ثقافة وفن

الأغنية السورية متمجّدة وفي أوج انطلاقتها وانتشارها … وليد توفيق لـ«الوطن»: المصلحة هي السبب في اختيار فناني المهرجانات العربية القادرين على تحقيق الأرباح

| سوسن صيداوي

عطاء واستمرار، تنوع وجدّية، مسؤوليات وتضحيات، خُلقٌ ومبادئ حاضنة للكثير من المضامين في مشوار طويل من أيام الأبيض والأسود إلى الملون حتى اللحظة المسحوبة بسرعة عجلة التكنولوجيا وصخبها، مع التمنيات بالمزيد من الاستمرار، مشواره الفني مسيرته مستمرة لحوالى أربعين عاما، منوع بين الغناء والتلحين والتمثيل، في سيرة فنية مشهود لها بالنجومية المتوهجة امتلكها النجم العربي وليد توفيق، وعلى الرغم من كلّ التحديات وكل المتحولات والمشوّهات، بقي ثابتا في مبدئه بفنه.
وليد توفيق تخلى عن العلم كي يساعد والده بتربية إخوته، وعلى الرغم من التعب وقلة النقود بين يديه إلا أنه اجتهد في عمله في ورشات التمديد الكهربائي، وتمكن من شراء آلة العود وأخذ الدروس حتى أصبح متمكنا، مشهوداً له بذكائه وتقديراته التي تصب في محلها، عشق «عيون بهية» وغناها في استديو الفن عام 1973لتكون الأغنية هي الانطلاقة في نجوميته المستمرة. حديثنا طويل فالمسيرة غنية وحافلة بحضوره بين عمالقة الزمن الجميل من الموسيقار محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي…. إلخ. واليوم هو بيننا رجل لطيف وجميل ودمث -حقيقة- كما عاهد نفسه بأن يظهر في حضوره التمثيلي السينمائي والغنائي، في مجمل مشواره. «الـوطن» حاورت الفنان وتوقفت معه عند مفاصل قارنها الفنان بين الماضي والحاضر.. وللحديث أكثر إليكم بالتفاصيل…

بداية بعد «بغار عليكي بغار»، و«ما كانش فيه حد في حياتي»… ما مشاريعك المستقبلية؟
لم أنشر فيديو كليب أغنية «ما كانش فيه حد في حياتي» على الرغم من نجاح الأغنية ومحبة الجمهور لها، بل أحببت أن أنشرها في الأيام القليلة القادمة بمناسبة قدوم عيد الحب، هذا إضافة لبعض الألحان الجاهزة التي تنتظر أن يوضع الصوت عليها.

على ذكر الألحان… قلت مرة بمناسبة استماعك الدائم للموجي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي: «طريقة الملحن في الغناء غير المطرب».. كيف تجمع بين الاثنين وهل هما السبب في تملّكك للمسرح ونجاحك الدائم في الأداء؟
هذا صحيح يختلف أسلوب الملحن عن أسلوب المطرب في الغناء، وأنا أجمع بين الاثنين، بمعنى أنني قادر على توظيف ما أحسّه باللحن من خلال ما أغنيه، وعبر صوتي أوصل الأغنية للجمهور، وبالفعل التلحين يجعلني متملكا أكثر للأغنية بمعنى أتميز بأسلوبي عما لو كنت مطربا فقط، وبالتالي هنا أحب أن أوضح أن العزف والتلحين وكلّ الأمور الأخرى التي اهتممت بها في فني عبر سنواتي الطويلة، كلّها جعلتني متملكا للمسرح وأدائي متقن، وحتى إن الكثير من الناس يحبون حفلاتي المباشرة ويسعون لحضورها، ولا أخفي عليكم أنني منطلق على المسرح، بعكس ما إذا قمت بتسجيل الأغاني بالاستديو، فعلى المسرح أنا حر على حين في الاستديو أنا مقيّد.

قمت بتلحين «دار الزمان» و«إنت وحشني كثير» و«يا عمر مال» من أجل سلطان الطرب.. ماذا تخبرنا عن جورج وسوف؟
أبو وديع أخ بكل معنى الكلمة – وعلاقة كهذه بين فنانين نادرة في الوسط الفني- وصديق وتجمعنا معزة كبيرة، وإضافة إلى محبتي الكبيرة له على صعيد شخصي، فكذلك أنا أحب فنه، فهو مطرب قدير وله لون معين يقدمه لنا وله خصوصيته وطريقته المختلفة في إيصال الأغاني للجمهور، وأنا بالانتظار كي يتفرّغ ويضع صوته على الأغاني الملحنة له والتي أصبحت جاهزة في استديو طوني سابا، لتسمعوها قريبا إن شاء الله.

مَن أيضاً مِن الأسماء العربية القديرة التي تحب أن تحمل أصواتها بصمة ألحانك؟
أي صوت جميل ضمن مواصفات معينة ومستوى جيد في الأداء والقوة، إضافة لقدرة هذا الصوت الجميل على أن يتمكن من إضافة الجديد لـلحني، بالمعايير السابقة يكون الصوت مرحبا به وأشعر بالغبطة والسرور كي يغني من ألحاني، وبالمناسبة من ألحاني للأصوات العربية قدمت في الفترة الأخيرة لحنا لأغنية «أنت واحشني» للفنان صابر الرباعي وإن شاء اللـه في وقت قريب ستجهز الأغنية ويسمعها الجمهور.

ماذا حصل باللحن المخصص لنانسي عجرم؟
بصراحة، والأمر صار معروفا أنني غرّدت لنانسي عبر التوتير بجملتين لطيفتين برغبتي في التلحين لها، وحتى اليوم لم ترد خبرا، ربما هي في الوقت الحالي مهتمة بأمور موسيقية أخرى، أو بألوان أخرى، ولا ننسى بأنها بانتظار مولودها، أتمنى السلامة لنانسي ولطفلها القادم.

في مرة كنت صرحت بأنك ترغب في أن تغني الديو مع شيرين عبد الوهاب.. أين هذه الرغبة من التنفيذ؟
شيرين من الأصوات العربية التي أعشقها وأسمعها باستمرار، وهي من الفنانات اللواتي راهنت على أنها ستصبح يوماً ما مطربة الوطن العربي، ورهاني تحقق وأصبت. ولكن بعيداً عن شيرين سأشرح لكم ما يحصل خلال جلساتنا مع الفنانين من مطربين ومطربات، نحن خلال لقاءاتنا وجلساتنا نعبّر عن رغبتنا في أن نحضّر لديو معاً، ولكن بصدق هناك حالة سائدة في الوسط الفني، فنحن نتكلم كثيراً ولا نفعل أو نحقق كلامنا، وبمعنى آخر وللأسف طبعا، نحن نعدُ ولا نفي، ففي الجلسات يكون الحماس كبيراً للعمل، وبعدها يذهب كل واحد في طريقه، وهنا يمكنني القول إنه إما يكون الفنان يمثّل على الآخر، وإما حقيقة قد يكون انشغل بأموره الفنية والحياتية والتي صرفته عن رغبته هذه. وبالعودة للسؤال عن الأكيد، أرغب بالغناء مع أي صوت نسائي جميل سواء إليسا أم شيرين طبعا وحتى نجوى كرم، وأي صوت من الأصوات الجميلة التي لها شعبيتها وقادرة على إيصال أغنيتها للجمهور بالشكل الصحيح.

أغنية «انزل يا جميل ع الساحة» أغنية معشوقة من الجمهور وهي دائمة الحضور… ما تعقيبك؟
أنا أجد نفسي رجلا محظوظا لأن صوتي موجود وحاضر دائماً في مناسبات الفرح وأعياد الميلاد.. هذه نعمة وأنا أشكر اللـه عليها.

في مرة صرحت «بأن مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتوتير تعطي المرء حقه وأصبحت أكثر مصداقية من الإعلام والصحف الموجَهين»… هل ما زلت متمسكاً بهذا الرأي؟
الإعلام والصحافة ضروريان جداً اليوم، ولكنهما في الوقت نفسه إن جاز التعبير«هما شر لابدّ منه» لكون الكثير من الأشخاص يستعملون هذه الوسائل للشتائم وافتعال المشاكل ونشر الإشاعات أي الصحافة الصفراء، ولكن فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، اليوم هي مفضلة أكثر لكونها تُظهر النتيجة مباشرة، بمعنى ردّ الفعل يكون حقيقيا فيما ينشر عبر المواقع، فنحن على سبيل المثال ندرك حقيقة متابعتنا وحب الجمهور- أو العكس- لما نقدمه من أغنيات وفيديو كليبات وحتى حوارات ومقابلات، من خلال المواقع وردود الأفعال المباشرة من الجمهور والتي يمكن متابعتها من خلال التعليقات، إذاً هذه الوسائل هي ما تعبّر حقا عن مشاعر الناس، والجميل أيضاً في المواقع على الانترنت أمر، وهو أن الكذب خلاله حبله قصير، أي إن نُشر خبر كاذب عن فنان، فصحيح أن الخبر ينتشر بسرعة، ولكن ببساطة يطل الفنان نفسه عبر الفيس بوك والتويتر والعديد من المواقع الأخرى ويكذّب الخبر. وبقي هنا أن أشير إلى نقطة خاصة بي، أنه يبقى للصحف المحترمة وللإذاعات ووسائل إعلامية أخرى خصوصيتها، وحتى اليوم عندما أسافر في الطائرة أنا من الأشخاص الذين يحرصون أن يقرؤوا الجريدة، إذاً يبقى لهذه الوسائل خصوصيتها مهما بلغت التكنولوجيا من تطور وحداثة.

في الماضي مُنعت أغنية «أدوب بدباديبه» من البث في الإذاعات لأجل كلمة «دباديبه»… ما رأيك اليوم بالأغاني المنحدرة- التي لا يمكن مقارنتها بأغنيتك السالفة الذكر- وما حكمها من المنع والرقابة… وبرأيك هل تدخل الأهل في التربية هو السلاح الوحيد للحد منها؟
بالفعل على زمن أغنية «أدوب بدباديبه» منعت من البث عبر الإذاعات واعتبروا كلمة «دباديبه» كلمة مسيئة للآداب والأخلاق، ولكن مع مرور الزمن سمعنا وشاهدنا أغنيات غريبة مثل «بحبك يا حمار» وانتشرت عبر الإذاعات والمحطات التلفزيونية، وسمحوا لها لأنهم وقفوا قليلي الحيلة وغير قادرين على منعها أو منع أي أغان أخرى بالمستوى نفسه أو دونه، فليس لديهم جهة رقابية تسمح أو تمنع كما على زمن أغنية «أدوب بدباديبه»، وفي وقتنا الراهن كل الأمور متاحة والقنوات كلها مفتوحة والانترنت كذلك، وما يقلق أننا نحن ننجرف ونأخذ من الغرب كل ما هو سلبي على أساس أننا نواكب الموضة والعصرنة، وبرأيي القادم أفظع إن لم ننتبه، ويقع على الأهل دور كبير في توجيه أطفالهم واختيار ما يسمعونه أو يشاهدونه.

على ذكر الأهل.. أنت تربيت بمنزل رزين حتى إنك رفضت الرقص في ثلاثة أفلام استعراضية رشحك لها حسن الإمام… هل برأيك الرزانة والحياء صفتان تفتقر لهما اليوم التربية الحديثة.. وهل أنت نادم على قرار اتخذته في حياتك من قبل؟
بالطبع التربية هي الأساس وهي السلاح الوحيد على كل الأصعدة، سواء الوطنية أم الأدبية والأخلاقية، ولكن عندما نقوم بتربية الطفل وتدريسه في مدارس أجنبية وتقوم برعايته المستخدمات كالفلبينيات- من دون إساءة- والطفل ليس من حوله لا والده أو أمه طول النهار، حتى لا يجالسانه أو يقوما بتدريسه، وبالحديث معه عن الكثير من الأمور الحياتية التي شاركنا بها أهلنا وربينا عليها، وسيكون مصير هؤلاء الأطفال في المستقبل مخيف، ويكمن الرعب بما سيقومون بمشاهدته وبسماعه، لأنه سيترسخ في فكرهم وعقلهم وحتى في اختياراتهم المستقبلية وما سيصبحون عليه. وبالنسبة لبقية السؤال أضيف: صحيح بأن الرزانة والخجل صفتان يقل انتشارهما في الوقت الحاضر، ولكن «الدنيا إن خلت خربت» فيبقى هناك الناس الخيرون والناس الجادون في تربيتهم لأطفالهم وتلقينهم أمور حياتينا التي تتأصل فيها قيمنا وأخلاقنا الراقية بعيداً عن الغرب بمخلفاته لها.

مثلّت في السينما 12فيلماً.. في السابق كنت شديد التركيز على السينما والتمثيل بعكس اليوم.. هل الابتعاد بسبب الأجور/النصوص… أو غيرها من الأسباب؟
هذا صحيح، لقد كنت شديداً في التركيز على السينما والتمثيل في ذلك الوقت، لأنّهما كانا يخدمان مسيرة وليد توفيق الفنية وخصوصاً على صعيد الغناء، وبالطبع لا يمكنني أن أكون تجاريا في اختياري للأفلام السينمائية، لهذا ابتعدت لكون مسيرتي تحتّم عليّ بألا أظهر إلا في الأفلام التي تعزز قناعاتي وتُغني مسيرتي كي أتابع ما قدمته عبر تجسيدي دائماً لشخصية رجل مهذب ولطيف، بغض النظر عما ينتشر في الساحة السينمائية من أفلام.

ماذا حصل بالفيلم المخصص لسيرتك الذاتية؟
رفض المنتج صادق الصباح أن نصور فيلماً يحكي عن سيرة حياتي، معتبراً أنني إن قدمت للناس وللجمهور عملاً كهذا، فسيبدو كأنني توقفت عند حد معين، على حين مازلت قادراً على العطاء، وهذا أمر مخالف لطموحي، ومن ثم صرفنا النظر عن فكرة العمل، على الرغم من أنني كنت محبذاً الفكرة لكوني موجوداً وسنتجنب أي لغط ممكن حدوثه.

جمعتك الذكريات بأسماء عمالقة كبار كعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وفايزة أحمد وصباح ووديع الصافي….. والقائمة تطول…. أخبرنا عن ذاكرة جمعتك بأحدهم ولا تذهب من بالك أبدا؟
فعلاً القائمة طويلة، وأعتبر نفسي محظوظاً لكوني التقيت بالعمالقة، ومنهم: بليغ حمدي وصباح ووديع الصافي ولا يمكنني أن أنسى ما حييت عندما التقيت الموسيقار محمد عبد الوهاب، عندما سمعني كيف أغني وأعزف على العود، حينها قدم لي النصح والإرشاد ببعض الأمور، وللأمانة من وقتها وحتى اليوم أنا أنفذ ملاحظاته كلّها وأهتم بها بشكل دائم، فبالنسبة لي وللكثير من الفنانين، الموسيقار محمد عبد الوهاب هو دستور غنائي، وكما قال العملاق وديع الصافي: نحن نتعلم دائماً منه.

ما الفرق بين برنامج استديو الفن ونسخ برامج الهواة الحديثة.. بمعنى استديو الفن خرّج فنانين استمروا بنجوميتك وهم نجوم صف أول بعكس الكثير من البرامج الأخرى.. ما السبب برأيك؟
اليوم أنا من متابعي ومشجعي برنامج «the voice» لكون اللجنة تسمع صوت المشارك ولا تراه، فالتركيز يكون على قوة الصوت وحسن الأداء على خشبة المسرح، وهذا الأمر أفضل من أن نشاهد المشارك، لأن المظهر يؤثر في نسبة كبيرة، ومن ثم تتأثر اللجنة بشخصية المتسابق ويتشتت الانتباه والتركيز على الصوت، وفي الحقيقة هذا الأمر انطبق علي، كنت سأخرج من برنامج استديو الفن، وتدّخل الأستاذ روميو لحود، واعتبر حضوري في البرنامج موفقاً، لكون شكلي سيساعد أكثر، وخاصة على المسرح وفي السينما، ومُنحت بالبرنامج الميدالية الفضية. وبالعودة لاستديو الفن لقد كان من أهم البرامج وأقواها لأنه لم يعتمد على الإبهار البصري أو يخضع لأي نوع من الدعايات والتسويق، بل كان معتمداً على محبة الناس التي كانت تتابع البرنامج، هذا عدا عن أن الحكّام في البرنامج هم أستاذة موسيقيون لهم شأنهم الكبير في الساحة الفنية، وهمهم الأعظم جودة الصوت والأداء والموهبة الحاضرة على المسرح.

يقال دائماً إن المهرجانات العربية تحكمها الوساطة فهي مقتصرة على قائمة محددة من النجوم.. ما تعقيبك؟
بالتأكيد اليوم تحكم الوسط الفني الكثير من العلاقات المسيطرة والتي تنظم الأمور وتقوم بتسييرها، وبالفعل العلاقات تتدخل وتحدد قوائم أسماء الفنانين، وهنا لابد من القول وبشفافية، بأن الأمور تجري هكذا ليس كُرهاً بفنان أو محبة به، بل المصلحة معه هي السبب في الاختيار لإحياء حفلات المهرجانات لأن الأسماء المطلوبة هي القادرة على تحقيق الأرباح والنجاح في بيع التذاكر، وهذه الغاية المرجوة من إقامة الحفلات في المهرجانات.

قلت مرة: «الفنان أناني» و«الشهرة ساحرة»… ماذا منحك الفن مقابل الأنانية التي تمسّكت بها؟
بالطبع الفنان أناني وإن لم يكن كذلك ويتمتع بغيرة قوية على مهنته التي اختارها فلن ينجح، وبالطبع ما أقصده هنا هو الأنانية المفيدة، بمعنى أن يحب الفنان اسمه وشغله ويحرص عليهما ويسعى لتطويرهما بكل جهده، وليس بأن يكون فناناً مؤذياً بأنانيته بإثارة المشاكل والعقبات لغيره من الفنانين، فالفن- وهذا أمر حقيقي- يتملّك الفنان ويعيش في أفكار عقله ومشاعر قلبه.

إذاً أنانيتك أبعدتك عن عائلتك؟
بالطبع.. وخاصة في الماضي كانت جولاتنا لإقامة الحفلات في كندا أو أستراليا تستمر لشهور. هنا أحب أن أشكر زوجتي جورجينا رزق- ملكة جمال الكون- فهي إمرأة مضحية ومتفانية إلى أبعد الحدود، هذا عدا عن كونها سيدة قيادية ومسؤولة لأنها بغيابي عن المنزل هي الأم والأب لأولادي.

إن عاد بك الزمن إلى الوراء هل ستكرر نفسك وتختار الفن؟
بالطبع سأختار الفن ولكن على شرط أن أقوم بالأمر الذي أحبه، لأن المرء يبدع في تحقيق ما يحبه، لأنه سيسعى بكل جهده لإتقانه وممارسته بالشكل الأمثل، وسأختار الفن- رغم شكوى الكثيرين منه- لكونه منحنا كل شيء، فمحبة الناس هي التي تكفي وهي وحدها المكسب الكبير فهناك من يدفع نقوداً كي يجبر الناس على محبته.

ما الأمور التي تخشاها وكيف تبتعد عن التفكير بها؟
أنا شخص مؤمن وأتكل على اللـه في كل خطاي وقراراتي، ولا أفكر إلا بما كتبه اللـه لي، ولا أفكر بالغد، بل أستمتع بقسمة اللـه لي وأعيش دائماً في هذا السلام.

بعيداً عن الأمور الشخصية… ما رأيك بالأصوات السورية الشابة.. وهل لك أن تذكر لنا أسماءً تتابعها؟
في الأعوام القليلة الماضية أثبتت الأصوات السورية حضورها على الساحة الغنائية العربية، ليس حضوراً فقط بل جدارة وتمكّناً، منهم على سبيل الذكر طبعاً: ناصيف زيتون الذي يبدع في انتقاءاته المتنوعة، ومحمد خيري الصوت الحلبي الطربي الأصيل والذي يبهرنا في أدائه للأغنية الحلبية وقدودها، إضافة إلى وفيق حبيب وحسين الديك، وبالطبع محمد المجذوب.

لقد غنيت الفولكلور السوري كأغنية بعنوان «شامة وسمارا حلو» كلمات كاظم السعدي وهي من ألحانك…. اليوم انطلاقاً من خبرتك الفنية ومشوارك الطويل.. كيف هو مشهد الأغنية السورية؟
لقد غنيت الفلكلور السوري والمصري واللبناني، وبالنسبة لكاظم السعدي أعطاني كلاماً جميلاً ومزجنا في اللحن القليل من الفلكلور، ولكننا حافظنا على خصوصية لحني لأغنية «شامة وسمارا حلو» التي وصفت بها سورية بألبوم «محتاجلو قلبي». أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال: الأغنية السورية في أوج انطلاقتها وأوج انتشارها عربياً ولها أصداؤها الناجحة في المغترب، وهي أغنية متمجّدة على الساحة مثلها مثل الأغنية المصرية والخليجية واللبنانية، وهنا أحب أن أشير إلى نقطة جدّ مهمة، وهي براعة الموسيقيين السوريين، فنحن في الوقت الراهن لم نعد نسجل أغانينا في مصر، بل إننا نقوم بالتوزيع الموسيقي في سورية ويبقى وضع صوت المغني أو المطرب في لبنان، إذاً هنا أقول بأن سورية غنية بالأصوات الجميلة والموسيقيين الكبار وهم متميزون على الساحة الموسيقية الغنائية، وأتمنى لهم دائماً التقدم والنجاح.

في الختام… كلمة لجمهورك السوري… ومتى ستزورنا في سورية؟
سورية دائماً في قلبي، وأتمنى لهذا البلد الغالي كل الخير، وهي بلدي الثاني وأنا عشت وترعرعت ونجحت فيها، وهذا الامتنان ليس مقتصراً علي، فهذا الحب لسورية يكنّه الكثيرون من الفنانين العرب، أتمنى أن يبقى هذا الرابط بيننا وبين الجمهور والموسيقيين والمغنين قوياً ومتيناً. وأخيراً ومن كل قلبي أتمنى لسورية أن تعود أفضل من قبل، وأن يعمّ السلام في كل مدنها وأرجائها عمّا قريب. وبالنسبة لزيارتي لسورية فهي قريبة وكلما سنحت الفرصة، وزياراتي ليست قاصرة على الحفلات والعمل، بل أنا أزورها دائماً لأطمئن على أصدقائي فيها، وأشعر حينها كأنني أزور مدينتي طرابلس.

من المشوار

– ولد المطرب اللبناني وليد توفيق عام 1954 في مدينة طرابلس من أسرة محافظة تهتم بالفن الأصيل وتتابعه.
– لم يكمل توفيق تعليمه في المدرسة بل عمل في مهنة تمديد الكهرباء وتصليح الإلكترونيات والراديوهات ليساعد والده في مصروف البيت، ومن شدة شغفه بالموسيقا اشترى آلة عود وتعلم العزف.
– في عام 1973 تقدم لبرنامج الهواة «استديو الفن» ونجح نجاحاً باهراً في تقديم أغنية «عيون بهية» للمطرب محمد العزبي، وحصد الميدالية الفضية في النهائيات.
– في بداية مشواره الغنائي أصدر عدداً من الأغاني من تلحين ملحم بركات وتلحينه هو شخصياً، كما قدم الكثير من الألحان لأهم النجوم في الساحة العربية مثل: سميرة توفيق، نجوى كرم، جورج وسوف.
– في عام 1978 قام بتمثيل فيلم مع الفنان دريد لحام بعنوان «سمك بلا حسك». بعدها انطلق إلى مصر وتقدم لامتحان الأصوات في الإذاعة المصرية وصنف مطرباً وملحناً في الجريدة الرسمية ونال قبول الموسيقيين والملحنين المصريين.
– قابل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، والتقى صديق عمره المبدع بليغ حمدي الذي لحن له العديد من الأغنيات الناجحة، إضافة إلى لقائه العديد من عمالقة زمن الطرب الأصيل.
– شارك في العديد من الأفلام مع نجوم السينما المصرية منهم: فريد شوقي، آثار الحكيم، رغدة، ليلى علوي، سعيد صالح ورانية شوقي وغيرهم الكثير.
– قام وليد توقيق بتقديم العديد من الأدوار في العديد من الأفلام المصرية إلا أن أنجحها كان فيلم «من يطفئ النار» مع فريد شوقي وآثار الحكيم ورغدة 1982، وفيلم «قمر الليل» مع ليلى علوي عام 1984، وفيلم «أنا والعذاب وهواك» مع صابرين.
– في عام 1990 تزوج من ملكة جمال الكون جورجينا رزق وأنجبا نورهان والوليد.
– صدر للفنان وليد توفيق أكثر من 28 ألبوماً ومن بعد ألبوم «وليد توفيق2016» اكتفى الفنان بإصدار الأغاني المنفردة.
– يذكر أن أكثر أغاني توفيق حصدت نجاحاً جماهيراً منقطع النظير وتركت علامة مميزة في وجدان وذاكرة الجمهور العربي منها: أبوكي مين ياصبية، لفيت المداين، عظمه على عظمه، واه واه، تيجي نقسم القمر، محلا هالسمرة، غجرية، وحدك حبيبي، أدوب في دباديبو، كوبري 6أكتوبر، ياليل، أكبر جرح، لمن هذا الجمال، يوه شوقد أهواكي، متعود عالسهر….. إلخ. إضافة إلى نجاحه في تقديم الأغنية الوطنية والإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن