رياضة

اليوم وغداً نصف نهائي كأس أمم آسيا 2019 … عملاقان كبيران أستاذان وفارسان عربيان طامحان

| محمود قرقورا

وصل قطار النسخة السابعة عشرة من كأس أمم آسيا المقامة في الإمارات إلى المحطة قبل الأخيرة، وشاءت الظروف ضمان فارس عربي في مباراة التتويج عندما يلتقي الجاران الإماراتي والقطري غداً بصافرة الحكم المكسيكي بالازويلوس، واللقاء الآخر الذي ينطلق بداية من الرابعة عصر اليوم بين إيران واليابان بصافرة الأسترالي كريستوفر جيمس بيث يعد بالكثير من المفردات المحببة لجماهير المستديرة على طول القارة وعرضها، فالغول الإيراني يشار إليه بالبنان عند الحديث عن كأس أمم آسيا، ويكفيه الفخر أنه المنتخب الوحيد الذي حاز اللقب في ثلاث نسخ متتالية وكل من حاول التقليد أخفق، والساموراي الياباني دخل غمار البطولة متأخراً عام 1988 وساد بسرعة غير عادية فأضحى الزعيم بأربعة ألقاب وبات الفوز عليه حلماً لا يتحقق بسهولة والأرقام خير دليل.
أرشيفياً لم تحمل لقاءات اليابان وإيران حصيلة تهديفية تتوازى مع السمعة العطرة للمنتخبين، فخلال ثلاثة لقاءات جمعتهما صمتت الشباك في دور المجموعات 1988 و2004 وبينهما فازت اليابان 1/صفر في دور المجموعات 1992 بهدف أحد عباقرة الكرة في اليابان كازيوشي ميورا.
وعلى الضفة المقابلة تحضر الأهداف من الطرفين كلما تقابل المنتخبان الإماراتي والقطري، ففاز العنابي 1980 و1988 بهدفين لهدف، وردت الإمارات بالنتيجة ذاتها 2007 وبأربعة أهداف لهدف في النسخة الماضية.

تاريخ جديد
لقاء اليوم يُدخل منتخب إيران التاريخ لأن المباراة ستحمل الرقم 68 لأسود شيران في النهائيات القارية متجاوزاً منتخب كوريا الجنوبية الذي تجمد رصيده عند 67 مباراة.
ومعلوم أن الغول الإيراني الأكثر فوزاً في البطولة بـ41 مباراة وهذا الرقم سيصمد سنوات وبطولات قادمة، والفوز اليوم يجعله في النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه الأخير 1976 ويا لها من لحظة طال انتظارها!
على الجانب المغاير يعيش المنتخب الياباني لحظات سعيدة لكونه المنتخب الأكثر نجاحاً خلال الألفية الثالثة، فعلاوة على تتويجه مرتين واصلاً للقب الرابع فقد خسر مرة واحدة في آخر ست بطولات ويا له من رقم مرعب!
والمنتخبان الشقيقان أحلامهما مشروعة للانضمام إلى قافلة المتوجين الثمانية وهذا سيكون السطر الأهم بتاريخ الكرة في الإمارات وقطر.
والمباراة ستكون خاصة جداً لمهاجم الامارات أحمد خليل الباحث عن هدف لمعادلة الهداف التاريخي لمنتخب الامارات عدنان الطلياني صاحب 52 هدفاً، والفارق أن الطلياني وصل إلى رقمه خلال 161 مباراة بينما احمد خليل لعب مباراة واحدة بعد المئة. ومعدل تسجيله نصف هدف في المباراة الواحدة.
طريق سالك
هوية المنتخبات الأربعة في نصف النهائي منطقية بدرجة كبيرة، فإيران أثبتت أنها قادمة لاستعادة اللقب والدليل ترسانتها الهجومية المترافقة مع الشباك النظيفة ومباراة اليوم المفتاح، والمنتخب الياباني يتعامل بواقعية مع كل مباراة وقد حقق الفوز بفارق هدف في المحطات الخمس، مع الإشارة إلى أن اليابان تستطيع العودة عندما تتأخر، وتحافظ على الهدف الذي تسجله عندما تأخذ الأسبقية.
ومنتخب قطر استحق إعجاب المتابعين على تطوره المذهل بين ليلة وضحاها، فقد كان صيداً سهلاً خلال رحلة التصفيات المونديالية واستطاع حرق المراحل والمنافسة باقتدار على اللقب فحقق الفوز في المباريات الخمس محافظاً على نظافة شباكه وهذا فتح كروي قطري غير مسبوق.
ومنتخب الإمارات استفاد من عاملي الأرض والجمهور فخدمته الظروف حيناً وارتقى بأدائه حيناً آخر فاستحق الوصول إلى هذه النقطة وباتت أحلامه أكثر من ذي قبل.

خطوات واثقة
الملاحظ في هوية المنتخبات التي تخوض غمار المربع الذهبي أنها تصدرت مجموعاتها باقتدار، فإيران تصدرت المجموعة الرابعة بفوزين على اليمن 5/صفر وعلى فيتنام 2/صفر وتعادلت مع العراق سلباً، وفي دور الستة عشر فازت على عمان بثنائية نظيفة وفي ربع النهائي على الصين بثلاثة أهداف دون رد.
والمنتخب الياباني تصدر المجموعة السادسة بالفوز على تركمانستان بثلاثة أهداف لهدفين وعلى عمان بهدف وعلى أوزبكستان بهدفين لهدف، وفي دور الستة عشر على السعودية 1/صفر وفي ربع النهائي على فيتنام بالنتيجة ذاتها.
المنتخب القطري تصدر المجموعة الخامسة بالفوز على لبنان بهدفين دون رد وعلى كوريا الشمالية بستة أهداف نظيفة وعلى السعودية 2/صفر، وفي دور الستة عشر أبعد العراق بهدف وفي ربع النهائي تجاوز كوريا الجنوبية 1/صفر وهي المحطة الأكثر صعوبة.
المنتخب الإماراتي تصدر المجموعة الأولى بالتعادل مع البحرين 1/1 والفوز على الهند 2/صفر ثم التعادل مع تايلند بهدف لمثله، وفي دور الستة عشر احتاج لوقت إضافي كي يعبر محطة قيرغيزستان وتجلى في ربع النهائي عندما جرد الكنغارو الأسترالي من لقبه بالفوز عليه 1/صفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن