سورية

اضطراب بحركة القطارات لتسلل مهاجرين بنفق المانش بفرنسا.. وإيطاليا: الوقت حان لتجاوز معاهدة «دبلن»…غرق 11 مهاجراً سورياً على الأقل في رحلة الموت إلى اليونان

وكالات : 

بدأت الأصوات الأوروبية الرسمية الداعية لإيجاد آلية للتعاطي مع أزمة المهاجرين إلى أراضي الاتحاد ترتفع وإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، فبعد أن دقت إسبانيا ناقوس الخطر بأن المهاجرين أكبر تحد لأوروبا خلال السنوات القادمة، دعت إيطاليا أمس لتجاوز معاهدة «دبلن» والبدء بمسيرة إجبارية نحو سياسة أوروبية للهجرة وقانون اللجوء وإجراءات إعادة المهاجرين إلى بلدانهم.
يأتي ذلك على حين أضيف أكثر من 11 سورياً لعداد الغرقى في رحلة الموت من تركيا إلى اليونان، ليتجاوز عدد غرقى المهاجرين في المتوسط أكثر من 2650 منذ بداية العام الجاري.
وفي التفاصيل قضى أكثر من 11 مهاجراً سورياً أمس مقابل سواحل تركيا بعد غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب البلاد إلى جزيرة كوس اليونانية، بحسب مصدر رسمي.
وصرح مسؤول في جهاز خفر السواحل التركي رافضاً الكشف عن هويته بحسب وكالة «فرانس برس»، أن الزورق الأول انطلق من بودروم إلى كوس ناقلاً 16 مهاجراً غرق في المياه الدولية فجر الأربعاء.
وأوضح أن صراخ المهاجرين المنكوبين أنذر جهاز خفر السواحل التركي الذي تدخل بسرعة وأنقذ ثلاثة منهم، وانتشل سبع جثث، فيما اعتبر ستة ركاب في عداد المفقودين. وأضاف: إن مركباً آخر ينقل ستة مهاجرين بالوجهة نفسها انقلب مقابل المدينة السياحية التركية، وقضى اثنان من الركاب وأنقذ اثنان.
ويدفع الساعون إلى الهجرة للانتقال من بودروم إلى كوس أكثر من ألف دولار للفرد، لعبور الممر البحري الأقصر بين تركيا وأوروبا.
إلى ذلك وصل نحو 4300 مهاجر بينهم العديد من السوريين مساء الثلاثاء وصباح أمس إلى ميناء بيرايوس بعدما نقلتهم السلطات اليونانية من جزيرة ليسبوس بحسب شرطة الموانئ.
في المقابل نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن وزيرة دفاع بلادها روبيرتا بينوتي اعتبارها أمس أن «الوقت قد حان لتجاوز معاهدة دبلن والبدء بمسيرة إجبارية نحو سياسة أوروبية للهجرة وقانون للجوء وإجراءات إعادة المهاجرين إلى بلدانهم».
كما أوضح رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينزي أن «أوروبا أدركت أن مشكلة المهاجرين ليست مسألة ميزانية وحسب»، بل «ينبغي عليها وضع قواعد مشتركة حول إعادة المهاجرين إلى بلدانهم والاستقبال».
وأكد رينزي، أن «قضية الإرهاب لا ينبغي التقليل من شأنها، فهناك أحداث شهدت تورطاً واضحاً للمهاجرين» في هذا المجال، «ولا أريد الاستهانة بالأمر، لكننا في غاية الحذر، والقضية ليست سهلة»، ويجب القيام بمكافحة الإرهاب.
وفي هذا الإطار، قال مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديمتريس أفراموبولوس بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن نظام الاتحاد الأوروبي الجديد لفرز طلبات اللجوء في إيطاليا واليونان وربما المجر قد يتضمن احتجاز المرفوضين لحين إعادتهم إلى بلدانهم، إذ تعاني الحكومات الأوروبية من ضغوط الموازنة بين التزاماتها بتوفير الملاذ للوافدين والعداء الذي يشعر به البعض من أبناء شعوبها تجاه فكرة الهجرة الجماعية. وأضاف أفراموبولوس: إن المفوضية ستقدم مقترحات جديدة لوزراء الداخلية في اجتماع استثنائي يعقد في 14 أيلول الجاري بعد خمسة أيام من الموعد المتوقع أن يقدم فيه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خطوطاً عامة للخطط إلى البرلمان الأوروبي خلال خطابه السنوي عن حالة الاتحاد.
ويمثل هذا الجدول الزمني تعجيلاً بمسار الأحداث استجابةً للزيادة الكبيرة في أعداد الوافدين هذا الصيف في حين تتجادل الدول الأعضاء حول اقتسام العبء.
وفي الآثار الآنية والسريعة لأزمة المهاجرين على دول أوروبية، أظهر استطلاع للرأي في ألمانيا تراجع شعبية حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحافظ للأسبوع الثاني، ومثلت أزمة اللاجئين في أوروبا عاملاً رئيسياً في تراجع التأييد.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «فورسا» تراجع التأييد لحزب ميركل بنسبة واحد بالمئة إلى 40% بعد تراجع اثنين بالمئة الأسبوع الماضي وهو ما أرجعه المعهد إلى الانقسامات داخل حزبها بشأن حزمة الإنقاذ الثالثة لليونان.
وقال رئيس معهد فورسا مانفريد جولنر: «يلاحظ الناس ذلك ويعرفون أنه حتى المستشارة لا يمكنها حل مشكلة اللاجئين بإشارة من يدها».
وفي فرنسا أعلنت مصادر متطابقة أن ستة قطارات اضطرت للتوقف أو العودة إلى محطة انطلاقها ليل الثلاثاء- الأربعاء بسبب تسلل أشخاص هم من المهاجرين على الأرجح إلى خطوط النفق تحت بحر المانش في الجانب الفرنسي.
وقال مكتب الاتصال في مجموعة «يوروستار» لسكك الحديد: إن «هناك خمسة قطارات يوروستار متوقفة عند مدخل النفق بسبب وجود متسللين عند المدخل الفرنسي للنفق وفي موقع يوروتانل»، كما اضطر قطار سادس لرحلة بين لندن وباريس للعودة إلى العاصمة البريطانية.
وفي المجر احتج أكثر من ألفي مهاجر أمام محطة السكك الحديدية الشرقية في العاصمة بودابست وهم يهتفون «الحرية.. الحرية» ويطالبون بالسماح لهم بركوب قطارات إلى ألمانيا فيما لا يسمح لهم بدخول المحطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن