شؤون محلية

موسم استثنائي ولكن..؟!

| محمود الصالح

بعد مرور ثلاثة عقود من الجفاف وشبه الجفاف، منّ اللـه على بلادنا في هذا العام بالخير العميم، الذي سيكون إنتاجه وفيراً إن شاء اللـه في جميع الجوانب الاقتصادية.
مرت أعوام متميزة وأخرى كانت ضمن الظروف الطبيعية، واليوم تجاوزت معظم مناطق البلاد المعدل السنوي في الأمطار ومنها ما تضاعف عدة مرات.
هذا أدى إلى حصولنا على موسم زراعي استثنائي، والأهم من ذلك أن هذا الموسم لم يكلفنا أي مبلغ لضخ المياه سواء بوساطة الكهرباء أو المازوت، وكسبنا ملايين مئات آلاف الهكتارات البعل، والتي لم تكن منتجة خلال السنوات الماضية بسبب الجفاف.
المؤشرات الأولية وحسب العينة العشوائية التي تجريها وزارة الزراعة يمكن أن يصل إنتاجنا من القمح إلى أكثر من خمسة ملايين طن من القمح ومثل هذا الرقم أو أكثر بقليل من الشعير.
السؤال المهم الذي يحتاج ليس إلى إجابة شفهية فقط بل إلى إجراءات عملية هو: هل لدينا الاستعدادات اللازمة لاستلام كل حبة قمح وشعير وإطباق أكفنا عليها، بعد أن عانينا وخصوصاً خلال فترة الحرب من الحصار ودفع تكاليف كبيرة لقاء رغيف الخبز.؟ الإجابة على هذا السؤال تقتضي إنشاء غرفة عمليات مركزية ومن خلالها غرف فرعية تمتلك سلطة القرار الاستثنائي وبعيداً عن أي التزام بالقوانين والأنظمة والروتين، وتكون لديها صلاحيات مطلقة في توفير جميع مستلزمات تسويق الحبوب ومنذ الآن. فنحن نحتاج آلاف الحصادات لأن ما هو موجود منها لا يغطي أكثر من 10% من حاجة الموسم، وكذلك من الجرارات والشاحنات لنقل الحبوب، إضافة إلى صهاريج الإطفاء التي يفترض أن تغطي جميع المناطق. وكذلك تأمين المازوت اللازم وبشكل كاف للآليات العاملة في موسم الحبوب، إضافة إلى تجهيز الصوامع والصويمعات ومراكز التخزين في العراء. من دون البدء بكل ذلك منذ الآن سنخسر جزءاً كبيراً من موسمنا من الحبوب، حيث يمكن أن يباع إلى الدول المجاورة، وإمكانية فعل ذلك موجودة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن