ثقافة وفن

المخرج أول ضحايا العمل في أولى تجاربه … أخطاء إخراجية تدخل «جوكر» الدراما البوليسية إلى غرفة الإنعاش

| سارة سلامة

في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الأعمال الدرامية للموسم القادم نرى هذا العام تنوعاً كبيراً في ناحية الأعمال المطروحة من اجتماعي وتاريخي وبيئة شامية وليس آخرها البوليسي الذي يحمل الكثير من التشويق والإثارة في طابع الجريمة، تحت اسم «جوكر» (كتابة ماجد عيسى، معالجة درامية: مهند ورد ـ إخراج نزار السعدي ـ بطولة: كرم الشعراني، جوان خضر، وائل زيدان، عبير شمس الدين، جانيار حسن، ماجد عيسى، مؤيد الخراط…). والعمل يعتمد على طاقات ربما تأخذ فرصاً مهمّة للمرة الأولى، بدءاً من الكاتبين مروراً بالمخرج، وصولاً إلى أدوار البطولة، على أن يكون النجوم ضيوفاً على الحكاية.

وفيما يقف المخرج نزار السعدي أمام أولى تجاربه الإخراجية، باحثاً عن فرصة له في الدراما. ما لبث أن وجد نفسه أولى ضحايا العمل بعد رحلة تصوير استمرت نحو شهر ونصف الشهر، اكتشفت الشركة المنتجة (قبنض) خلالها عن كم كبير من الأخطاء فيما أنجز من مشاهد، منها أخطاء راكورات وغياب ضبط الزمن وصعوبة تركيب المشاهد إضافة إلى فرق توقيت كبير بين الحلقات المكتوبة على الورق والمصورة، أي إنه إذا صور 20 حلقة مثلاً فإن وقتهم لم يتجاوز 14 حلقة، على هذه الحالة لم يكن أمام الجهة الإنتاجية سوى إيقاف التصوير بناء على نصائح من مقربين، ومحاولة الاستعانة بمخرج جديد لترميم ما يمكن ترميمه، وكان خيارهم الآخر نضال عبيد وهو مخرج لا تحوي حصيلته الكثير من الأعمال. الذي طلب بدوره من كاتب العمل انجاز نحو 500 صفحة إضافية كتعديل على النص الأصلي، فرفض الأخير معتبراً أن المشكلة ليست بالورق ولم تصل الشركة مع عبيد إلى حلّ ولم تتمكن من الاعتماد عليه للاستكمال، وربما تصل إلى قرار بإلغاء العمل واعتبار ما تم صرفه وهي مبالغ ضئيلة مجرد هدر. علماً بأن ما دفع من أجور ثمن النص وأجور ممثلين عبارة عن مبالغ زهيدة جداً. من جهة ثانية تحضر الشركة لجزء جديد من باب الحارة (لمروان قاووق، ومحمد زهير رجب وتم الاتفاق مع ممثلين منهم محمد خير جراح، شكران مرتجى، فاتح سلمان، نزار أبو حجر، وآخرون).
ورقة الجوكر

العمل مستوحى من مجموعة سلاسل أميركية شهيرة منها CSI وPrison Break. عبر مجموعة جرائم لقاتل غائب وهو لا يقدم جريمة ويتعقبها خلال مسيرة الحدث بل تتوه شخصيات المسلسل في محاولة معرفته، هي ورقة يلعبها طلاب إحدى الجامعات الخاصة. ومن يحصل على ورقة الجوكر، يكون هو الشخص الذي سيلقى حتفه. لذلك نرى أن عنوان العمل يمثل مفتاح الحكاية وله علاقة بأسماء الضحايا. وعمل صناعه إلى تطعيم أجوائه البوليسية بخطوط ترفيهية للتخفّف من حدّة الضغط البوليسي. وتنشغل «إدارة الأمن الجنائي» بالبحث عن قاتل امتهن تصفية طلاب إحدى الجامعات بطريقة دراماتيكية غريبة، وهذا غاية تصوبه قصة العمل.
وتشكل الهوية البصرية وأسلوب التعاطي الإخراجي تناغماً من حيث الصورة واللون والإضاءة مع نوع الحكاية لتوصيل رسالة المسلسل بشكل تصاعديّ إلى جانب الحدث. وعمل المخرج إلى اتّباع أسلوب جديد في التصوير من خلال كاميرتين، في محاولة صياغة لقطات جديدة في مكامن محدّدة عند الجرائم والتحقيقات، من دون الوقوع في فخ الاستعراض المجاني والتعالي على المشاهد.
التشويق التصاعدي

ولم يكن شغف الكتابة أو طموح لمستقبل في هذه المهنة هو الذي دفع الممثل ماجد عيسى لكتابة النص بل محاولة اقتناص فرصة تمثيلية لأنه يعمل ممثلاً. وهو نوع لطرح طريقة جديدة من القضايا الشائكة في المجتمع بطريقة درامية تحمل الترفيه والمتعة ضمن إطار تشويقي.
وكشف عيسى عن تفاصيل العمل قائلاً إن «أحداث العمل تدور في جامعة خاصة، بين مجموعة شبان وشابات من الطلاب تقع بينهم مجموعة كبيرة من الجرائم، ما يؤدي إلى ذهول كبير يدور بين الطلبة الأمر الذي يدفعهم للمحاولة بالتعاون مع إدارة الجامعة لملاحقة المجرم والقبض عليه، والإمساك بطرف خيط يدين القاتل وتسليمه إلى العدالة، وحيكت الكثير من القصص بنفس الأسلوب، كما سنشاهد قصص حب أبطالها الطّلاب، ومشاكل متعددة يطرحها، أما عن دوره فيوضح عيسى أنه يجسّد شخصية رامي الذي يخاف على أصدقائه ويتأثّر لفقدانهم واحداً تلو الآخر. لذا فإنّه يقترح مساعدة الأمن من خلال خطّة سرية يكون له فضل وتأثير كبير فيها». في حين يجسد النجم جوان خضر شخصية ضابط تقع على كاهله مهمّة البحث عن قاتل الطلاب.
الرأس المدبر

فيما يشرح النجم كرم الشعراني دوره «سودكو» «أجسد شخصية مثيرة للجدل تستقطب تعاطف الجمهور لها، وهو أحد الطلاب العباقرة في كلية الرياضيات، ولكن تأخذه الظروف إلى مكان آخر فنراه يضطر إلى ترك جامعته ويتزوج ويعمل ببوفيه الجامعة (بوفجي). محبوب من الطلبة وصديق الجميع، وأثناء جرائم القتل يحاول المساعدة بالكشف عن الجرائم المرتكبة، ولكنه يعيش صراعاً دائماً ما يجعله يستذكر ابنته التي ماتت حرقاً بمدفأة كان قد أتى بها من الشارع بعد إصلاحها، ويتذكر زوجته التي تركته وتزوجت بآخر غني في ذاكرة لا تقبل مفارقته، ويتهم في إحدى الجرائم أنه قتل أحدهم ولكن سرعان ما تتم تبرئته لأنه لم يكن بمسرح الجريمة، ويشاع في آخر العمل أنه قتل لاختفائه 6 أو 7 حلقات، إلى أن نكتشف أنه الرأس المدبر لكل تلك الجرائم من خلال لعبة (جوكر) ينتقي من يريد له الموت وبطريقة ما يدبر قتله دون أن تتلطخ يديه بالدماء بل يدبر مكائد حتى تقتل الناس بعضها».
وسيكون الممثل الشاب وليد حصوة، حاضراً بشخصيتين إذ يلعب دور ضابط يضطر للتنكّر بشخصية طالب ويجرّب الاحتيال على زملائه لمعرفة القاتل حتى يتمكن في نهاية المطاف من القبض على المجرم.
وتجسد الفنانة جانيار حسن شخصية سارة طالبة الصيدلية المجتهدة والمنصرفة نحو دراستها، وتقول عن دورها «الحظ السيئ يدفعها لتكون قريبة من سلسلة جرائم تحصل في جامعتها، فيما تكون أولى الضحايا صديقتها المقرّبة وتقع الجريمة في غرفتها، لتعيش بعدها ردّ فعل عنيفة تجاه ذلك، وتصاب بحمى الفضول ورغبة معرفة القاتل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن