رياضة

في رابع الدوري الممتاز.. الكبار في ورطة … الاتحاد مهمته صعبة والمجد يبحث عن النجاة في حلب

| ناصر النجار

الأسابيع الثلاثة الماضية من إياب الدوري دلّت على أن طريق الحالمين باللقب لن يكون مفروشاً بالورود، وأن مفاجآت الدوري غير المحسوبة ستطل برأسها لتفرض خريطة طريق جديدة نحو اللقب، فالساحل (كربج) الوحدة، والحوت عطّل كتائب الجيش، ولا ندري ماذا تنتظر قوارب البحارة في ملاعب الغربة بعد أن (أزعجه) الساحل.

فالضغط الذي تعيشه هذه الفرق يجعلها تقع في الممنوع، والضغط نفسه يمارس اصطياده لفرق الظل وبعض الفرق الآمنة.
المهددون وإن كانوا يعيشون ضغط النقاط والخوف من السقوط إلا أنهم يمارسون هواياتهم في اصطياد الفرق الكبيرة وسحب بعض النقاط من رصيدها، وهذا كله يجعلنا في حيرة من أمرنا لنقول: هل تستوي فرق الملايين مع فرق الملاليم؟
ملاعب الدوري لا حياة لمن تنادي وهذا واقع علينا أن نصبر عليه حتى تخدمنا الظروف فنرى ملاعب نفتخر بها، فهناك الكثير الكثير من الدول التي لا تملك ما نملكه من مواهب وخامات لكنها تملك بنية تحتية ممتازة تفتخر بها في عالم كرة القدم فتحظى بالاحترام من خلالها.
أما حكام الدوري، فالذين يقودون مباريات الممتاز هم قلة، وقد نخبتهم لجنة الحكام العليا من خلال مرحلة الذهاب بكل الدرجات والفئات، حكامنا فيهم المخضرمون ومنهم المواهب الشابة، وقد أثبتوا جودتهم رغم وجود العديد من الأخطاء، لا نملك إلا الصبر على الحكام فمشوار الإصلاح طويل وبناء الحكم المتميز لا يتم بيوم وليلة وهو يحتاج إلى شهور إن لم نقل سنوات.
ولابد من توجيه التحية إلى زملائنا في الإذاعة والتلفزيون الذين يضعوننا في أحداث الدوري دقيقة بدقيقة ولهم منا كل الشكر على جهودهم الكبيرة التي لا يدرك أغلبنا مصاعبها.
وكل التحية إلى جماهيرها الكروية التي أثبتت أنها الدوري بأسره من خلال وجودها وتشجيعها فزادت المباريات بهجة وجمالاً، ونأمل أن يبتعد المتعصبون عن ملاعبنا حتى لا يكونوا عالة على الدوري ووبالاً على فرقهم.
مباريات الأسبوع الرابع من إياب الدوري تجري بعناوين قوية وكبيرة، لا هوادة فيها، والنقطة بات لها حساباتها المؤثرة، فمن سيواصل طريقه نحو الصدارة، ومن سيخطف النقاط الآمنة؟ تعالوا نتابع التفاصيل التالية:
سباق محموم
بغض النظر عن مباريات المراحل السابقة فإن الصدارة ما زالت حائرة ولم يحسمها أحد من الفرق الثلاثة، فالفوارق بسيطة ويمكن تعويضها بسهولة، وهذا يدفعنا لنقول إن كراسي المراكز الثلاثة الأولى ستبقى متحركة وسيتناوب عليها في كل مرحلة أو أكثر فريق مغاير.
الفرسان الثلاثة لديهم مباريات صعبة وسيلعبون مع طامحين أو مهددين، والمباريات تقاس بميزان واحد، فلا سهل فيها، ولا شيء مضموناً منها، فتشرين سيواجه جبلة، وما أدراك ما جبلة على أرضه وهو يبحث عن النقاط يمنة ويسرة، وصعوبة المباراة تأتي من التحدي بين الجارين ومن الفوارق التي ستتلاشى في هذه المباراة، والفوز في المباراة إن تحقق فهو صعب وعسير وهو مهم لتشرين ليعوض تعادله مع الساحل.
الوحدة مواجهته صعبة للغاية في حمص أمام الوثبة الطامح الباحث عن موطئ قدم في المراكز المتقدمة، والوثبة في أغلب مبارياته كان نداً للكبار، وقوياً على أرضه، وسيحاول النيل من الوحدة وإن لم يقو فالتعادل مريح، الوحدة الذي وقع أمام الساحل قد يقع ثانية في حمص، لا شيء يمنع ذلك ما دامت نجومه غير قادرة على اقتحام الحصون الدفاعية وغير قادرة على تفادي شر الأهداف، لذلك فالمباراة صعبة، والفوز فيها سيكون ثميناً وغالياً، والوحدة يبحث عن تأكيد صدارته التي نالها وسط الأسبوع.
الجيش الذي تعرض لخسارة مفاجئة أمام حطين بات في وضع حرج، مباراته غداً مع الطليعة بحماة صعبة للغاية لأن أصحاب الأرض ينظرون إليها نظرة الحلم والأمل بنقاط مضاعفة تقربهم من حدود الصدارة وتختصر المسافات، نظرة الطليعة للدوري باتت منطقية ما دامت فرق الصدارة تتعثر، لذلك حلمه بالإيقاع ببطل الدوري كبير وخصوصاً أنه يملك مقومات كثيرة منها الأرض والجمهور، الكلام هنا متوقف على مستوى أداء الجيش وقدرته على ضبط خطوطه للنيل من فريق مجتهد على أرضه وصعب، وهو يعلم تمام العلم أنه لا يملك الكثير من الرصيد ليفرط به إن كان ينوي الحفاظ على لقبه للموسم الخامس على التوالي، الفريقان خسرا في المرحلة الماضية ويبحثان عن بلسم للشفاء من أذى الخسارة، فمن سيكون الطبيب ومن سيكون الجريح؟
السباق المحموم يدخله الاتحاد خامس الدوري ونظرته كنظرة الطليعة تماماً وأمامه متسع من الوقت ليلحق بركب المتصدرين شريطة أن يستمر بانتصاراته مع الساحل، اللقاء سهل ممتنع، فصاحب الأرض بات يمتهن الدفاع كوسيلة لحصد النقاط، وهو لغز تعجز عنه كل فرق الدوري لضعف أسلوبها الهجومي، لذلك نقول: الاتحاد أمام مباراة صعبة مع الساحل وخصوصاً أن الأخير يبحث عن الابتعاد عن مواقع الخوف والخطر ويجب أن يستثمر أرضه وجمهوره بتحقيق نتيجة إيجابية ولو بتعادل هو بكل الأحوال أفضل من الخسارة. وكما فعلها مع الوحدة وتشرين فمن المتوقع أن يوقع الاتحاد أيضاً.
في الذهاب، فاز تشرين على جبلة بهدف حمل توقيع لاعب جبلة أحمد الشمالي بالخطأ في مرماه، وتعادل الوحدة مع الوثبة بلا أهداف، وتعادل الجيش مع الطليعة 2/2 سجل للجيش محمد الواكد هدفين وللطليعة محمد زينو هدفين. وتعادل الاتحاد مع الساحل بلا أهداف.

بين الأمان والخوف
بقية المباريات تجري بحثاً عن الأمان وتجنباً للوقوع بمناطق الخوف والخطر، وهذا الكلام بات يشمل نصف فرق الدوري تقريباً بحظوظ متباينة، فالآمن اليوم قد لا يكون كذلك بعد مرحلتين، والعكس صحيح وهذا الكلام ينطبق على مباراة الشرطة مع الكرامة وكلاهما بموقع قريب وآمن لكن الخطر يداهمهما من كل جانب، والشرطة له ثأر مع الكرامة لابد أن يناله كما هو متعارف عليه، لكن هل يسمح الكرامة بذلك؟ المباراة معلقة بمستوى أداء الشرطة، ولكل مجتهد نصيب.
والكلام نفسه ينطبق على مباراة حطين والنواعير وستكون قوية وصعبة على الفريقين وخصوصاً حطين الذي يود إرضاء جمهوره بفوز يجعله يواصل أفراح الفوز على الجيش أسبوعاً آخر، والنواعير على الهدف نفسه، وصعوبة المباراة وتكافؤها قد يحيلانها إلى التعادل إلا إذا حسمها أحد الفريقين مبكراً.
وآخر المباريات ستكون في حلب وستجمع الحرفيين مع ضيفه المجد، والمباراة مهمة للمجد أكثر من أهميتها للحرفيين الذي على ما يبدو سيودع الدوري مبكراً، ورغم ذلك فإن صاحب الضيافة ما زال مقاوماً ومجتهداً وهو لا يستسلم لقدره بسهولة، محاولاً ألا يكون لقمة سائغة وأن يحفظ ماء وجهه بنتائج طيبة، ملعب حلب فأله حسن على المجد، فقد فاز به على الاتحاد ويأمل بفوز آخر على الحرفيين يدفعه من أماكن الخطر ولو خطوة واحدة على الأقل، المجد لن تنتظره مباراة سهلة أبداً، والفوز فيها بحاجة إلى جهد كبير وتكتيك خاص. في الذهاب فاز الكرامة على الشرطة 3/1، سجل للكرامة أحمد العمير ووائل عيان هدفين أحدهما من جزاء وسجل للشرطة كرم عمران.
وفاز النواعير على حطين 3/1، سجل للنواعير محمد ميدو وإبراهيم الطويل وعبد الله جمعة ولحطين محمد قطايا. وتعادل المجد مع الحرفيين سلباً.
جميع المباريات تقام الجمعة ما عدا مباراة حطين مع النواعير فموعدها السبت، والتوقيت في الثانية ظهراً لكل المباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن