عربي ودولي

الضغوط تتزايد على الدول الأوروبية والخليجية لاستقبال اللاجئين ورئيس وزراء أستراليا يتراجع والبابا يطلق «بادرة رحمة»

تكثفت الضغوط على الدول الأوروبية والخليجية لإيواء اللاجئين السوريين، وبينما دعا بابا الفاتيكان فرنسيس كل رعية كاثوليكية في أوروبا إلى استقبال عائلة من اللاجئين، خرج آلاف الفرنسيين في مظاهرة كبيرة بالعاصمة الفرنسية باريس دعمًا لقضيتهم.
وبالترافق مع إطلاق حملة إعلامية في الكويت تطالب باستضافة اللاجئين السوريين، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري بالأردن توقفوا عن تلقي معونات لشح التمويل.
وأجبرت الضغوط رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت على الموافقة على استقبال المزيد من اللاجئين من سورية.
وفي التفاصيل أعلن الحبر الأعظم أنه في «بادرة ملموسة» في إطار التحضير ليوبيل الرحمة الذي يبدأ في كانون الأول، على «كل رعية، وكل جماعة دينية، وكل دير، وكل مكان مقدس في أوروبا أن يستقبل عائلة» من اللاجئين. وقال إنه «في مواجهة مأساة عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الهاربين من الموت، وضحايا الحرب والجوع والذين هم على الطريق بحثاً عن رجاء في الحياة، فإن الإنجيل ينادينا ويطلب منا أن نكون «أقرباء» للصغار والمتروكين، ومنحهم رجاء ملموساً».
ودعا فرنسيس أساقفة أوروبا إلى دعم دعوته في أبرشياتهم»، مبيناً أنه سيبدأ مع أبرشيته في روما، وكشف أن رعيتي الفاتيكان ستستقبلان خلال الأيام المقبلة عائلتين لاجئتين. ومستنداً إلى نص الأنجيل الذي يذكر كيف قام المسيح بشفاء أصم أبكم، أكد البابا أن «المعجزة تمت، لقد شفينا من الصمم والأنانية والصمت على التراجع».
في باريس شارك آلاف الفرنسيين في مظاهرة كبيرة دعماً لقضية اللاجئين السوريين، حاملين لافتات كبيرة تطالب بفتح الحدود أمامهم، وبمنح حق اللجوء لكل سوري يعيش أوضاعاً صعبة، وذلك بعد نداء وجهته الكثير من الجمعيات الحقوقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استجاب له نحو 20 ألف فرنسي. وبدأت التظاهرة من ساحة الجمهورية بباريس، حاملة اسم «ليس باسمنا»، كما تكرّرت تظاهرات شبيهة في مدن فرنسية أخرى منها بوردو ومونبيليه ونانت وستراسبورغ، كما من المحتمل أن يتم تنظيم مسيرات أخرى في رين ومرسيليا خلال الأسبوع القادم.
ولوحت المفوضية الأوروبية بمخطط يجبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على استقبال عدد معين من اللاجئين، والمشاركة في المسؤولية التي تقع على دول معينة فقط مثل اليونان وإيطاليا والمجر.
وتخوض السلطات الأوروبية حرباً مع «جيش» من 30 ألف مهرب تشتبه في أنهم يتاجرون بالبشر.
وقال المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في إطار المكتب الأوروبي للشرطة (يوروبول) روبرت كريبينكو: «هذه أولويتنا بالتأكيد ليس من قبل اليوروبول فقط، بل على صعيد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».
في الكويت أطلق ناشطون سياسيون وحقوقيون وإعلاميون كويتيون، السبت، حملة إعلامية يطالبون فيها باستضافة اللاجئين السوريين، نظير ما يعانونه من مأساة بالغة الخطورة.
وقال الناشطون الذين وصل عددهم إلى أكثر من 400 ناشط، في عريضة «علينا أن ننزع عنا لباس الذل والتخاذل والأنانية، ونقبل على نصرة إخواننا بقلب مليء بالإنسانية والمحبة. فدول الاتحاد الأوروبي، ليست أكثر إمكانية من دولة تعدّ من أغنى دول العالم. وما عاد المال وبضع إقامات لبضعة أفراد تكفي لكفالة حياة، لأبرياء يستحقون الحياة».
في غضون ذلك أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري موجودون في الأردن توقفوا عن تلقي معونات غذائية وذلك على خلفية شح التمويل.
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة: إن شح التمويل أثر أيضاً على المستفيدين من معونات البرنامج في لبنان حيث تدنت قيمة المساعدات إلى 13.5 دولاراً في الشهر بعد أن كانت القيمة تتجاوز ضعف ذلك.
وأجبرت الضغوط رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، على التراجع عن رفضه استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، وأعلن أن بلاده ستقبل المزيد من اللاجئين من المخيمات على الحدود بين سورية والعراق وأنها مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات المالية لكنه أضاف بأنه ينبغي أن يكون هناك «استجابة أمنية قوية» في المنطقة.
وذكر أبوت للصحفيين في كانبيرا أن وزير الهجرة بيتر داتون سيسافر إلى جنيف للاجتماع مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليسأله عن طبيعة المساعدات الإضافية التي يمكن أن تقدمها أستراليا.
ورغم أنه أظهر استعداداً لاستقبال المزيد من اللاجئين من سورية والعراق، فإن أبوت رفض القول إن كان عدد اللاجئين الذين تستقبلهم البلاد في المجمل، والذي يبلغ نحو 14 ألفا حالياً، سيزيد أو إن كان الباب سيغلق في وجه لاجئين من أنحاء أخرى في العالم.
(سي. إن. إن – أ. ف. ب – الأناضول – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن