سورية

مصادر متابعة لـ«الوطن»: أميركا خارجة من المنطقة والدول تبحث عن مصالحها … الأردن تسير إلى مزيد من الانفتاح على سورية رغم مساعي واشنطن لـ«الفرملة»

| موفق محمد

اعتبرت مصادر متابعة للعلاقات السورية الأردنية لـ«الوطن»، أن عمان تسير إلى «مزيد من الانفتاح على دمشق لأن مصالحها تتطلب هذا الأمر»، رغم مساعي الولايات المتحدة الأميركية إلى وقف الانفتاح العربي على سورية.
وكان لافتاً أمس وصول وفد نيابي أردني إلى دمشق، في زيارة معلنة تعتبر الثانية من نوعها في أقل من ثلاثة أشهر، بعد فتح معبر «نصيب- جابر» الحدودي بين البلدين منتصف تشرين الأول الماضي.
وأوضحت المصادر المتابعة، أن زيارة الوفد النيابي الأردني الذي يترأسه النائب طارق خوري، ويضم في عضويته 8 نواب، تستمر حتى الـ13 من شباط الجاري، ويتضمن برنامج زيارته، لقاءات تشمل رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ ووزيري النقل علي حمود والزراعة احمد القادري، إضافة إلى مباحثات في هيئة الاستثمار، وتوقعات أن يستقبل الرئيس بشار الأسد الوفد. وذكرت المصادر، أن الزيارة تهدف إلى «بحث تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة حركة النقل الترانزيت، وتمتين العلاقات البرلمانية، ودفع هذه العلاقة لما فيه من مصلحة للشعبين السوري والأردني». ورأت المصادر، أن العلاقات بين دمشق وعمان تذهب إلى «مزيد من الانفتاح»، وقالت: «هذا الأمر واضح».
وأشارت المصادر إلى أن الانفتاح في العلاقات بين البلدين، بدأ في العام 2017 بلقاء بين رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة في روسيا، وبعدها راحت العلاقات البرلمانية تتطور، «وزارنا أكثر من وفد، قبل أن يتم فتح الحدود بين البلدين» منتصف تشرين أول الماضي، ليقوم بعد ذلك وفد برلماني أردني بزيارة رسمية إلى دمشق وحالياً هذا الوفد.
واستقبل الرئيس الأسد الوفد البرلماني الأردني خلال الزيارة الرسمية الأولى التي تمت في تشرين الثاني من العام الماضي، وأكد له بحسب ما نقل أعضاء الوفد حينها: «إننا لا ننظر للوراء».
وتبع تلك الزيارة، زيارات عديدة لوفود نقابية أردنية إلى دمشق، وزيارات لوفود برلمانية ونقابية سورية إلى عمان، ومن ثم رفعت عمان مستوى تمثيلها الدبلوماسي في دمشق، وظهرت دعوات في برلمان المملكة إلى إعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، ودعوة رسمية وجهها الطراونة إلى نظيره السوري للمشاركة في أعمال «المؤتمر التاسع والعشرين لاتحاد البرلمانيين العرب»، والذي سيعقد في العاصمة عمّان، مطلع آذار المقبل.
واللافت أن تسارع الانفتاح في العلاقة بين عمان دمشق والزخم الذي يأخذه باتجاه العودة الكاملة لهذه العلاقة، يأتي رغم مساعي الولايات المتحدة الأميركية إلى وقف هذا الانفتاح، حيث تحدثت تقارير صحفية عن أن واشنطن وعواصم أوروبية كثفت اتصالاتها مع دول عربية لـ«ضبط التطبيع» مع دمشق، ووضع «شروط سياسية» أمام ذلك، بعد أن شهدت نهاية العام الماضي بوادر انفتاح عربي على دمشق، تمثل بإعلان الإمارات فتح سفاراتها في دمشق، وإعلان البحرين استمرار عملية سفارتها، بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير كانت الأولى لزعيم عربي منذ 2011، كما زار مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك القاهرة.
وإن كانت خطوات عمان التي تشير إلى نية لديها لعودة العلاقة كاملة مع دمشق هو بمثابة رفض للدعوات الأميركية وتحد لواشنطن، قالت المصادر المتابعة في تصريحها لـ«الوطن»: إن الأمر «ليس موضوع تحد، العلاقات بين الدول مبنية على المصالح المشتركة بالنهاية، وما يربط بين الدول هو العلاقات والمصالح المشتركة، وبالنهاية أميركا خارجة من المنطقة، وتحاول في اللحظات الأخيرة الحصول على أي نتيجة سياسية أو مكسب سياسي مثل الضغط من أجل خروج إيران، ولكن في النهاية لن تستفيد شيئاً».
وأضافت المصادر: «الأمور باتت واضحة، والأميركيون سيخرجون من المنطقة، ولا أتوقع أن أي دولة لا تريد ضمان مصالحها، والأردن شعرت بانتعاش اقتصادي كبير بعد فتح الحدود، وكان المكسب معها أكثر مما هو مع سورية».
ومنذ أيام قليلة، أكد القائم بالأعمال في السفارة السورية في الأردن، أيمن علوش، أن العلاقات الأردنية السورية تسير «بشكل ايجابي جداً»، وكذلك أكد حرص سورية على علاقات جيدة مع الأردن.
وتحدث علوش عن رغبة أردنية حقيقية لعودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، إضافة إلى إرادة شعبية كبيرة لذلك، وأكد أن قوة سورية تمنح القوة للأردن، وقوة الأردن تمنح القوة لسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن