الأولى

ميليشيات إدلب: الدور على «النصرة» اقترب بعد القضاء على «داعش» … الجيش يرد على مطلقي القذائف الإرهابية شمالاً

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

حالة من التصعيد المتواصل، مازالت تصبغ المشهد الميداني الحاصل في الشمال، وسقوط المزيد من القذائف الإرهابية فوق قرى وبلدات ريف حماة الآمنة، مع التصدي المستمر لوحدات الجيش لكل هذه الخروقات، وسط أنباء متزايدة حول اقتراب ساعة حسم الوجود الإرهابي شمالاً.
تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفاؤه من الميليشيات المتمركزة باللطامنة في ريف حماة الشمالي، أطلقوا المزيد من القذائف الصاروخية على مدينة محردة، حيث اقتصرت أضرارها على الماديات، في وقت أطلقت فيه ذات الميليشيا صواريخ أخرى على حاجز للجيش، بمحور المصاصنة فسقطت بعيدة عنه، لترد وحدات الجيش على مصادر إطلاق القذائف، في كفرزيتا ومحيط اللطامنة وحصرايا.
وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن مجموعات إرهابية أخرى ترفع شارات «النصرة» حاولت التسلل من محاور الأربعين حصرايا البانة الصخر من قطاع ريف حماة بالمنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب»، نحو نقاط عسكرية للجيش، الذي تصدى لها ومنعها من بلوغ أهدافها موقعاً العديد من أفرادها قتلى وجرحى.
على صعيد مواز، أكدت مصادر إعلامية مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي في إدلب، أن الانطباع السائد لدى قادة الميليشيات ومسلحيها، بأن دور تصفية «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام»، قادم لا محالة على يد الجيش السوري وحلفائه، وبدعم جوي روسي لاستعادة المحافظة والأرياف المجاورة لها إلى كنف الدولة السورية.
وقالت المصادر لـ«الوطن» إن جميع الميليشيات تدرك في قرارة نفسها: إن الانتهاء من ملف تنظيم «داعش» بشكل نهائي، سيفسح في المجال أمام الجيش وحلفائه لبدء عملية استئصال الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، وبمباركة من عواصم القرار الأوروبية التي تعي أهمية القضاء على الإرهابيين، وعدم ترك الفرصة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الاستمرار بلعب دور قذر بالتهديد بهم من خلال فتح طريق لهم إلى أوروبا عبر تركيا، كما فعل في قضية اللاجئين السوريين في بلاده.
ونقلت المصادر عن قائد عسكري لدى «النصرة» في اجتماع مع إرهابييه أخيراً قوله: «أكلنا يوم أكل الثور الأسود»، في إشارة إلى «داعش»، وإلى أن تركيا ستتخلى عن «النصرة» وبأسرع مما هو متوقع، مع الكف عن الرهان على «الملف الإنساني»، لأنها تعلم بأن معظم المدنيين موالون للدولة السورية، وسينقلبون عليها وعلى إرهابييها، عند أول منعطف حقيقي.

ولفتت المصادر إلى أن تركيا ستسحب نقاط مراقبتها العسكرية مع بدء المعركة ضد إرهابيي «القاعدة» ولن تجازف في الدفاع عنهم، مضيفة بأن تصريحات المسؤولين الروس الأخيرة تصب في سياق عدم إعطاء المزيد من الفرص لاستمرار سيطرة الإرهابيين على إدلب، وبأن الدول الأوروبية الفاعلة في الملف السوري، لها مصلحة بتصفية أكثر من ١٢ ألف إرهابي أجنبي في آخر معاقلهم، بدل فرض واشنطن إملاءات عليها باستقبال «مواطنيها» من «الجهاديين» كما حدث مع إرهابيي «داعش» في ريف دير الزور الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن