رياضة

هل أضاع فريق تشرين البوصلة؟

| اللاذقية – محسن عمران

«اللقب يريد تشرين وتشرين لا يريد اللقب» هذه العبارة سمعناها كثيراً هذا الموسم من جمهور تشرين وكوادره ومحبيه بعد كل خيبة أو تعثر يقابلها نتيجة لمصلحة منافسيه وكأن الحظ يعاند هذا الفريق الذي يستحق بشهادة كل المتابعين أن يفوز بالدوري هذا الموسم بعد أن خذله الحظ وأشياء أخرى في المواسم السابقة وهو حتى الآن صاحب القرار في تقرير مصيره لكونه مازال متصدراً للفرق وإن كان الفارق بسيطاً.

إياب متعثر
من قرأ جدول الدوري عرف أن طريق تشرين إلى اللقب مفروش بالورد ولكن هذا الأمر ونظراً لما شاهدناه من مستوى وخيبات يبقى نظرياً أو حبراً على ورق رغم سهولة الطريق في بدايته حيث بدا وكأنه سيران قبل تسلق الجبل، وتفاءل الكثيرون من محبي الأصفر والأحمر مع انطلاق الإياب، حيث حقق الفريق فوزين متتاليين على النواعير وحطين جعلا الأحلام تكبر للفوز باللقب إلا أن الساحل أيقظ التشرينيين من غفوتهم وفرض التعادل عليهم في معقلهم بجحيم الباسل كما يسميه جمهورهم وتمنى الجميع أن تكون هذه النتيجة هي كبوة بحار لا أكثر، وعاد الفريق ليفوز على جبلة وظن الجميع أن الأمور عادت لنصابها ولكن الوثبة فرض هو الآخر تعادلاً كان له أثر كبير فتم معه إقالة المدرب ماهر قاسم ومساعده سعيد يازجي ليستلم الدفة المدرب القديم الجديد محمد اليوسف بين مؤيد ومعارض له وكانت مباراة الشرطة التي تعادل فيها الفريقان ناقوس خطر خاصة مع الأداء السيئ جداً للفريق في الشوط الثاني الذي كشف عيوباً كثيرة ولم يعد هناك مفر من مواجهة الواقع وأن الفريق كان يفوز لقوة دفاعه وحارسه حيث كان يسجل هدفاً ويستميت للدفاع عنه، وأن الصفقات الهجومية التي تعاقد معها النادي هي صفقات خاسرة لأن المهاجمين كما شاهدهم الجميع لا يجيدون سوى الجري، والدليل الأهداف القليلة التي سجلوها والفرص الكثيرة التي أضاعوها، وكان الخوف يظهر عليهم في مواجهة المرمى وكان لابد من بحث عن حل.

إدارة جديدة ومدرب بدني
تمنى عشاق البحارة أن يستغل أصحاب القرار في النادي فترة التوقف بشكل جيد ولم يمنع حل إدارة النادي بعد الخلاف بين أعضائها الذي وصل لحد الضرب في ظاهرة معيبة نتمنى ألا تصبح عادة أو داء في رياضتنا، من التعاقد مع معد بدني للفريق لأن المدرب محمد اليوسف أعلن بكل صراحة أن الفريق إذا أراد أن يفوز باللقب فيجب تحسين الحالة البدنية عند اللاعبين التي فضحتها مباراة الشرطة، حيث طلب نحو خمسة لاعبين تبديلهم إضافة لحالات الشد العضلي التي ظهرت عند أغلبهم وكان التعاقد مع المدرب سعد النجرس الذي باشر مع الفريق وبدأ العمل على إعدادهم بشكل صحيح، وبدأ اللاعبون يتدربون يومياً بمعدل تمرينين ومن ثم كان هناك مباراتان وديتان مع النواعير في الملعب التارتاني بالمدينة الرياضية باللاذقية وتعادل الفريقان بهدف ومع الساحل في طرطوس وفاز تشرين بثلاثة أهداف لهدف.

وابتدى المشوار
بعد فترة توقف الدوري يبدأ المشوار ومعه الجد ولا مكان للتقاعس، والحفاظ على الصدارة يحتاج لهز أكتاف والبداية ستكون مع الطليعة في اللاذقية الذي دخل جو المنافسة والحرارة ستصل لدرجة الغليان في هذه المباراة وإن أحسن التشرينيون التعامل معها والفوز فإن ذلك سيكون حافزاً كبيراً لمتابعة المشوار ولا سيما أن المباراتين اللاحقتين ليستا بالصعوبة الكبيرة مع الحرفيين في حلب والمجد في اللاذقية ثم تبدأ المرحلة الأصعب بلقاء الجيش في دمشق والكرامة في اللاذقية والوحدة والاتحاد خارج أرضه في دمشق وحلب وهنا قد يتألم التشرينيون على النقاط التي خسروها مع الساحل والوثبة والشرطة التي قد تكلفهم غالياً إن لم يستطيعوا حصد النقاط واستغلال تعثر منافسيهم، وربما من حسن حظه أنه وجميع ملاحقيه على الصدارة الجيش والوحدة والاتحاد والطليعة لم يلتقوا فيما بينهم ومن سوء حظه أنه سيلاقي الجيش والوحدة والاتحاد خارج أرضه.

بالأرقام
ست مباريات لعبها تشرين في الإياب فاز على النواعير بهدفين لهدف وعلى حطين وجبلة بالنتيجة نفسها بهدف وحيد وتعادل مع الساحل والوثبة من دون أهداف مع الشرطة بهدف لهدف.
أي إنه سجل خمسة أهداف في ست مباريات وهي نسبة ضئيلة تؤكد صحة ما ذهبنا إليه من عدم توفيق المهاجمين ودخل مرماه هدفان فقط ما يدل على قوة خطوطه الخلفية وسجل أهدافه محمد العقاد هدفين وعبد الرحمن بركات وخالد كوجلي ومحمد مرمور.

ضبط النفس
تشرين قادر على أن يفعلها ويحقق اللقب رغم صعوبة المرحلة المتبقية من الإياب وهو اعتاد مواجهة الكبار وإزعاجهم والفوز عليهم، وما يحتاجه هو ضبط النفس داخل وخارج الملعب والمدرب محمد اليوسف قادر على فعل ذلك مع لاعبيه داخل المستطيل الأخضر وعلى دكة البدلاء.
وما تبقى هو مسؤولية لجنة التسيير التي شمرت عن سواعدها منذ لحظة تعيينها وأعلنت الاستنفار الكامل، وأعضاؤها بما يملكون من محبة الجمهور الأكبر في سورية قادرون على ضبط الآخرين خارج المستطيل، وعلى المهاجمين أن يدركوا أن كل فرصة تضيع منهم لها ثمنها وإن لم يترجموها لهدف فسيندمون ساعة لا ينفع الندم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن