ثقافة وفن

(مفارقات البرامج التي تصلنا)

| يكتبها: «عين»

صور الفيس بوك التي تجرح أم طبخات التلفزيون الشهية؟

الدكتور عبد السلام راجح معروف باعتداله وثقافته الواسعة المطّلعة على معطيات العصر والتاريخ وأثرها في حياتنا الاجتماعية، ومعروف أيضاً ببرامجه الواسعة المسموعة والمرئية ناهيك عن استضافاته الكثيرة على الشاشات والإذاعات.
وقد فاجأنا يوم الجمعة الماضي، على إذاعة نجوم إف إم، بحلقة من برنامجه الأسبوعي (فتاوى على الهواء) الذي حقق جماهيرية كبيرة، فاجأنا بالحديث عن الصور التي ننشرها على مواقع التواصل وأثر هذه الصور على الناس.
وقال الدكتور راجح إنه اضطر لإلغاء صداقة أحد المتفاعلين مع صفحته على موقع الفيس بوك لأن ذاك الـ(المُفَسبكْ) ينشر صوراً لا يرضاها الدكتور عبد السلام، وبطبيعة الحال سنسأل: ما طبيعة هذه الصور؟ وهل هي تخدش الحياء أم إنها قد تكون مؤذية لسلوك الكبار أو الصغار؟
موقف الدكتور عبد السلام من هذه الصور معروف، وهذه المرة الصور صور أطعمة غالية الثمن، والفكرة السامية التي يصل إليها هي أن صور (الأطعمة) التي نعرضها على موائدنا في البيت تحرج أولئك الذين لا يستطيعون إقامة مثيلاتها، فماذا يقول الأب الفقير لابنه عندما يطلب منه أن يأتي بطعام غال الثمن كذاك الذي نعرض صوره على الفيس بوك؟
وبطبيعة الحال، كان هناك إشارات واضحة لأحوال الناس المادية والمعيشية، وللغلاء في الأسواق، وللأسعار العالية للمأكولات التي تعرض على الصفحات (ثمن قالب الكاتو يصل إلى 16 ألف ليرة، وهو ثلث راتب معلم في الدولة)..
قد يكون الدكتور عبد السلام راجح محقا في حديثه، ولكن ماذا سيفعل عندما يفتح شاشة التلفزيون على برنامج يشرح لنا آلية طهي الوجبات الشهية التي تكلف نصف راتب معلم بدلا من الثلث، ويقوم (الشيف)، الذي يرتدي طاقية مثل طاقية والي استانبول أيام زمان ويعرض لنا أشهى المأكولات مع مقبلات لا يستطيع الدكتور عبد السلام نفسه طبخها في بيته؟
المسألة بسيطة، هل سيحجب الدكتور عبد السلام الفضائية السورية؟ وهل سيحجب عشرات المحطات التي تبث ليل نهار ما لايرضى عنه؟ أنا أعتقد أنه ليس عيبا عرض مثل هذه البرامج، لكن ماذا لو خصصنا وجبة واحدة شهية في آخر الشهر مكلفة، وبقينا بقية الأيام على الخبزة والزيتونة والبطاطة المسلوقة؟
المشكلة أن الحياة أصبحت مطحنة مشاعر، وعلينا أن ننجو من الطحن!
قيل وقال

• عندما ظهر برنامج بساط أحمدي على الفضائية ظهرت المذيعتان زهر يوسف وفاتن مقصود أنيقتين جذابتين وحاضرتين، وأثنى الجميع على هذا الظهور، لكن البرنامج لم يكن موافقا لفكرة (البساط الأحمدي)!
• مجلة التلفزيون تشق طريقاً صعباً لفرض وجودها، وخاصة مع المُعدّة الواثقة بنفسها لينة نويلاتي، والمطلوب نقد حازم يعيد لها رونق تعاطيها مع البرامج والمسلسلات!
• تعاطف العاملين في التلفزيون مع الصحفي صفوان علي الذي تمت معاقبته على أسئلة في غير وقتها، مرده إلى أن المبادرة والسرعة في الوجود والحضور في الحدث سمة ينبغي ألا تعوقها الأخطاء!
• هناك (شربكة) سيسببها قرار حصر التكليف بالعمل بجهة واحدة، فالتداخل بين البرامج مثل كبكوبة خيطان عبثت بها قطة!

سؤال
هل سمعتم الحوار الذي دار في برنامج ( المختار) على إذاعة المدينة إف إم بين باسل محرز وأمجد طعمة؟

البرومو عندما تتكرر فكرته!
ظهر برومو الجهات الأربع، وفيه المذيعة رشا الكسار تكبس أزرار على الشاشة، وكتبنا وقتها أن البرومو أحلى من البرنامج، اليوم يظهر برومو شبيه على الإخبارية لبرنامج (أون لاين)، وفي هذه الحالة نزعوا الطبخة، فنحن نريد برامج جميلة لها ترويج جميل.

أربعون فكرة برامجية!
مدير البرامج في الفضائية السورية أمجد طعمة أعلن على صفحته أن هناك أربعين فكرة برامجية قُدمت للدورة البرامجية الجديدة، ذلك يعني أن الموسم القادم ممتاز، وقد اعتدنا أن أصحاب الأفكار لا يكونون في مكانهم عندما تظهر الأفكار!
خير إن شاء الله!

انتباه!
في برنامج ( نوافذ ) على قناة نور الشام، ظهر مدير الحدائق في دمشق، وتحدث عن الأشجار المثمرة التي تزرعها المحافظة في دمشق، ومن بينها البرتقال والكباد والنارنج وعن صعوبة زراعة الكرز والتفاح، ولم يكلف معد البرنامج نفسه تصوير تقرير يكشف فيه أن حديقة السبكي أضحت بلا أشجار، وعدد أشجار حديقة تشرين أقل من أشجار منزل في ضيعة، ثم ألا يلاحظون أننا نمشي في شوارع دمشق، وتندر فيها ظلال الأشجار!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن