رياضة

نقطة انتهى

| غانم محمد

دعونا نعترف أن اتحاد كرة القدم نجح بقيادة (العاصفة) وربما بتدجينها، ونجح أيضاً بتحويل الاهتمام من منتخب نام على خيبته الآسيوية إلى منافسات تتحدث عن سوء أرضيات الملاعب وعن أخطاء تحكيمية وعن مفرقعات و(شماريخ) وكلّ خيبة كروية وأنتم بخير..
ما بين ضغط مباريات دوري، وتلويح بعقوبات إذا فكّر أحد بالخروج على طاعة اتحاد الكرة، ومن غمضة عين هنا إلى إطلاقها هناك مزيد من التفاصيل التي تحلّ مكان المنتخب الوطني، فمضى خبر تراجعه (9) مراكز عالمية مرور الكرام، وسنعود لاحقاً أم عاجلاً إلى مقولة (هذا الخدّ اعتاد اللطم)، وسنعود يوماً ما لنلقي الحمل بأكمله على الظروف العامة التي نعيشها وكأننا لم نحلم يوماً أو كان ما حلمنا به مجرد سراب!
بجميع الأحوال، لا يقف الزمن عند حدث معين مهما علا شأنه إيجاباً أم سلباً، ومن الطبيعي أيضاً أن نلبس القادم من الاستحقاقات الكروية ذات الرداء المتفائل الذي نعلم مسبقاً أنه (فضفاض)!
لاحظوا كيف احتفل قسم كبير منّا باختيار جلال نقرش رئيس اتحاد السلة عضواً في الاتحاد الآسيوي، بل أيضاً أعقبنا ذلك بالقول إن هذا الاختيار كان تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها النقرش بالحفاظ على السلة السورية، ونسينا فجأة كل جلطاتنا السلوية!
نحن هكذا، جمهور طيّب زيادة عن اللزوم، سقف طموحنا تصلّ إليه رؤوسنا، وتظهر عاطفتنا بأوجها غضباً وفرحاً فجأة، وتختفي فجأة، وعلى هذا الأساس لا يكترث القائمون على رياضتنا بغضبنا ولا يعيرون (ثوراتنا الفيسبوكية) أي اهتمام، لأنهم يعلمون أنها مجرد ومضات عابرة سرعان ما تذوب مع أول يوم دفء..
كرة القدم السورية كانت وستبقى حلماً موجعاً بالنسبة لمعظمنا، ومع أول استحقاق قادم سنضع خطاً تحت ما فات ونقول إننا بدأنا من جديد، ومع ختام فصول أي غصّة تعلمنا جميعاً كيف نوظّف علامات الترقيم ونضع نقطة في نهاية السطر دون أن نحرّك ساكناً من مكانه!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن