عربي ودولي

مقتل موالين لهادي بنيران «صديقة» في مأرب.. وموظفين في الصليب الأحمر شمال صنعاء…آمال بتشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن.. وقوى الداخل تحدد 10 أيام سقفاً زمنياً لتأليفها

كشفت القوى اليمنية في الداخل عن مشاورات حثيثة تجري بين معظم المكوّنات التي شاركت في مفاوضات جنيف بهدف تأليف حكومة وحدة وطنية خلال مدة لا تتجاوز العشرة أيام، وتأتي الخطوة على وقع احتدام المعارك العسكرية في أكثر من منطقة يمنية.
وحددت أحزاب الداخل اليمني التي عقدت مؤتمراً صحفياً في صنعاء عشرة أيام فقط سقفاً زمنياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأعلنت بدء مشاورات جادة ومتقدمة بين أغلب المكونات السياسية لملء فراغ الحكم القائم.
وحضرت الأحزاب الرافضة للتحالف السعودي باستثناء المؤتمر الشعبي العام، وجددت مطالبتها رسمياً بضرورة تقديم الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح ومن تورط معهم في دعم ما وصفوه بالعدوان إلى المحاكمة.
ويتزامن الحراك السياسي مع تصريحات أطلقها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن مساعيه لإحياء العملية السياسية بمشاركة الأطراف اليمنية، وجاءت في ظل تعثر واضح لمشاورات مسقط التي اتهمت الرياض وحلفاءها بإفشالها. ويذكر أن هذه الأحزاب كانت قد جمّدت مشاورات سابقة بهدف عدم عرقلة المساعي الأممية.
وفي هذا السياق، يعتبر البعض ما يحدث ورقة سياسية تكرر رفعها من هذه القوى وآخرون يصفونها بالجادة هذه المرة، وما بين هذا وذاك يعلّق اليمنيون آمالهم على أي بارقة تخفف عنهم إن لم تنه معاناتهم وتوقف نزيف دمائهم جراء الحرب والقصف الخارجي.
ميدانياً: شنّت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات على قاعدة الديلمي شمال العاصمة صنعاء. كذلك استهدفت عشرات الغارات مناطق متفرقة في محافظة تعز فيما قتل أكثر من عشرة أشخاص وأصيب أربعون خلال مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المسنودة بمقاتلي حزب الإصلاح من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية لأنصار اللـه من جهة أخرى أيضاً في تعز.
إلى ذلك قتل ثمانية جنود من القوات الموالية للرئيس هادي بغارة جوية شنتها طائرات التحالف السعودي واستهدفت تجمعاً لهم في منطقة مجزر بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن. وكان استشهد أحد عشر شخصاً في غارات سعودية استهدفت منزلاً في منطقة مشعبة في قرية مكيراس بمحافظة البيضاء.
وفي شمال العاصمة صنعاء قتل موظفان يمنيان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس برصاص مسلحين.
ونقلت (أ ف ب) عن موظفة في الصليب الأحمر قولها: «إن موظفين اثنين قتلا عندما كانا عائدين من مدينة صعدة إلى صنعاء وهما يستقلان آليتين تحملان بشكل واضح إشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضافت: «إنهما أوقفا في منطقة عمران من رجل مسلح أطلق النار على آليتهما»، مشيرة إلى أن أحد الموظفين قتل على الفور في حين أصيب الثاني بجروح خطيرة توفي على أثرها في أحد المستشفيات في عمران بينما نجا أربعة موظفين آخرين كانوا في الآليتين.
وكان عدد من الموظفين الدوليين تعرضوا لاعتداءات خلال عملهم في اليمن حيث تعرض موظفان اثنان للاختطاف في صنعاء العام الماضي قبل أن تحررهما القوات اليمنية.
إلى هذا، بثّ تنظيم القاعدة تسجيلاً مصوراً يظهر فيه وجوده وسيطرته على أبنية حكومية في مديرية ذي ناعم بالبيضاء، كما يظهر التسجيل عمليات اقتحام بعض المقار الحكومية.
وفي سياق متصل أعلن مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الذي يعد الأول في العاصمة اليمنية صنعاء باستقبال المرضى أنه قد يضطر إلى إغلاق أبوابه أمام مئات الأطفال والأمهات الحوامل بعد تردي الوضع الطبيّ ونقص الأدوية وانعدام المشتقات النفطية إلى حدّ لا يمكن السكوت عنه.
ويعاني المستشفى اليوم من تداعيات الحرب والحصار، فبعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب قلّص المستشفى الذي يعتبر الأكبر في صنعاء سعته السريرية من ثلاث مئة وخمسين سريراً إلى أقل من مئة وخمسين سريراً، نتيجة عدم قدرته على استيعاب المرضى وتقديم أبسط متطلبات العناية الطبية اللازمة وارتفاع نسبة الوفيات مع انعدام بعض الأدوية اللازمة للعمليات الجراحية وغيرها. فمغادرة الكادر الطبي الأجنبي وعدم توافر خبرات محلية وقلة الأدوية الضرورية في ظل استمرار الحرب هي كلها عوامل تجعل مصير المستشفى لا يقل خطورة عن أوضاع مرضاه.
وتفصل هذا المستشفى أيام قليلة فقط عن إغلاقه بشكل كامل، وخاصة بعد استهلاكه كل مخزونه الطبي مع انعدام المشتقات النفطية.
(الميادين – سانا – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن