وفي الفيلم حافظت بوغصن على أسلوبها الذي اعتاده الجمهور بعفويتها وطرافتها المعتادة في التمثيل، عبر شخصية شابة مختلفة في طريقة ملابسها وتسريحة شعرها عن الشخصيات السابقة التي أدتها، على حين لعب يورغو شلهوب دور أستاذ التاريخ وأب لطفلته الوحيدة بطريقة متميزة.
الشريط من تأليف كلود صليبا وإخراج رامي حنا، وسيناريو وإنتاج «إيغل فيلمز»، وبطولة: ماغي بو غصن ويورغو شلهوب ووسام صباغ ووسام سعد (أبو طلال) وبيار شمعون وسمارة نهرا وماسة حبيب وهند باز وزينة زيادة وكريستيان الزغبي وغيرهم.
وقد أبدت بوغصن سعادتها لوجودها في سورية وبين الشعب السوري، معبرة عن اشتياقها للبلد الذي رعاها واحتضنها فنياً في البدايات، وعلقت: تحية كبيرة لسورية ولأهل سورية.
وقالت: الجمهور السوري راق ومتذوق للفن، ولم أفاجأ بحسن ضيافته، بل فوجئت بهذا العدد الكبير الذي جاء لحضور الفيلم رغم البرد القارس.
وأكدت أنها جاهزة للظهور مجدداً في الدراما السورية التي لم تغب عنها يوماً وأعطتها الكثير، لا بل «حقها وزيادة»، بل كانت مزروعة في قلبها وعقلها، معتبرة نفسها ابنة الدراما السورية ولها فضل عليها لكونها تتلمذت على يد أهم المخرجين والممثلين السوريين عبر مشاركتها في أكثر من عشرين عملاً درامياً سورياً على مدى عشر سنوات، الأمر الذي بدا واضحاً في قدراتها التمثيلية، تخرجت في الجامعة وتوجهت إلى سورية حيث تدربت وتعلمت التمثيل وعرفت أسرار المهنة وصقلت موهبتها وهذا ما جعلها تثني وبشكلٍ كبيرٍ على الفن السوري الذي كان حجر الأساس الذي بنت عليه إبداعاتها، لتعود إلى لبنان وتمارس المهنة نفسها وتنال النجومية من أوسع أبوابها.
أما وسام سعد فقال إن الجمهور في دمشق شكّل حالة خاصة، وخلق لديه نوعاً من حماس وطموح كبير نحو تقديم الأفضل.

تسع سنوات

انطلقت مسيرة بوغصن الفنية في دمشق التي أقامت فيها تسع سنوات، فشاركت في مسلسل «رمح النار» مع المخرج نجدة أنزور بشخصية «جلنار» عام 1999، ثم برزت بشخصية «نصرة» في مسلسل «الخوالي» مع المخرج بسام الملا عام 2000 في أول تجربة لها في دراما البيئة الشامية.
واستكملت مشوارها بمسلسل «أسرار المدينة» بشخصية «هنادي» 2000 ثم ظهرت في الجزأين الرابع والخامس من مسلسل «حمام القيشاني» 2001 و2003 بشخصية «بسمة»، ومسلسل «حدية الهاوية» 2002، كما كان لها بصمة في المسلسلات التاريخية، فظهرت في مسلسلي «أبو الطيب المتنبي» و«هولاكو» 2002.
أما آخر أعمالها في الدراما السورية فكان «مدرسة الحب» عام 2016.
ولدت بوغصن في بصاليم في قضاء المتن عام 1977، وهي الفتاة الوحيدة بين أخويها جهاد ووسام وترتيبها في الوسط.
تلقت دروساً في الموسيقا عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها في المعهد العالي للموسيقا، حصلت على الميدالية الذهبية في برنامج لمواهب الأطفال يدعى «واحة الأولاد» على تلفزيون لبنان بعد أن غنت للسيدة فيروز، ودرست التمثيل والإخراج في الجامعة اللبنانية.
بدأت التمثيل مع المخرج الراحل أنطوان ريمي في مسلسلي «الأخوان» و«المغاور» على قناة الجديد، أما انطلاقتها الفعلية فكانت من خلال الدراما السورية كما ذكرنا سابقاً، حيث شاركت في عدة أعمال واستطاعت تعلم وإتقان اللهجة السورية.
كانت تحلم منذ صغرها بأن تدخل عالم التلفاز، وكانت أولى رغباتها أن تصبح مغنية معروفة، إلا أن موهبتها في التمثيل وقدرتها على تجسيد الشخصيات بشكل واقعي وسلس جعلتاها من أشهر الممثلات على الصعيدين المحلي والعربي.

مرض وشفاء

خلال لقاء تلفزيوني، روت ماغي تفاصيل مرضها الخطير حيث لفتت إلى أن الطبيب اكتشف في دماغها ورماً حميداً وطلب منها إجراء عملية جراحية، ثم قررت أن يسافر ولداها إلى أميركا كي لا يريانها بهذه الحالة، وقبل يومين من العملية ذهبت لزيارة القديس شربل وصلّت كثيراً، وأثناء تحضيرها للعملية قال لها الطبيب إنه لم يعد يرى ورماً بل شريان عادي. ولكن ما زال عليها متابعة وضعها الصحي عبر الفحوصات الطبية، ولفتت ماغي أنها أثناء معرفتها بمرضها فكرت بولديها وبكت وقالت: «أطلب من الربّ أن أصبح جدّة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن